بيان حول تفاقم الأزمة السورية وانعكاساتها الكارثية على حياة المواطنين
Yekiti media
مع غياب أية مبادرة جدية لتفعيل العملية السياسية وعجز المجتمع الدولي لممارسة الضغط على النظام لتنفيذ القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار ٢٢٥٤ لحل الأزمة السورية، وكذلك لم تفلح الدول العربية بإرغام النظام على تنفيذ تعهداته بعد عودته للجامعة العربية.
أصبحت الأزمة السورية تتفاقم يوماً بعد آخر، وتزداد معه معاناة السوريين عموماً سواءً في الداخل أو في مخيمات اللجوء، خاصة مع تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، في وقت لا يشعر النظام السوري بأية مسؤولية تجاه المواطنين الذين وصل نسبة من يعيشون منهم تحت خط الفقر بكثير مريعة جداً، خاصة حينما يكون الأجر الشهري للعامل السوري لا يتعدّى بضع دولارات، ويترك هذا النظام الحبل على الغارب للفاسدين والمتسلطين على رقاب المواطنين من أجهزته المختلفة، كل ذلك أمام مرأى وصمت المجتمع الدولي والمعنيين بحقوق الإنسان، لتصبح آلام السوريين جميعاً أرقاماً وصوراً ، وينسحب هذا الواقع المزري على المناطق السورية خارج سيطرة النظام وإن بشكل متباين في وقعها على الحياة السياسية والاجتماعية والمعيشية للمواطنين.
وتزداد هذه الحالة سوءاً في عفرين وسري كانييه (رأس العين) وگري سپي (تل أبيض) في ظل التغيير الديموغرافي الجاري واستمرار الانتهاكات بحق أبناء المنطقة، من قبل العديد الفصائل المسلحة هناك.
في المناطق الكردية الواقعة تحت سيطرة pyd، تتواصل معاناة الناس منذ سنين في مجال التعليم، كما لم تتوقف حملات التجنيد الإجباري في ملاحقة مَنْ تبقّى من الشباب كمعيلين لأسرهم، وخطف القاصرين، إلى جانب تفاقم أزمة المياه الصالحة للشرب في المدن والبلدات وخاصة في مدينتي الحسكة وتل تمر التي مرت سنوات عديدة على استفحالها دون أن تسعى هذه السلطة إلى طرح مشاريع بديلة تنهي هذه المأساة بشكل نهائي.
مع هذه العناوين البارزة فيما يعانيه الناس، وأمام انهيار قيمة الليرة السورية والارتفاع الجنوني لأسعار المواد دون رقيب أو حسيب، أقدمت سلطة pyd على رفع أسعار المحروقات من (غاز وبنزين ومازوت) لتتَسبب في رفع إضافي لأسعار معظم الخدمات والاحتياجات الأساسية وفي مقدمتها أجور النقل، والخبز المادة الاستهلاكية الأساسية، وكافة المواد التموينية، هذه المحروقات المستخرجة من النفط، المنتج محلياً والذي يعدُّ عماد الاقتصاد في المنطقة، ومن المفترض أن يكون السند والدعم الرئيسي للمواد الخدمية الأساسية التي توفر ادنى مقومات الاستقرار والأمان في المعيشة والحياة، بدلاً من أن تكون سبباً في زيادة المعاناة ودفع الناس إلى البحث عن سبل الهجرة وارتياد دروب الموت خوفا من المستقبل المجهول مما يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في مناطقنا.
إن المجلس الوطني الكردي وهو يعرض جزءاً من معاناة أبناء الشعب الكردي وأبناء المكونات الأخرى عموماً في كافة المناطق السورية، فإنه في الوقت الذي يدين السياسات الترهيبية والتدابير والإجراءات الاستفرادية بحق المواطنين من قبل السلطات المتحكمة في كافة المناطق السورية والتي تزيد من آلامهم، ويطالب بعدم التلاعب بقوت الناس ولقمة عيشهم والتضييق على حياتهم المعيشية والاجتماعية والسياسية، فإنه يناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية إلى الالتفات لهذا الواقع، ويدعوها إلى تقديم العون لأبناء هذه المناطق إسوة بغيرها سواءً بشكل عيني أو عبر مشاريع صحية و خدمية وإنمائية حرمت منها بشكل كبير تحت حجج وذرائع غير واقعية، والعمل على إنقاذ الملايين من حالة العوز والقلق على مصيرهم ومصير أبنائهم.
ويؤكد المجلس أن تنفيذ القرارات الدولية في إيجاد حل نهائي للمسألة السورية هو السبيل الأمثل لوضع حدٍّ للمأساة السورية، وتحقيق الأمن والسلام لمواطنيها.
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا
قامشلو ٢٩ تموز ٢٠٢٣