آراء

تطورات جنوب كردستان والمؤامرة

خورشيد ملا احمد
ما يظهر اليوم من الأحداث الجارية في جنوب كردستان وردة أفعال /الأيجابية أو السلبية/ للقوى المتواجدة والغير متواجدة على الساحة. أعتقد هي نتيجة التطورات الكبيرة التي حصلت في العقد الأخير بجنوب كردستان.
وهذه التطورات كانت محطة أنظار الجميع / الشعبية و القوى الكردستانية والأقليمية و حتى على الصعيد الدولي/ . ونتيجة هذه التطورات والتغيرات السياسية والأقتصادية والدبلوماسية والمؤسسات الأقليم. كل هذه التطورات والتقدم أدى إلى بناء بنية تحتية للأقليم وأيجاد شكل لقيادة الأقليم لأدارته الذاتية و أدارة دفة التطورات. وصلت بهذه التطورات بأن يصبح الأقليم وبالرغم من تسميتها بالأقليم ذا شأن دولة مؤسساتية بعملها . أي نعم هناك نواقص وأخطاء ضمن تلك المؤسسات الأدارية ولكن هذا لا يعني بأن يكونان عائقاً أمام تطوراتها.
كل هذه التغيرات أصبحت مصدر تفاؤل للبعض وعلى نقيض البعض أصبح مصدر أزعاج لبعض الأخر.
التفاؤل على الصعيد الشعبي . لتلك التطورات والتغيرات/السياسية و الأدارية/ أصبحا مصدر أمان والعيش نحو المستقبل وهذا ماجلب رؤوس رأسمال إلى جنوب كردستان لبناء واقع جديد وشكلية جديدة وبنية جديدة . كل ذلك فتح آفاقٍ لمشاريعٍ مستقبلية .منها داخل كردستان ومنها خارج كردستان مرتبطة بالعلاقات السياسية والدبلوماسية.
على صعيد أخر أصبحت جنوب كردستان على عموم العراق قوة التوازن . بدون أعطائه دور أساسي لجنوب كردستان . لا مخرج للعراق على الساحة السياسية والدولية. يعني مهما تحد من الأتفاقيات الجانبية ما بين القوى المتواجدة في العراق بدون أي أهتمام لقوة جنوب كردستان سيكون مصيره الفشل . وهذا ما أثبتته وضع العراق المتأزم الحالية ومحاولات الفاشلة التي لعبتها القوى بدون النظر إلى كردستان.
جنوب كردستان اليوم أصبحت الورقة المهمة ليوم مشرق و أمل المستقبل لرؤية التعامل مع السياسة السليمة ولدور فعال على الواقع المستجد.
كل هذه التطورات الأيجابية داخل كردستان أصبحت محطة أنظار دولية وأعطائهم الأهتمام الجدي لسياسة ومؤسسات أقليم وترحاب كبير بدبلوماسية قيادة الأقليم .
بالتأكيد لهذه التطورات كان ويكون مصدر أزعاج لهؤلاء الذين لا يتمنون لكل هذه التطورات والتغيرات والأهتمام يحدث.
-على صعيد كردستان . أثبتت تجربة جنوب كردستان اليوم و لأجل حل القضية الكردية داخلياً وأقليمياً ودولياً . وتكون مسألة الكرد هي مسألة أرض وشعب وفرض هذه المسألة على الواقع وقبوله. يجب كسب الفرص والظروف حتى ولو لم تكن بمحض أرادتك ولكن التعامل مع ذلك بعقلانية.
و أيضاً أثبتت جنوب كردستان لأجل تحقيق حقوق شعبٍ . عليك النضال بكل الوسائل . وليس بالسلاح فقط. يبقى السلاح في بعض المراحل له أهمية أخيرة بالنسبة لأساليب أخرى. ولهذا سقطت نظرية /كل شيء بالسلاح وكل الوسائل في خدمة السلاح/.
القيادة في جنوب كردستان وبعد التطورات والمستحداثات التي تحدث بقيادتهم . أستطاعوا أن يلعبوا الدور القيادي في المسألة الكردية ولرؤيتهم في حلها . وأثبتت أن تلك النظرية السابقة /الحزب الواحد والقائد الأوحد/ هي نظرية خاطئة مهما أدعوا ومهما تظاهروا بالشعبية يبقى غير كاف وغير قادر وصول القضية والشعب إلى بر الأمان.
كل هذه الأسباب قد أزعجة قيادة التيار الذي يفكر فقط عن طريق العنف والسلاح يستطيع أن يلعب الدور الطليعي في أدارة الملف الكردي والحركة الكردية. وأثبتت لهم اليوم أن دور الريادة وحل المسألة ليست وفق رؤيتهم وبأساليبهم و أن حل القضية الكردية وفق أساليب التوافق في الحركة الكردية و أكتساب الفرص والظروف والنضال على كل الجبهات النضالية.
هذا الأنزعاج من ذلك التيار مرة أخرى أدى بسلكهم أسلوب التخوين لكل الحركات الكردية . وأزالة مفهوم الدولة الكردية بعد أن أقتنعت بأن أسلوب الكفاح المسلح فقط لا يحرر ويبني دولة و أنما التطورات التي حدثت وتحدث في جنوب كردستان وتحت قيادتهم فتح باب أمام الواقع الدولي بقبولهم لهكذا تطورات . وهذه التطورات يفتح أفاق بناء دولة كردية مستقبلياً. وهذا ما يسحب البساط من تحت قيادتهم وخوفهم من قاعدتهم مستقبلياً. ولهذا أعلنوا هجوما مباغتاً على مفهوم الدولة الكردية وقد ألقوا بالدولة الكردية إلى مزبلة التاريخ بعد أن صرح قيادة جنوب كردستان بأن أوضاع العراق ومأساة العراق و قيادة العراق يجعل بنا أن نفكر بحق تقرير مصير شعبنا الكردي . وهذه الأوضاع ما يؤدي بنا إلى أستفتاء شعبي لأجل مصير الكرد ودولته. وجدية التصريح وقبوله دولياً قد أزعج ذلك التيار وقوموا القيامة أكثر من قيادات عراقية و أيرانية وسورية وحتى من الشوفينين العرب.
التطورات التي حدثت في الأونة الأخيرة يدل على هذا. بعد شن القوات الغازية /داعش/ لمناطق شنكال . أتضح من هذا التيار المنزعج من تطورات جنوب كردستان ومن قيادتها قد شنوا هجوماً أخر مع داعش على الجنوب عن طريق أعلامهم وتلفزيونهم/روناهي/ وتشويه سمعة البيشمركة و أحد أطراف قيادات الجنوب لبث التفرقة بين قيادتهم وبث الخوف والرعب في صفوف الشعب وترعيب الأوضاع وأمتدت هذا الشيء في قيام بعض أعوانهم في مظاهرات التي ظهرت في أوربا تحت حجة التضامن مع شنكال ولكن شعارات وأساليب منظمي التظاهر كانت أبتزازية و تخوينية لقيادة الأقليم.
بالرغم كل هذه الأساليب الأستفزازية والتحريضية من هذا التيار في هذه الأوضاع كانت هناك قوى وطنية تحارب إلى جانب البيشمركة من/ الكريلا و بيشمركة شرق كردستان وبعض من عناصر (ي ب ك) و عناصر المنشقين الكرد من الجيش النظام المتواجدين في جنوب كردستان/. لأجل مواجهة مؤامرة تحدث بحق جنوب كردستان والكيان الكردي.
-على صعيد العراق .نعم التطورات التي تحصل في كردستان هي صفعة لبعض الشوفينين الذين لا يريدون لحدوث هكذا تطورات. أو أن يكون أقليم كردستان قوة التوزان أو أن يكون لهم قرارفي مصير العراق. وكانت دولة القانون بقيادة المالكي من كانوا يديرون هذا الأنزعاج ومرات كثيرة هددة الأقليم بقواته العسكرية ولكن في النهاية كل محاولاته باءت بالفشل وحتى تحالفه مع التيار المنزعج الكردي بشكل من الأشكال عن طريق النظام السوري لمواجهة الأقليم وتطوراته . وبعد تدخل الداعش وأستسلام قوات المالكي لهم وتركهم كل الأسلحة المتطورة والميزانية التي كانت متواجدة في موصل و بعض مناطق أخرى. ورفض مالكي لمعلومات ومساعدات من قيادة الأقليم بشأن تحركات داعش . يتضح فيما بعد بأن تخازل المالكي لداعش لأجل مؤامرة ضد الجنوب. والقضاء على مكتسبات الجنوب.
ولكن عندما رأى بأن تلك المؤامرة الخبيثة لا تجلب له مطامعه وتحقيق حساباته وخاصة بعد موقف الدولي لصالح جنوب كردستان و دعم جنوب بالأسلحة المتطورة .ذهبت كل حسابات المالكي وداعش والتيار الكردي المنزعج هباءً.
لقد طلب من قيادة الأقليم الموافقة على ولايته الثالثة بالمقابل سيقبل بكافة شروط الأقليم. رفض طلبه من قبل الأقليم. بعد معرفة دنائته و مؤامرته.
في النهاية أن لتطورت التي حدثت و تحدث في جنوب كردستان سيجعلها بأن تتغلب على المؤامرة والصعوبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى