آراء

بانادول الجعفري سيكون بلاءً لرئيسه

محمود لياني
في أواخر عام 2010 ومطلع العام 2011 ثارت الشعوب في عدد من دول المنطقة ضد دكتاتورياتها بثورات سليمة وبملء حناجرهم ليعصف صوتهم بنبرات بسيطة خرجت من تحت ركام الذل والاستبداد عرش الطغاة، إلا إن جبروت أولئك الدكتاتوريات لم تسمح لهم بالتنازل لقبول مطالب شعوبها، لا بل خرجوا باستهزاء، كل منهم على طريقته الخاصة وتفننوا بإطلاق عبارات استفزازية اشتهروا بها لاحقاً، لكن هيهات للظلم ِأن يدوم مهما طال به الأمد وكما هو شائع بالمثل الشعبي ( انقلبَ السحرُ على الساحر ). فجميع عباراتهم وتهديداتهم أصبحت فيما بعد بلاءً عليهم وينعتونَ بها.
فمثلاً : زين العابدين بن علي الطاغية التونسي استَخَفّ بشعبه الثائر ولم يعره أي اهتمام، حتى ضّيق الخناق عليه ليهربَ من البلاد، ( في ليلة لا يوجد فيها ضوء القمر ) أما الطاغية المصري حسني مبارك ونجله علاء اللذان سَخِرا من الشعب المصري، فوصف نجله الثوار بالفيسبوكيين وقال :” إنهم مجرد أشخاص افتراضيين”، في مؤتمر صحفي حين تم توجيه سؤال له عن مطالب الشعب ، لينتهي بهما المطاف إلى السجن حتى الآن .
وكذلك الأمر انطبق على صاحب المقولات الكثيرة كـ” منْ أنتم ، جرذان ، زنكا زنكا “، الدكتاتور الليبي معمر القذافي الذي نعتَ شعبه بأسوأ العبارات لمطالبتهم بالحرية، و نجله سيف الإسلام الذي رفع أصبعه وهدد به كل من يثور على والده بالعقاب و الحساب العسير، وتم بتر تلك الأصبع التي هدد بها، في حين والده قُبِضَ عليه متخفياً كالجرذان ، ولقيّا حتفهما.
” فاتكم القطار ” علي عبد الله صالح الطاغية اليمني حاله كحال باقي الدكتاتوريات ، تعالى على مطالب شعبه ، بتنحيه بل استهتر بهم بالمقولة المذكورة، حتى تم استهدافه بصاروخ وحرقه و مازالت آثارها موجودة عليه، رغم أن القذافي تحدث عن هذا الأمر، في إحدى الاجتماعات القمة العربية ونبهَ الجميع بقوله :” الدور سوف يأتي عليكم جميعاً ” لكنهم سَخِروا منه ، لا بل هو أيضاً لم يتعظ من كلامه .
كذلك الأمر ينطبق على الأهبل السوري بشار الأسد، لن أصفه بالدكتاتور لأن الذي لا يتعظ من تجارب غيره سيكون أهبل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، هو وحاشيته يخرجون بين الفينة والأخرى بنعت الشعب السوري بصفات مختلفة، أحياناً بالجراثيم و يجب بترها و أحياناً أخرى أنهم بحاجة لأدوية “بنادول ” أو “ادفيل “.
دون شك سيكون مصيرهم كمصير باقي الدكتاتوريات، وأراهن أنه سينتهي بهم المطاف بهذه الصفات التي يطلقونها على السوريين وجميع التجارب المذكورة خير دليل، لذا على الشعب السوري تجهيز تحاميل “خافضة للحرارة ” لمستقبل رئيسهم وحاشيته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى