انتشار المواد المخدرة والحشيش في مدينة الحسكة
انتشرت مؤخّراً وبشكلٍ كبير، ظاهرة تعاطي الحبوب المخدّرة ومادة الحشيش بين فئة الشباب في مدينة الحسكة بكُردستان سوريا.
وتنتشر تجارة المواد المخدرة في سوريا بشكلٍ عام، إذ تشكّل هذه التجارة بوصلة تربط أطراف الصراع السوري ببعضها، وتوفّر مردوداً مالياً جيداً لمختلف أطراف الصراع.
ويُعتبر حزب الله اللبناني ومن خلفه إيران من أبرز المزوّدين لهذا المجال عبر وكلاء وتجّار حرب محليين ضمن ميليشياتهما، عبر الحدود السوريّة اللبنانيّة، والحدود مع العراق بريف دير الزور.
وينتشر تداول المواد المخدرة في مناطق كُردستان سوريا ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطيّة (قسد) في شمال شرق سوريا (دير الزور والرقة) بشكلٍ مباشر، حيث يتمّ استيراد الحبوب المخدّرة كالكبتاغون والتفاحة إلى مناطق سيطرة قسد عبر ميليشيا إيران المتواجدة في مناطق سيطرة النظام على الضفة الثانية من نهر الفرات بريف دير الزور.
محمد خليل صاحب محل في مركز مدينة الحسكة قال ليكيتي ميديا “انتشرت ظاهرة بيع المواد المخدّرة والحشيش بشكلٍ شبه علني في مركز مدينة الحسكة، حيث يعتمد التجّار على البنات المراهقات في بيعها مما يسهل عليهن توريط فئة الشباب”.
خليل الذي يقع محله في ساحة قصر العدل بالحسكة أكّد أنّه شاهد أكثر من مرة فتيات بمقتبل العمر يروّجن للمواد المخدّرة والحشيش ويعرضن تلك المواد لبيعها على أصحاب المحلات، لافتاً إلى وجود عددٍ من الفتيات الكُرديات بينهنّ.
من جانبها أكّدت الطالبة (س.ف) التي تدرس في المرحلة الثانويّة في إحدى المدارس في مركز المدينة “أنّ ظاهرة بيع المواد المخدّرة تنتشر بين الطلاب أيضاً بشكلٍ كبير”.
كما أضافت “أنّ الفتيات اللاتي تتاجرن بهذه المواد تعطينها بشكلٍ مجاني في الفترة الأولى، بحجة أنّها أدوية مهدّئة وتؤدّي للفرح مستغلات عمر المراهقة وبعض الأزمات النفسيّة للطالبات، حتى تصبحن مدمنات ولا تستطعن الاستغناء عن شرائها، والتي لا تستطيع شراءها يتمّ استغلالها لغاياتٍ أخرى كإجبارها على بيعها مقابل الحصول على كميات لها”.
واختتمت بالقول “توجد الكثير من الفتيات الكُرديات متورّطات في الإدمان والترويج ويوجد منهنّ مَن تبيع في منزلها وحيها”.
وفي حديثٍ لموقعنا قال الناشط (د.ج) مفضّلاً عدم ذكر اسمه “انتعشت زراعة الحشيش وتجارة الحبوب المخدّرة في مناطق سيطرة قسد بشكلٍ كبير منذ 2012”.
كما أضاف “تعتبر مدينتا منبج والحسكة المصدر الأساسي للحصول على الحبوب المخدّرة والحشيش، حيث يعمل عناصر من قسد بتسهيل الطريق أمام التجّار، كما يقوم بعضهم بحمل المواد المخدرة بسياراتهم، كي لا تتعرّض للتفتيش على الحواجز”.
وتتنوّع طرق بيع وانتشار الحبوب المخدّرة، ولا تقتصر على التناقل من أشخاص إلى آخرين في أماكن معينة، بل انتقلت إلى الصيدليات التي تعمل على بيع حبوب (الترامادول والكبتاغون)، بشكلٌ غير علني وعشوائي.