آراء

تطلعات المؤتمر السادس عشر لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا

د. صــلاح درويش

تطلعات المؤتمر السادس عشر لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا , المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان (مؤتمر القائد المناضل عبدالحميد درويش) :

وطنياً :

إننا في الحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا أكدنا دائماً على أن استمرار الصراع المسلح بين النظام والمعارضة لن ولم يأت ِ لشعبنا السوري إلا بالكوارث والويلات, وقد بات الجميع يدرك هذه الحقيقة, لذا علينا جميعاً البحث عن مخرج كفيل لإنهاء معاناة السوريين, وهذا لن يكون إلا من خلال الحوار والجلوس معاً, وصولاً إلى رؤى مشتركة تكون المدخل للحل السياسي, هذا الحل هو الوحيد القادر على إنهاء الأزمة التي كابدها الشعب السوري وما يزال يعاني من جرائها الويلات, كذلك ليتسنى للسوريين استلام زمام المبادرة والقرار, لأن كل الدول المتدخلة في الشأن السوري إنما تدخلت بغية مصالحها, فالكل يريد من سوريا, بينما لا أحد يريد لها ولشعبها شيئاً.

نحن في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, ناضلنا عبر عشرات السنين مع جميع القوى الوطنية, وسنبقى في نضالنا هذا, من أجل تحقيق الديمقراطية لسوريا, ونيل جميع مكونات الشعب السوري حقوقها المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية, وتضمينها في الدستور السوري.

الساحة السورية هي ساحة عملنا, إذ لطالما أكدنا على العمل مع جميع المكونات السورية ومن يمثلونهم سياسياً, حيث كل منا يشكل جزءاً أساسياً من النسيج الوطني السوري, وهنا نود أن نؤكد على أن إزالة هاجس الخوف من الشعب الكُردي في سوريا, والذي غرسته العقليات الشوفينية في نفوس أبناء سوريا من غير الكُرد على أننا انفصاليون ونشكل خطراً على وحدة سوريا وأمنها, هو بحد ذاته واجب وطني ومسؤولية كبيرة, لذا يجب علينا بذل كل الجهود لتعريف المكون العربي وجميع المكونات السورية بحقيقة مطالب الكرد في سوريا, تلك المطالب التي تعزز الوحدة الوطنية, وفي هذا الصدد وتأكيداً على الوحدة الوطنية, فإننا في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا نطالب بخروج الاحتلال التركي والجماعات المسلحة التابعة لها من جميع الأراضي السورية, ووقف ممارسته للتغيير الديمغرافي في المنطقة.

كُردياً وكُردستانياً:

إن الأحزاب الكُردية السورية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى, إلى العمل على ترتيب البيت الكردي, والجلوس الى طاولة مستديرة, من أجل الاتفاق على تحديد مطالب الكُرد في هذه المرحلة, وسُبل تحقيقها, والأبواب التي علينا طرقها لحل قضيتنا، وتثبيت ذلك في وثيقة مشتركة تكون بمثابة ورقة مطالب الشعب الكردي في سوريا, والعمل على أن تكون هذه المطالب المنبثقة عن هذا الاتفاق ضمن الدستور السوري المقبل.

من غير هذا الاتفاق بين الأحزاب الكردية على وحدة المطالب, فإن كل حزب سوف يطرح رأيه, ولن يستطيع أي أحد منا تمثيل الكرد في سوريا.

والتأكيد على العلاقات الجيدة مع كل الأحزاب الكردية بعيداً عن الخصومات السياسية، لذا علينا ألا نمارس التحزب، بل جعل أحزابنا وسائل نضالية لا غايات، كما يتوجب الحفاظ على استقلالية القرار السياسي الكُردي في سوريا, واحترام خصوصية هذه الساحة بكل قوانا, أي دون أن يعني ذلك أننا نعادي أي طرف كردستاني, لأنهم جميعاً أخوة لنا, وسوف نعمل على إيجاد علاقات متكافئة مع الجميع.

كل ذلك يحتاج إلى سياسة واقعية وعقلانية, بعيداً عن الشعارات المتطرفة واللامسؤولة, وهذا ما عُرف به حزبنا ودأب عليه منذ التأسيس إلى يومنا هذا, وسنبقى كما عاهدنا شعبنا في انتهاج تلك السياسة, التي رسمها ورسخها المناضل عبد الحميد درويش مع المؤسسين الأوائل وهي السبيل الوحيد للوصول إلى سوريا ديموقراطية تعددية لامركزية, تضمن فيها حقوق جميع المكونات دستورياً.

داخلياً / على صعيد الحزب:

نؤكد أن أبواب الحزب ستبقى مفتوحة للرفاق الذين ابتعدوا عن حزبهم لأي سببٍ كان, لاسيما الرفاق الذين غُرر بهم من قِبل من مارسوا التكتل, ومازالوا يمارسونه.

لقد جمعنا تاريخ من النضال طويل, ورؤى سياسية مشتركة في سبيل قضية عادلة ومطالب محقة, وانتهجنا معاً العقلانية والموضوعية في طرح قضية شعبنا, لذا لن يفرق بيننا بعض ممن ضلوا الطريق, وانقادوا وراء مصالح آنية و رغبات لم ولن تخدم شعبنا و قضيته .

د. صلاح درويش.. سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
قامشلو 1/12/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى