بعد خسارتهم لوحدة الصف الكردي، هل كسبوا النظام؟
مروان سليمان
في الأمس جرت الإنتخابات في المدن الكردية للإنتخابات البلدية المعترفة فقط من جانب واحد فاختلطت الحدود الفاصلة ما بين المصالح الآنية و سذاجة المبادئ المتحركة كالرمال في السياسة الإعلامية و معاركه الدبلوماسية في ساحات و ميادين المدن الكردية فإعتبرت الأحزاب الموالية ل ب ي د بأنهم ظفروا في معركة الإنتخابات التي قاطعها المجلس الوطني الكردي بسبب تسلط هذا الحزب و عدم أخذ الإعتبار لأي أحد في تسيير سياساته التي لا تخدم حتى الآن على الأقل المصالح الكردية بل ساهمت في تفريغ المنطقة الكردية من سكانها حتى إن اللفظة الكردية غابت عن المسرح و أصبحنا نعرف بالأمة الديمقراطية و قسمت المنطقة الكردية إلى كانتونات و قطعها عن بعضها البعض بحيث إن المتنقل بين الكانتونات يجب أن يحصل على الفيزا ما بين منطقة و أخرى أو أن يضطر إلى الإلتفاف عن طريق كردستان تركيا أي الحصول على الفيزا التركية و هذا بحد ذاته تكريس لسياسة الإنقسام للمنطقة الكردية و لذا يجد المجلس الوطني الكردي بأن سياسة التسلط و الهيمنة من قبل البعث الثاني ما هو إلا خيبة من خيبات الأمل التي مني بها الكرد و التي تحمل في طياتها خسارة المعركة الدبلوماسية مع القوى الأخرى و فشل فتح العلاقات مع القوى الدولية و إن حصلت بعض اللقاءات الشكلية هنا و هناك.
جوقة المنخرطين فيما تسمى الإدارة الذاتية الحالية و المشاركين في الإنتخابات يجدون لهم فرصة في اللعب على الوتر التناقضي الموجود بين تف-دم و المجلس الوطني الكردي علهم يحصلون على بعض المكاسب الحزبية و المناصب الوزارية الشكلية حتى و لو كانت على حساب المبادئ أو على دماء الآخرين بإعتبار إن قرار الإنتخابات لم يغير من المعادلة على الأرض شيئاً و النتيجة المعروفة سلفاً بفوز الحزب القائد و توزيع الفتات على المنخرطين في جبهته التناقضية المصلحية بينما يعاني الشعب الكردي الأمرين من جراء السياسات اللاواقعية و الغير المسؤولة التي تتبعها سلطات سياسة الأمر الواقع.
و لكن الشعب الكردي في سوريا يعرف جيداً حجم سذاجة المبادئ التي يسير عليها ب ي د و هذه الجماهير لا تنتظر من النظام مكافأة أو مقايضة كما ينتظرها البعض من المنخرطين في الإدارة الورقية للمنطقة الكردية و لكن تبقى أولوية المصالح مرتبطة بسياسات دولية كبيرة في المنطقة في حين أنهم يركزون فقط على ما تنتجه أعلامهم و موادهم القابلة للنقاش و التداول، فهل يعلم أحد العلاقة ما بين الإدارة الورقية و النظام السوري أو حجم التعاون العسكري ما بين الطرفين أو حتى أطراف أخرى أقليمية؟
و لكن هل يعلم المواطن حجم الضرر على المنطقة الكردية من جراء هذه السياسات الفاشلة ، فقد تدهورت الحالة المعيشية و أصبح الناس يعيشون تحت خط الفقر في حين أن المنطقة تطفو على بحر من الخيرات و لا يزال النظام قائماً بكل أشكاله في المدن الكردية أو البعض منها بجيشه و مخابراته و أجهزته الأمنية و لكن بفضل السياسات الغير الموفقة أصبح هؤلاء حماة النظام من الهجمات الإرهابية التي هو يمولها و يسلحها في هجماتها على الكرد في مسرحيات عبثية أصبح القاصي و الداني يعرفها و الهدف منها.
اللوائح كانت معروفة و النتائج كانت مكتوبة و لكن هل سألوا أنفسهم من هو الذي سوف ينتخب و أكثر الشعب يعيش خارج البلد؟ وهل وضعوا نصب أعينهم معاناتهم و مآسيهم التي يعيشونها أو توفير المستلزمات المعيشية لرجوعهم أم أن الأمر لا يتعدى سوى فرصة الوزير و رئاسة المقاطعة عفواً الكانتون و تعليته على الكرسي المتحرك الذي لا يزال النظام السوري يتحكم بثوابته؟ و أخيراً لمن ربح الإنتخابات الشكلية، أن النتيجة كانت خسارتهم للشعب الكردي عامة و لكن السؤال الأهم هل كسبوا ود النظام؟
15.03.2015