أخبار - كُردستان

انتخابات الرئاسة التركية.. بروتوكول منافس إردوغان يوجه الأنظار نحو موقف الكُرد

وجه البروتوكول الذي وقعه منافس إردوغان على كرسي الرئاسة، كمال كليتشدار أوغلو، مع زعيم “حزب النصر” المعادي للاجئين، أوميت أوزداغ، الأنظار إلى الموقف الذي ستتخذه الأحزاب الكردية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

 

ومن المقرر الكشف عن هذا الموقف ظهر يوم الخميس، من خلال بيان مصور سيعلنه حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي وحليفه حزب “اليسار الأخضر”، اللذان دعما مرشح تحالف “الأمة” المعارض كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى من السباق الانتخابي.

 

وكان البروتوكول الذي وقعه المرشح الرئاسي المعارض مع السياسي القومي المتطرف أوزداغ قد تضمن سبعة بنود، أثار واحد منها حفيظة الحزبين الكرديين، واعتبرا أنه “يخالف المبادئ الديمقراطية”.

وبينما أفضى الاتفاق الموقع بين كليتشدار أوغلو وأوزداغ عن إعلان الدعم من جانب الأخير، يرى مراقبون أن هذه الخطوة من شأنها أن تثير غضب الأصوات الكردية، التي حظي كليتشدار أوغلو بنصيب كبير منها في سباق 14 مايو.

 

ونشر “الشعوب الديمقراطي” و”اليسار الأخضر” بيانا، يوم الأربعاء، انتقدا فيه البند المتعلق بدعم تعيين “أوصياء” على بلديات يتهم رؤساؤها بدعم الإرهاب. وجاء في البيان أن “القرارات المتعلقة بهذه القضية تتعارض مع مبادئ الديمقراطية العالمية”.

وأضاف البيان أن “تعيين الأوصياء غير مقبول من حيث الديمقراطية والقانون، ونهجنا في هذه القضية لا يتغير”، فيما أعلن الحزبان أنهما سيعلنان عن موقفهما النهائي ظهر الخميس.

 

وبند “الأوصياء” أو “الأمناء” الذي تضمنه بروتوكول “كليتشدار أوغلو – أوزداغ” يرتبط بسياسة حكومية تستهدف البلديات الخاصة بـ”حزب الشعوب الديمقراطي”.

وكان الحزب الكردي قد فاز في انتخابات 2019 بـ 65 بلدية في المدن والمقاطعات والبلدات.

 

ومع ذلك، حلت وزارة الداخلية محل رؤساء البلديات المنتخبين لـ”الشعوب الديمقراطي” في جميع بلديات المقاطعات باستثناء ستة، مستشهدة بالتحقيقات “المتعلقة بالإرهاب”.

 

وينص البروتوكول على أن ممارسة تعيين مسؤولي الدولة بدلا من المسؤولين الإداريين المحليين الذين لديهم “صلات قانونية مثبتة بالإرهاب” ستستمر كجزء من تعهدهم بشن “حرب فعالة وحازمة ضد جميع المنظمات الإرهابية”.

 

وما سبق يخالف ما وعد به مرشح المعارضة الرئاسي قبل انطلاق الجولة الأولى، إذ أكد حينها مرارا على أنه ضد إقالة رؤساء البلديات.

 

ما الأصداء؟

وكان كليتشدار أوغلو قد حظي بنسبة مرتفعة من الأصوات في المدن الكردية في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة والبرلمان، وجاء ذلك بعد إعلان الدعم من جانب “حزب الشعوب الديمقراطي”.

 

لكن ومع دخول أوميت أوزداغ على خط تحالف “الأمة” المعارض قد تتغير الحسابات السابقة، وفق مراقبين.

 

وقبل أوزداغ، كان حليفه السابق في “تحالف الأجداد”، سنان أوغان قد اختار دعم مرشح التحالف الحاكم، رجب طيب إردوغان، لكن هذه الخطوة لم تكن بذات الصدى الخاص بمشهد المعارضة.

وكتبت الصحفية ناغيهان ألتشي في موقع “خبر تورك” أن “أوزداغ وأوغان في طور محاصرة تحالف الجمهور الحاكم من جهة وتحالف الأمة من جهة أخرى، من خلال تقاسم الأدوار بينهما”.

 

واعتبرت أنه “لا فرق في العقلية بين أوغان وأوزداغ، وليس من المنطق أن يدعم أحدهما إردوغان والآخر كليتشدار أوغلو”، مضيفة “أراد أوميت أوزداغ تسجيل الرغبات المعادية للديمقراطية كتابةً ووضعها في بروتوكول”، على حد وصفها.

 

وفي واقع الأمر، توضح الصحفية التركية أن “المادة الرابعة من البروتوكول التي أعلنها الثنائي تظهر محاولة العثور على حل وسط، ولكن تم فتح الباب لاستمرار تطبيق سياسية الوصي بطريقة مماثلة”.

 

علاوة على ذلك “تبنى كليتشدار أوغلو الخطاب اليميني لحزب النصر، بشأن قضية المهاجرين واللاجئين”، وحتى أن أوزداغ قال: “أتساءل عما إذا كنت أتحدث عندما يتحدث السيد كمال”.

 

وتضيف الصحفية ألتشي: “في السياسة، هناك خيارات مثل الخسارة، الهزيمة. لكن هناك هزيمة مجيدة بكرامة وشرف، وهناك أيضا احتمال أن تُهزم بشدة من خلال الذعر والتسرع”.

 

وتتابع: “المادة الرابعة من البروتوكول في شكلها المخفف خطيرة، وسنرى في 28 مايو، أن هذه الانتهازية لا تجلب الأصوات، بل على عكس ذلك”.

 

ماذا عن نسبة 5 بالمئة؟

وكان إردوغان قد حصل في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة على نسبة 49.40 بالمئة، بحسب بيانات “الهيئة العليا للانتخابات”، وكليتشدار أوغلو على نسبة 44.96 بالمئة.

وخالف سنان أوغان التوقعات بحصوله على نسبة 5.2 بالمئة. ومع ذلك لا يعني أن القاعدة التصويتية المتمثلة بهذا الرقم ستذهب كاملة إلى إردوغان، مع اتجاه أوزداغ في منحى آخر بدعم كليتشدار أوغلو.

ونقلت صحيفة “جمهورييت” عن الباحث السياسي، كانغول أورنيك قوله إن “التصويت لأوغان بنسبة 5 بالمئة جاء نتيجة للبحث عن مرشح ثالث من قبل أولئك الذين لا يريدون التصويت لكل من أردوغان وكليتشدار أوغلو”.

 

ويضيف: “بعد موقف أوغان بدعم إردوغان نرى أن الدائرة القومية بشكل خاص اتخذت موقفا ضده. لذلك، فإن معدل الأصوات التي يمكن أن يحملها آخذ في التناقص”.

 

في المقابل يشير الباحث السياسي إلى أن بروتوكول كليتشدار أوغلو – أوزداغ “وضع المعارضة في معادلة صعبة”.

 

ويوضح: “جمع الأصوات القومية والكردية والاتجاه للتصويت إلى كليتشدار أوغلو بات مهمة صعبة”.

 

ويقول إرتان أكسوي، مؤسس شركة “أكسوي” للأبحاث إن “أوغان له تأثير توجيهي فقط، وليس تأثير حاسم في مجموعة 5 في المئة التي صوتت له”.

 

لذلك يضيف أكسوي لـ”جمهورييت” أن “قراره لا يعني أن الناخبين سيتصرفون في الاتجاه الذي سلكه”، موضحا: “22 بالمئة ممن صوتوا لأوغان قالوا إنهم سيصوتون لإردوغان في الجولة الثانية”.

 

وبالتالي “سيصوت جزء كبير من هؤلاء الخمسة في المئة لصالح كليتشدار أوغلو وإلا فسيكون هناك تصويت احتجاجي”، وفق ذات المتحدث.

 

بدوره يشير الكاتب في صحيفة “صباح”، حسن بصري يالتشين، إلى أن “الأصوات التي حصل عليها سنان أوغان كانت قومية تفاعلية”.

 

ويعتقد أن “فرص أوغان أو أوزداغ للسيطرة على تلك الأصوات منخفضة للغاية، ولا يبدو أن ذلك سيكون حاسما، فيما سيستمر الناخبون في اتخاذ قرارهم بأنفسهم”.

 

وسيتنافس إردوغان وكليتشدار أوغلو في 28 من مايو الحالي على كرسي الرئيس الثالث عشر للبلاد.

 

وكانت عملية التصويت في الخارج قد انتهت مساء الأربعاء، وأظهرت البيانات التي نشرتها “الهيئة العليا للانتخابات” نسبة مشاركة تفوق تلك التي تم تسجيلها في سباق الجولة الأولى.

الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى