بيان جبهة السلام والحرية
Yekiti Media
بعد توقّف العملية السياسية عبر اللجنة الدستورية منذ أكثر من عام وتضاؤل فرص التوصل إلى الحلّ السياسي، وتراجع وتيرة إجراءات التطبيع العربي مع النظام السوري نتيجة تعنت هذا النظام على مواقفه وتحميل فشله على الغير، بالمقابل ازدادت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة لعموم السوريين، وخاصة الخاضعين تحت سيطرة النظام، وما الهبوط السريع للعملة المحلية وارتفاع الأسعار وضعف الشراء خير دليل على فشل هذا النظام في إيجاد الحلول لما وصلت إليه الأمور في البلاد، بالإضافة إلى عدم تراجعه قيد أنملة عن عنجهيته تجاه كل معاناة السوريين، وتنصله من مسؤولياته، والهروب من مسار الحلّ السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في جنيف منذ سنوات.
وها هي أصوات السوريين تصدح من جديد مطالبة هذا النظام بالتنحي لفشله في إدارة البلاد، وهذه المرة في مدن كانت تحسب على حاضنته التي كانت تتأمل منه أن يقدر على حل هذه الأزمة السورية منذ كل هذه السنوات، وجاءت أصوات الاحتجاج والرفض لهذا النظام من الساحل السوري وفي مدن (السويداء ودرعا) جنوب سوريا، ومدن أخرى، لتؤكد للجميع بأنّ السوريين بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم وأطيافهم المتنوعة، يتوحدون ضد هذا النظام الذي لم يوفر شتى أنواع العنف والقمع ضد هذا الشعب دون تفريق، وعليه فإن ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم، ولن تثنيهم أبدا هذه الإجراءات عن المضي في ثورتهم ضد هذا النظام، وبناء سوريا الجديدة، دولة الديمقراطية والكرامة والعدالة والحرية.
كلنا يرى منذ أيام والحشود الغاضبة في مدن (السويداء ودرعا)، والعديد من المدن السورية، وشعلة الحرية توقد من جديد، وامتلأت ساحاتها بحراك سلمي شعبي من خلال تلك الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات التي وصلت للعشرات من النقاط في عموم سوريا، وجل شعاراتها سياسية، وعلى رأسها إسقاط النظام.
يبدو أن السبب المباشر لهذا الحراك الجديد هو الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وحالة الفقر المدقع التي وصل إليها المواطن السوري نتيجة السياسات المتبعة من قبل هذا النظام الذي يسعى لإركاع هذا الشعب من خلال تجويعه، وكانت شرارة الثورة والعصيان ضد هذا النظام من جديد، وتوسعت رقعة هذه الاحتجاجات يوما بعد يوم مطالبة بالحرية وتنحي النظام.
إننا في جبهة السلام والحرية، إذ نعبر عن تضامننا مع أهلنا المنتفضين في السويداء، وباقي المدن السورية، فإننا ندعم ونساند مطالبهم المحقة، وندعو المجتمع الدولي والدول العربية لدعمها، ولجم النظام من أي محاولة لقمعها، والتي أثبتت فشل هذه السياسة على مدى سنوات الثورة، ولم تثني السوريين عن السير بثورتهم.
وتؤكد الجبهة أنّ حل الأزمات السورية لا يمكن أن تتحقّق إلاّ عبر حلّ سياسي شامل وفق القرار الأممي رقم 2254 وتنفيذ كامل بنوده، وبناء دولة ديمقراطية لكل السوريين بمختلف مكوناته، دولة العدالة والمساواة والحرية.
الهيئة القيادية لجبهة السلام والحرية
25 آب 2023