تقرير.. بارزاني يعوّل على علاقته بواشنطن وأنقرة لتوحيد أكراد سوريا وعزل «قسد» عن «PKK»
Yekiti Media
يتفق السياسيون الأكراد في الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، وغريمه «الاتحاد الوطني» الكردستاني، برئاسة بافل طالباني، على أهمية ترتيب أوضاع الأكراد في سوريا، وتقديم «جبهة كردية موحدة» للتفاوض مع الإدارة السورية الجديدة، وتقديم التجربة السياسية الكردية في إقليم كردستان العراق، كنموذج يمكن اعتماده في العمّق السوري.
ومساء أول أمس الخميس، عقد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مباحثات، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، مع قائد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مظلوم عبدي.
وحسب مسؤول تحدث لـ«أسوشيتد برس» فإن «المحادثات بين بارزاني وعبدي ركزت على توحيد الموقف الكردي داخل سوريا واستكشاف سبل فصل قوات سوريا الديمقراطية عن حزب العمال الكردستاني».
وأضاف المسؤول، أن «زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني اعتبر أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تفتح الأبواب أمام دعم دولي أوسع، وخاصة من خلال علاقات الحزب الديمقراطي الكردستاني مع كل من الولايات المتحدة وتركيا».
وأشار إلى أن بارزاني أكد أيضاً أهمية «تقديم جبهة كردية موحدة في سوريا للتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة بحكم الأمر الواقع من موقع قوة» لافتاً إلى أن «المكاسب السياسية الكردية في العراق، بما في ذلك الاعتراف الدستوري، يمكن أن تكون نموذجًا لكرد سوريا».
وبشأن تفاصيل اللقاء، أفاد مقرّ بارزاني في بيان صحافي، أنه تضمّن «بحث الوضع في سوريا والتطورات الأمنية والسياسية الأخيرة، وكذلك الإطار العام لتعامل الأطراف الكردية مع الوضع الجديد في سوريا وكيفية اتخاذ موقف مشترك للأطراف الكردية في سوريا».
كما تم التأكيد على ضرورة أن «تقرر الأطراف الكردية في سوريا مصيرها بدون تدخل من أي طرف وبالوسائل السلمية، وأن تصل إلى تفاهم واتفاق مع الحكام الجدد في سوريا من أجل ضمان حقوقهم من خلال الوحدة والموقف المشترك، وأن تكون عامل سلام واستقرار ومنع تكرار المآسي التي تعرض لها الشعب الكردي والمكونات الأخرى في سوريا».
أما عبدي فقد كتب في تدوينة على صفحته في منصة إكس، أمس الجمعة «كان لقاؤنا مع الرئيس مسعود بارزاني مصدر سرور».
وحول فحوى ما دار في اللقاء، أوضح: «ناقشنا المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا، وأكدنا معاً على ضرورة توحيد الموقف الكردي في سوريا وأن يحمي الحوار مع دمشق حقوق الشعب الكردي بشكل سلمي».
وأردف: «أكدنا أن أهمية الوحدة الكردية واستقرار المنطقة بشكل عام هي مسؤولية جماعية وسنتعاون معاً في هذا الصدد».
يذكر أن مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في إقليم كردستان، سفين دزيي، سبق أن أعلن أن «هدفنا هو عودة الأمن لجميع الشعب السوري والكرد في كردستان سوريا» مشيراً في مؤتمر صحافي، إلى «مساعٍ لتخفيف الضغط على إدارة كردستان سوريا، وتمكين جميع الأطراف السياسية هناك من التفاوض بتوافق مع الإدارة الجديدة في دمشق، وذلك بهدف ضمان مستقبل جيد للكرد».
وأوضح أنه «في إطار السعي نحو توحيد الموقف الكردي في سوريا، عُقدت ثلاثة مؤتمرات سابقة بإشراف الرئيس بارزاني. لكن للأسف، لم يلتزم أحد الأطراف بالاتفاقات حينها، ورغم ذلك، ما زال هناك أمل في مواصلة المفاوضات لتحقيق وحدة الصوت الكردي».
ويتمتع الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق بعلاقات ودية مع تركيا، وكان على خلاف مع «قوات سوريا الديمقراطية» وغيرها من الجماعات المتحالفة مع حزب «العمال الكردستاني».
ومنتصف الأسبوع، كان بارزاني قد أرسل موفداً إلى مناطق تمركز الأكراد في سوريا، حسبما أعلنه الموقع الرسمي للحزب هناك.
وأكد «المجلس الوطني الكردي» في سوريا، أن ممثل بارزاني نقل «رسالة تاريخية» إلى المجلس وقائد قوات سوريا الديمقراطية.
واستقبلت رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا، الإثنين الماضي، في مقرها في مدينة قامشلو، حميد دربندي ممثل بارزاني.
وبعد انتهاء الاجتماع قال فيصل يوسف الناطق الرسمي للمجلس الوطني الكردي في سوريا، خلال مؤتمر صحافي إن «رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا فخورة بزيارة ممثل بارزاني إلى قامشلو».
وأضاف أن «ممثل بارزاني نقل رسالة تاريخية إلى المجلس الوطني الكردي ومظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، وأن الزيارة كسرت الجليد بين المجلس الوطني وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية».
وأوضح أن زيارة ممثل بارزاني «تدخل في إطار الدعم المستمر لكردستان سوريا، وشكلت التفاؤل لدى جميع فئات شعب كردستان سوريا» لافتاً إلى أن بارزاني أكد أهمية «وحدة الصف والموقف الكردي في المرحلة المقبلة، ونأمل الوصول إلى حالة توافق تكون لمصلحة أهلنا وشعبنا».
وعقب تلك الخطوة، التقى بارزاني في أربيل، وفدا من المجلس الوطني الكردي.
وأكد بارزاني خلال الاجتماع على أهمية «مشاركة الشعب الكردي في رسم مستقبل سوريا، وضرورة الاتفاق على رؤية كردية مشتركة حول حقوق الشعب الكردي والتفاعل مع مختلف القوى الوطنية السورية والإدارة الحالية» وفق بيان للمجلس.
في حين ذكر مقر بارزاني أن اللقاء شهد «تبادل الرؤى ووجهات النظر حول الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات والتغيُّرات في سوريا، إضافة إلى موقف الأطراف الكردية إزاء التحوّلات الحالية».
وجدد بارزاني خلال اللقاء دعمه لـ«قضية الشعب الكردي في سوريا، وضرورة توحيد الصف والموقف بين الأطراف الكردية، مع الأخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب الكردي في سوريا، واتخاذ الحوار والوسائل السلمية سبيلاً لمعالجة الخلافات». في الطرف المقابل، لم تقف الخلافات العميقة بين الحزبين الغريمين في إقليم كردستان العراق، حائلاً أمام اصطفاف حزب «الاتحاد» مع موقف «الديمقراطي» بشأن وجوب توحيد البيت الكردي في سوريا.
زعيم حزب «الاتحاد» بافل طالباني، ذكر خلال استقباله في معقله في دباشان في محافظة السليمانية، فيكتوريا تايلور، نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى والوفد المرافق لها، إنه «كانت جهودنا من أجل صون حقوق جميع القوميات والمكونات في سوريا، وقد شددنا على أهمية التفاهم والحوار، ولاسيما مع الكرد الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل حماية السلم والاستقرار».
ووفق طالباني فإن «وحدة الصف والموقف الكردي في سوريا يشكل جزءا مهما من مساعينا، وحاولنا أن يخطو الجميع وفق استراتيجية مشتركة، وقد كنا موفقين في هذا المسعى وستتضح نتائجه في المستقبل».
alquds