أخبار - كُردستان

بارزاني: تعويض ضحايا الأنفال والإبادة الجماعيّة مسؤوليّة الحكومة الاتحاديّة

أكّد الرئيس مسعود بارزاني اليوم، اليوم الثلاثاء، أنّ تعويض ضحايا عمليات الأنفال والإبادة الجماعيّة يعدّ من الواجبات التي يجب أن تتحملها الحكومة الاتحاديّة، مشدّداً على ضرورة وفاء الحكومة التامة بتعهداتها الدستوريّة تجاه الضحايا.

جاءت هذه التصريحات خلال كلمة الرئيس بارزاني في المؤتمر الدولي الخامس للتعريف بالإبادة الجماعيّة ضد الشعب الكُردي، الذي عُقد في محافظة دهوك بحضور عدد من الشخصيات السياسيّة والأكاديميّة المحليّة والدوليّة.

في مستهل كلمته، رحب بارزاني بالحضور قائلاً: “يسعدني أن أكون بينكم في هذا المؤتمر الذي يُسلّط الضوء على الجرائم الوحشيّة التي تعرّض لها شعب كُردستان، وحضوركم اليوم هو تجسيد حقيقي لتضامنكم مع آلامنا. إنّ الصور التي شاهدناها في هذا السياق تُؤلم القلوب، ونسأل الله أن يرحم شهداءنا وأن يُصبر عائلاتهم.”

وتابع الرئيس بارزاني مستعرضاً المآسي التاريخيّة التي تعرّض لها الكُرد، مُشيراً إلى أنّ القرن الماضي شهد واحدة من أبشع عمليات الإبادة الجماعيّة ضدهم.

كما أضاف: “بدأت المأساة مع الإبادة ضد الكُرد الفيليين بين عامي 1975 و1980، حيث تم تهجير آلاف العائلات الفيليّة، ومصادرة ممتلكاتهم، واختفاء أكثر من 12 ألف شاب كُردي، لا يزال مصيرهم مجهولًا.”

كما تحدّث الرئيس بارزاني عن استخدام النظام البعثي للأسلحة الكيميائيّة ضد الكُرد في مناطق مثل عكاشات والقائم، وصولاً إلى سلسلة من الجرائم التي تضمنت الأنفال في عام 1983، والأنفال الشاملة في 1987 و1988، بالإضافة إلى مجزرة حلبجة في 16 آذار 1988، التي وصفها بأنّها كانت “التتويج لجميع الجرائم السابقة”، وصولًا إلى إبادة الإيزيديين في عام 2014.

وأكّد الرئيس بارزاني أنّ رغم ما تعرّض له شعب كُردستان من ظلم وتدمير، إلّا أنّه لم يلجأ إلى الانتقام.

وقال: “في انتفاضة 1991، عندما وقع فيلقان من الجيش العراقي بأيدينا، لم يُقتل أي جندي عراقي، على الرغم من أنّ هؤلاء الجنود كانوا قد دمروا أكثر من 4500 قرية وكالوا للبارزانيين ويلات الأنفال.”

وأشاد بارزاني بتضحيات الشعب الكُردي قائلاً: “شهداؤنا رحلوا إلى الله مرفوعي الرأس، أما منفّذو تلك الجرائم فقد رحلوا بالخزي والعار”.

كما شدّد على أنّ الشعب الكُردي قدم نموذجاً فريداً في التسامح والمصالحة الوطنيّة، معبراً عن احترامه لقرار شعب كُردستان في اختيار السلام بدلاً من الثأر.

ودعا الرئيس بارزاني الحكومة الاتحاديّة إلى “تحمل مسؤولياتها القانونيّة والأخلاقيّة”، مؤكّداً: “يجب على الحكومة العراقيّة الوفاء بتعهداتها وفقاً للدستور، حيث ينص على تعويض ضحايا الأنفال، ويتعين على حكومة إقليم كُردستان أن تستمر في التنسيق والعمل لتحقيق هذا الهدف.”

مع تأكيده على أهميّة الوفاء بالتعهدات القانونيّة تجاه الضحايا، يُبرز الرئيس بارزاني أنّ إعادة حقوق الضحايا والمضي في تحقيق العدالة ليست فقط مسؤوليّة حكوميّة بل واجب تاريخي على جميع القوى السياسيّة في العراق، وذلك لضمان حفظ ذاكرة التضحيات وحماية الحقوق الإنسانيّة لشعب كُردستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى