تواجد PKK تسبب بإخلاء عشرات القرى في سيدكان واستشهاد وإصابة 22 مدنياً
ينتشر مسلحو حزب العمال الكُردستاني PKK في مناطق متفرقة من إقليم كُردستان معظمها حدوديّة وجبليّة وعرة، أبرزها سوران وسيدكان وقنديل ودهوك وزاخو والزاب وآميدي (العمادية) وهفتانين وكاني ماسي والسليمانيّة وريفها، إلى جانب مخمور وسنجار. ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكريّة التركيّة البريّة والجويّة مقار ومسلحي الحزب المذكور، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، وقد أدى هذا الصراع والقتال بين مسلحي الحزب والقوات التركيّة، وتحصن المسلحين قرب المناطق السكنيّة والمواقع القريبة من قوات الأمن بهدف التخلص من القصف، يتسبب في وقوع ضحايا من المدنيين والقرويين بين وقت وآخر بالإضافة الى الخسائر الماديّة في ممتلكاتهم.
وكان مواطن من قرية ناوداروك ضمن حدود قضاء سیدكان قد استشهد، مساء الخميس، في قصف جوي تركي، وقد وصلت جثته في الساعة السادسة من صباح اليوم الجمعة (بتوقيت أربيل)، إلى المستشفى، وهو مقاتل في قوات البيشمركة ويُدعى سرور قادر، (46 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال.
وبحسب وسائل إعلام كُردستانيّة، فقد تم استهداف سيارته وهي من نوع بيك آب تويوتا من قبل مسيرة تركيّة على بعد 5 كم من قريته.
وهذه ليست المرة الأولى التي يذهب فيها مواطني المنطقة ضحايا للقصف والأعمال الحربيّة بسبب تواجد مسلحي PKK، وبعضهم ذهب ضحية ألغام يزرعها مسلحو الحزب.
وقال مدير قضاء سيدكان التابعة لادارة سوران المستقلة (102 كم شمال شرق أربيل) إحسان الجلبي، أمس الجمعة، خلال تشييع جثمان سرور قادر: إنّ “القتال والصراع الدائر بين PKK والجيش التركي تسبب بإخلاء 118 قرية ضمن حدود القضاء من ساكنيها”.
كما أضاف جلبي لوكالة باسنيوز الكُردستانيّة أنّه بالإضافة إلى استشهاد هذا المواطن، فإنّ 21 مواطناً ضمن حدود القضاء استشهدوا أو جرحوا بسبب القتال بين الجانبين خلال السنوات الخمس الأخيرة، سواءً بانفجار العبوات الناسفة التي يزرعها مسلحو PKK أو جراء القصف التركي، بالإضافة إلى عدد من حالات الخطف من جانب مسلحي الحزب المذكور لشباب من المنطقة”.
وأوضح أنّ “العدد الكلي لضحايا الصراع بين PKK وتركيا من سكان المنطقة منذ العام 1984 يبلغ 90 شخصاً بين شهيد ومصاب بجروح أو إعاقة”
كما أشار إلى الأضرار الماديّة الكبيرة التي تلحق بممتلكات المواطنين والطبيعة والبيئة في المنطقة وكذلك بمناطق الرعي ما يجبر السكان من أصحاب المواشي إلى بيعها والرحيل وترك المنطقة، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بقطاع السياحة ضمن حدود الناحية”.
وتابع مدير الناحية، بالقول: إنّ مسلحي PKK يستخدمون المدنيين كدروع بشريّة فهم يأتون ويطلقون النار على نقاط الجيش التركي في مناطق التماس في القرى الحدوديّة ثم يفرون مرتدين ملابس مشابهة لسكان المنطقة للتمويه والاختباء من قصف المسيرات التركيّة، كما ويفرضون ضرائب واتاوات على سكان المنطقة المنشغلين بالزراعة وتربية النحل والمواشي”.
هذا ومنذ بداية العام، استشهد 6 مواطنين مدنيين وأصيب 2 آخران جراء القصف والهجمات التركيّة داخل أراضي إقليم كُردستان حيث تشن تركيا عمليات عسكريّة بريّة وجويّة منذ أكثر من عامين.
وكثيراً ما تطالب حكومة إقليم كُردستان PKK بإخلاء المناطق الحدوديّة التي يسيطر عليها تحاشياً لتعرض السكان والقرويين للقصف، كما تسبب وجود معاقل له في تلك المناطق بإخلاء مئات القرى من ساكنيها وعرقلة إيصال الخدمات لعشرات أخرى منها.