آراء

تحرير الرمادي على يد ايران والحشد الشعبي أمر مفروغ منه

عبدالغني علي يحيى
ثمة قواسماً مشتركة بين عمليتي تحرير تكريت والرمادي، ففي الأولى كان للجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس الأيراني حضور فعال، ويقترن ظهوره في اية ساحة بحسم النصر لصالح القوات العراقية، وهو ما حصل في آمرلي وجرف الصخر والرمادي وتحرص ايران على ضمان النصر في أية معركة يخوضها سليماني، وبعكسه فان الاحباط ينال من سمعتها وهيبتها. وفي العمليتين ايضاً كان للحشد الشعبي وما يزال دور مؤثر ..الخ من المشتركات.
ومن شروط النصر على داعش وإنهاء احتلاله للمناطق التي احتلها، مشاركة القوات البرية في الحرب ضده. ومنذ البداية عد الاقتصار على الحملات الجوية للتحالف الدولي بعد العاشر من حزيران 2014 إطالة للحرب دون حسم المعركة وكان الجميع على قناعة ومازالوا، ان مساهمة القوات البرية شرط النصر لذا نلقى التوجه الى الحشود العسكرية البرية الآن هو السائد لاستعادة الرمادي والأنبار والمناطق الاخرى كذلك. وتجسد ذلك في وصول اكثر من (20) الف عنصر من الحشد الشعبي إضافة الى (15) الف عنصر من القوات الأمنية التقليدية الى الرمادي ناهيكم عن تطوع اكثر من 4000 متطوع من ابناء الأنبار في الحرب على داعش، فضلاً عن هذا فقد اعلن سليماني عن تشكيل قوة قوامها (150) الف مقاتل لمحاربة داعش في العراق وسوريا، وهكذا تعلق الأمال من الآن بدرجة اولى على القوات البرية ،بالرغم من ان السلاح الجوي لايستهان به لكنه مع ذلك غير قادر على الحاق الهزيمة بداعش. ولقد نوه السناتور الأمريكي جون مكين على محدودية دور السلاح الجوي الأمريكي وفاعليته في معرض انتقاده لأداء بلاده العسكري في العراق، علاوة على ما ذكرنا فان الرمادي مدينة صغيرة لن تصمد دفاعات داعش حولها بوجه الحشود الهائلة المتقدمة نحوها علماً انه تم تطويقها من 3 جهات من جانب الحشد الشعبي بعد ساعات جد قليلة من الاعلان عن بدء معركة تحرير الرمادي. صحيح ان امراً بالأنسحاب كفيل بتراجع اكبر حشد عسكري أمام قوة مهما كانت صغيرة وهذا ما حصل في الرمادي عندما تمكنت قوة من 150 داعشياً من السيطرة على الرمادي بفضل إنسحاب 6000 جندي عراقي، ولكن يجب ان لا يغيب عن البال ، ان حشوداً عسكرةية هائلة تخضع لأوامر بالتقدم والهجوم ستكتسح حتماً قوات لداعش دونها عدداً وعدة.
اضافة الى الميزات التي ذكرتها،فان موقف العالم الخارجي سيما الدول الغربية الداعم للعراق، ثابت لم يطرأ عليه تغيير فجو بايدن مثلاً هاتف العبادي معلناً عن تواصل الدعم الأمريكي للعراق واثنى على (تضحيات وشجاعة الجيش العراقي ) والذي جاء بمثابة اعتذار غير مباشر للأساءة التي الحقها اشتون كارتر بالجيش العراقي الفاقد للقدرة على محاربة داعش حسب قوله. ومن جانبه قال رئيس الوزراء الأسترالي توني اموت، (أن استيلاء داعش على الرمادي يحفزنا على تقديم المزيد من الدعم للتحالف الدولي) اما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فلقد قالت : (ان الحل العسكري ضروري)..الخ من المواقف الدولية الداعمة للعراق. ان نكسة الجيش العراقي في الرمادي وقبل في الموصل لم تثني من عزيمة المجتمع الدولي على مواصلة القتال ضد داعش. طيران التحالف الدولي وتزامناً مع البدء بعملية تحرير الرمادي، فانه شن خلال أقل من 24 ساعة 35 غارة جوية على معاقل داعش في العراق وسوريا.
ان علامات النصر على داعش في الرمادي والأنبار تجلت منذ بداية العملية، ففي الساعات الأولى لها تم تحرير اجزاء من جامعة الأنبار وتطويق الرمادي من 3 جهات مع قطع خطوط الأمداد لداعش ، فالتقدم باتجاه الجزيرة والاسحاقي انطلاقاً من النباعي، وفي الساعات تلك ايضاً تمكن الحشد الشعبي من السيطرة على الطريق الاستراتيجي الرابط بين قرية المجر وتقاطع الكيلو 35 فاستعادة منطقة الطاش والعنكور والدخول في منطقة التأميم إلى الغرب من الرمادي ..الخ
ان الانظار الآن متجهة نحو الحشد الشعبي في الرمادي وصلاح الدين ايضاً بعد النكسة التي المت بالجيش العراقي في الرمادي، وان انتصارات الحشد التي يحققها والتي قد تطول ستقوي من مكانته وتجعل منه البديل عن الجيش العراقي، كما وتقوى ايضاً من موقع ومكانة ايران في الساحة العراقية حيث ان تدخلها العسكري البري لا يحتاج إلى دليل ، رغم نفيها المتواصل له، وعندي ان اي تدخل عسكري بري لأنقاذ الشعب العراقي من جحيم داعش مرحب به، سواء اكان ايرانياً ام تركياً أم امريكياً أم روسياً .. الخ اذ بدون التدخل العسكري البري الدولي يستحيل انهاء احتلال داعش، ولقد بادرت ايران بالتدخل وتقاعست عنه أمريكا، وفي حال تقدم ايران والحشد الشعبي في عملياتهما العسكرية ، فان ذلك يعني نكسة كبيرة لامريكا في العراق تضاهي هزيمتها النكراء في اقطار الهند الصينية امام الشيوعيين في عام 1975.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى