جان دوست ليكيتي ميديا: الاتحاد الديمقراطي هو الذي يتحمل أكبر قدر من المسؤولية. فهو الذي حمل سلاح النظام ونسق معه

اعداد وحوار: محمد رمضان

الواقع المرير الذي يعايشه الشعب الكرُدي في سوريا خاصة بعد عسكرة الثورة يعايشه الجميع سواءً من في الداخل او الخارج, لكن يظل الاديب والكاتب ذو الحس المرهف الأكثر إحساساً ودراية , كونه يقرأ بين اسطر تلك المعاناة من حيث نظرته النقدية لمسببات تلك الازمة ومألتاها متيقناً  من أين أكُل الكتف, كما يرى ان عبرة الثور الابيض تسرو على الجميع بعد ان صمتوا ليدركهم تباعاً.
جان دوست الكاتب والأديب الكرُدي أبن مدينة كوباني المنكوبة مرتين باجتياحها على يد الارهاب اولاً ثم حادثة 25حزيران في الثانية, استضافته يكيتي ميديا لتسليط الضوء على عديد النقاط والقضايا المهمة من نظرة الأديب الذي باستطاعته تبيان ما لا يراه غيره.
1-هل نحن أمام اتفاقية ’’جزائر’’ جديدة في كرُدستان سوريا بعد التقارب الوشيك بين تركيا وإيران و فيما يخص باتفاقية ’’ أضنة ’’ بين الدول التي تحتل أجزاء من كردستان؟
لا أتمنى ذلك وإن كنت أتوقعه. ما يجري على الأرض من بطولات يذوب للأسف على طاولة المفاوضات. في اللحظة الحاسمة سيتجرع الأتراك كأس السم ولن يقبلوا بتحقيق الطموح الكرُدي في كردستان سوريا. الأتراك عندهم رُهاب (فوبيا) الكرد. لأنهم يعلمون أن نصف مملكتهم ليست سوى أرض كردستان. حل القضية الكردية نقطة ضعفهم لذلك سيفعلون المستحيل لمنع الكرد السوريين من تحقيق حلمهم. ولا ننسى في هذا المجال أن الواقع الكردي الحالي في سوريا فرضته الأحداث وصراعات الدول الإقليمية وقناعتي لا تتبدل في هذا المجال في أن هذا الواقع لم يكن بيد الكرد ولذلك فإن القلق عليه أمر مشروع.
2- كيف تقيم تحركات المجلس الوطني الكردي الأخيرة في عدة الدول الأوربية؟
هذه التحركات إيجابية جداً ولو أنها جاءت متأخرة. الأستاذ إبراهيم برو رجل مناسب لهذه المرحلة وشخص متفق عليه. كما أن السيد سيامند حاجو رجل نشيط وسياسي بارع في عقد علاقات عامة وهو يفهم المزاج الأوروبي ويستطيع التعامل معه. ما أتمناه أن لا يكون لتحركاتهما أي صبغة عدائية لأي حزب آخر. بمعنى أن يكون ما يحركهما ومن يرافقهما هو المصلحة الكردية العليا فقط.
3-ماذا يعني لك كلمة ’’ بيشمركة ’’ في كتاباتك الأدبية.
للبيشمركة حضور قوي في أول رواية كتبتها وهي رواية مژاباد التي تتحدث عن جمهورية كردستان في مهاباد التي كان الراحل ملا مصطفى البارزاني وزير دفاعها. الشخصية الرئيسية في روايتي تلك هو بادين وهو من البيشمركة الذين يخوضون المعارك. بلا شك البيشمركة مرتبط لدي بالنضال في سبيل تحقيق أمنيات الشعب الكردي في الحرية.
4-مدينتك ’’ كوباني ’’ حارة سيدا و خصوصية شارع السرايا كيف تقرأ تلك أماكن في عين العاصفة؟
كوباني هو الجرح العميق الذي أصاب روحي. لا يمكنني الشفاء منه سريعاً. حارتي المدمرة وشارع السرايا وكل قطعة حجر تحركت من موقعها في كوباني بسبب القصف أصاب جزءاً من روحي. لا أعرف كيف أصف الأمر. أنا مشغول حالياً بكتابة رواية عن كوباني. ربما يساعدني ذلك في التخفيف عن معاناتي كأحد أبناء كوباني أولاُ، ثم في مقدرتي على وصف الآلام التي لحقت بي جراء ما حل ببلدتي الآمنة الوديعة من كارثة بكل معنى الكلمة.
5-ما تعقيبك على الأحداث ’’ شيخ مقصود. تعرض المدنيون الكرد إلى قصف همجي من قبل بعض الفصائل التي تعتبر نفسها معارضة لنظام الاسد.
من المفروض على كل طرف أن يجنبوا المدنيين هول الحروب. للأسف حزب الاتحاد الديمقراطي وبسياستها التهرُبية والمنفذة لأجندات النظام-إيران-روسيا يصب الزيت على النار. الادعاء باتباع نهج الخط الثالث لا يكفي. من ينتهج خطاً ثالثاً لا يهمه تحرير الشدادي ولا مطار منغ.
’’ 6-من يتحمل عواقب التي أوصلت الكرد في كردستان سوريا إلى هذه الحال.
هناك أطراف كثيرة تتحمل وزر ما وصلنا إليه. حكومة إقليم كردستان التي لم تستطع قراءة الواقع للأسف وحاولت جمع النقائض في أجسام سياسية هشة (الهيئة الكردية العليا مثلاً) تتحمل جزءا من المسؤولية. الأحزاب الكردية التي لم تحسن إدارة المرحلة والتعامل مع الثورة ولم تتمكن من الانخراط والتماهي مع حراك الشباب الكردي في الشارع أيضاً مسؤولة. ومن نافل القول أن الاتحاد الديمقراطي هو الطرف الذي يتحمل أكبر قدر من المسؤولية. فهو الذي حمل سلاح النظام ونسق معه وقضى على كل حراك شبابي في المنطقة واستعمل الأساليب القمعية. لقد أسكرت خمرة السلطة هذا الحزب وهو يظن إلى الآن أنه فعل كل ما حصل عليه بفضل مجهوداته في حين أما ما استطاع فعله على أكمل وجه هو إدخال الشباب الكردي في أتون حروب كثيرة ليست من مهمة الكرد ودفع في سبيل أجندات لا تتعلق بالقومية الكردية دماء غزيرة جداً.