«توم وجيري».. ذكــريات الطفــولة التي لا نمل منها
يكيتي ميديا- Yekiti Media
لا شك في أن طفولتنا مليئة بالذكريات الجميلة التي لايمكن أن ننساها مهما حيينا، وبالتأكيد هناك بعض الرسوم الكرتونية التي مازالت عالقة في عقولنا وقد نشعر بالحنين لمشاهدتها من جديد مهما بلغت أعمارنا أو تقدم بنا العمر، وأبرزها المجموعة الكرتونية الكوميدية “توم وجيري” Tom and Jerry الحائزة على جوائز أوسكار.
وتقوم قصة هذا الكرتون على الصراع بين القط “توم” والفأر “جيري”، في محاولة توم للإمساك بجيري ليأكله، ولكنه يجري بعيداً ويراوغه ويقع توم دائماً في مآزق أو يصطدم أحياناً بالكلب، وهو إحدى شخصيات المجموعة، أو يقوم بتكسير أثاث المنزل.
وصدرت المجموعة التي تتكون من 161 حلقة رسوم متحركة في 16 شباط (فبراير) 1940، ليصبح عمرهما 77 عاماً، والتي لايزال ابن السنة يشاهدها كما ابن الـ77، ما يؤكد مدى تأثير المجموعة على الأجيال المتعاقبة.
وابتكر الشخصيتين الشهيرتين الشريكان جوزيف باربيرا وويليام هانا، اللذان بدآ عملهما بالتعاون مع شركة “ميترو غولدوين ماير” في الولايات المتحدة الأميركية، وكان هانا يقوم بالإنتاج، أما باربيرا فكان المسؤول عن الرسم.
وفازا المبتكران بسبع جوائز أوسكار وأنتجا أكثر من 300 فيلم رسوم متحركة على مدى 60 عاماً، مثل شخصية “يوجي بير” والدب “سكوبي دو” والكلب البوليسي “فرد فلينستون” رجل الكهف.
وفي الحقيقة، لم يكن “توم” و”جيري” اسمي القط والفأر في أول الأمر، بل كانا يسميان “كاسبر” للقط و”جينكس” للفأر، وفي العاشر من شباط (فبراير) 1940 كان أول عرض لهما في شاشات السينما الأميركية بعنوان “القط ذو الحذاء”.
وفي العام 1941، أطلق جون كار اسماً جديداً على الشخصيتين، بعدما أعلنت شركة “ميترو غولدوين ماير” عن مسابقة لاختيار اسم جديد لهما، بلغت جائزتها حينذاك 50 دولاراً أميركياً، وفق ما ذكر موقع express.
وبعد 17 عاماً من ظهورهما، وفي فترة الحرب العالمية الثانية، أعلن النجمان “الهدنة” وغابا عن الشاشة فترة طويلة، ليعودا في 1963، أي بعد حوالى ستة أعوام بإدارة وإشراف مخرج وشركة إنتاج جديدين.
وفي العام 1993، انتقلت سلسلة “توم آند جيري” إلى السينما في فيلم طويل، لكنه لم يلق النجاح المطلوب، ومع ذلك عاد باربيرا وكرر التجربة. وفي العام 2000، وصفت مجلة “تايمز” الأميركية السلسلة بأنها “واحدة من أعظم برامج التلفزيون في التاريخ”.
وفي العام 2010، احتفلت السلسلة بعيد ميلادها الـ 70، وأطلقت الشركة المنتجة أقراص “دي في دي” تضم أفضل لحظات الثنائي.
– فيلم “صامت” أم “ناطق”.. ؟
ومع أن “توم وجيري” تكلما في أحد مواسم إطلالتهما، لكن التجربة لم تلق الصدى المطلوب، لذا فضّل الجمهور إبقاء السلسلة “صامتة”، وهذا ما حصل بالفعل، إذ ندرة الحوار بين الشخصيات جعل الحلقة أقرب الى المشاهد، لأنه يعتمد لغة الجسد لفهم الثنائي.
– هل من صلة عربية في “توم وجيري”؟
ولد المبتكر هانا في ولاية نيوكسيسكو الأميركية، لكن برنامج “سيرة وانفتحت” على قناة “المستقبل” اللبنانية، أشار إلى أن أصوله عربية، وأنه ابن الفنان إبراهيم عبود حنا، وهي عائلة عريقة لها جذور ممتدة في أرجاء العالم العربي كافة، وخصوصاً سورية ولبنان. توفي هانا في العام 2001 عن عمر 90 عاماً.
أما باربيرا، فمن أصول إيطالية، وليس أميركياً كما كان يعتقد البعض. وتوفي في 2006 عن عمر يناهز 95 عاماً.
– سيّد الموسيقى الكرتونية..
لا شك في أن الموسيقى والمؤثرات الصوتية الهائلة المرافقة في جميع حلقات “توم وجيري” بدءاً من شارة البداية وانتهاءً بتفاصيل المطاردات بين الثنائي، مازالت مميزة حتى هذه اللحظة، وطُبعت في آذان المشاهدين أطفالاً وكباراً.
وقام المؤلف الموسيقي سكوت برادلي، بتخصيص موسيقى خاصة بالسلسلة، عمل فيها على المزج بين “الجاز” و”الكلاسيك” بشكل يناسب كل حبكة، مع الاستعانة بفريق “أوركسترا” لصناعة المؤثرات الصوتية.
جوائز الأوسكار
حصل المسلسل على سبعة جوائز أوسكار لأفضل “فيلم رسوم متحركة قصير” وهي:
The Yankee Doodle Mouse – 1943 Mouse Trouble – 1944 Quiet Please! – 1945 The Cat Concerto – 1946 The Little Orphan – 1948 Johann Mouse – 1951 The Two Mouseketeers – 1952
– الحلقة الأخيرة..
تناولت الحلقة الأخيرة من السلسلة التي تم إنتاجها بإشراف باربيرا والتي كانت بعنوان The Karate Guard “حارس الكاراتيه”، المطاردات المعتادة بين القط والفأر.
ويظهر الفأر الصغير بلباس الكاراتيه يحارب خصمه اللدود، ثم يظهر أمامه المارد السحري ويساعده للتغلب على القط، وتبدأ سلسلة المطاردات المعتادة لتنتهي بانتصار الفأر على القط، الأمر الذي يطرح سؤالاً مثيراً حول من هو الشرير ومن هو الخيّر؟ والقوي والضعيف؟ والكبير والصغير؟ وأي نقيضين يتعايشان في صراع دائم.
الجدير بالذكر، أن العديد من خبراء التربية ينتقدون سلسلة “توم وجيري”، لأن “توم” يعمل في كثير من الحلقات إلى استفزاز “جيري” ويستخدم معه أساليب عنيفة، الأمر الذي قد يرسخ في ذهن الأطفال مشروعية هذا التصرف وتلك الأساليب.
الحياة