آراء

((جوانن شورشكر )) الشبيبة الثورية محاكاة للذئاب الرمادية التركية

إيليم مارديني

يبدو أن الانظمة المستبدة تقوم بتفريخ معارضات على شاكلتها، وليس من اليسير الفكاك من الفكر الشمولي في بلد عاش تاريخاً مليئاً من العنف والاستبداد، حيث يعيد ذاك التاريخ نفسه وفي اشكال مختلفة ولكن بعقليات متشابهة ليبرهن أن التغيير ليس سهلاً، و ليس بالأمر السهل الإفلات من رواسب الاستبداد، ومما تم حقنه من قبل منظومات فاشية شوفينية طال العيش معها لسنين طويلة تمتد لعقود لكي يتم مقاربتها على الواقع بإسلوب مختلف وأحياناً بأسماء مشابهة ولكن بنفس العقلية التسلطية والإقصائية والتصفوية .

لقد لعبت مجموعة ” الذئاب الرمادية التركية” والتي كان مؤسسها” الب ارسلان توركيش” دوراً عنيفاً في حقبة السبعينات، وذلك في النزاعات بين اليمين والشمال في هجومها على المفكرين والسياسيين وتنظيماتهم وقاموا بمذابح مثل اول مايو الدموي في – 1 ايار 1977- وفي قتل العلويين في مرعش في- 1978 – وهناك تقارير تؤكد ضلوعهم في 694 هجوم بين عامي- 1974 و 1980- راح ضحيتها الآلاف .

وقد شارك هؤلاء في الحياة السياسية بأسماء مختلفة كحزب العمل القومي وتحالفوا مع حزب الرفاه 1991، والآن مع أردوغان، ويقال ان لهم دوراً كبيراً في اغتيال الصحافي هرانت دينك الأمني، ولا يخفى أيضاً ضلوع الذئاب الرمادية في عمليات مشبوهة وتشابكها مع المافيا والدولة التركية العميقة، وظهرت الفضيحة للعيان بعد حادثة تحطم سيارة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1996، وذلك قرب مقاطعة سوسورلوك التي تقع بمحافظة باليكسير، حيث كانت هوية ضحايا هذا الحادث محل نقاش وجدال كبير في تركيا بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه هذه المنظمة في معاداة الأكراد، وتعد هذه المنظمة إحدى أدوات الدولة التركية في محاربة الأكراد، وتصفية الكثير من الصحفيين والسياسيين الكورد المعارضين للسياسات التركية الممنهجة تجاه الكورد، كما حصل في اغتيالات باريس ( سكينة جانسيز وصديقاتها ) بالإضافة إلى سياساتها التي تحمل بعداً عرقيا تجاوزت الداخل التركي باتجاه الخارج كآسيا الوسطى ودول البلقان، بالإضافة إلى الكثير من الدول الاوربية كفرنسا وألمانيا التي عارضت وبشدة تواجدها على أراضيها وحاولت منع نشاطها من الامتداد ٠

برأيي من المهم الحديث عن منظمة ((جوانن شورشكر)) الشبيبة الثورية، كإحدى الأجنحة الضاربة والمرتبطة بقنديل، حيث تسعى لتجنيد شباب وشابات في مقتبل العمر لتمرير اجنداتها الايديولوجية، وكجناح يحاول محاكاة منظمة “الذئاب الرمادية التركية” في الكثير من ممارساتها وما تقوم به من حرقٍ للمكاتب، وإطلاق الرصاص، وإشاعة الخوف، ومتهمة بالتالي بالكثير من الإعتقالات والتصفيات التي حدثت.

مايحدث تحت أنظار الأسايش العامة التابعة للإدارة الذاتية من ممارسات هي إشارة أخرى تثير الكثير من المخاوف التي من الضروري التعامل معها بجدية وبحذر، والعمل من أجل الحد من نشاطاتها، حيث يحمل هذا الجناح بصمات شوفينية فاشية خطيرة، وليس من صالح إدارة ناشئة أن تشرعن العمل لهكذا مجموعات مشبوهة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى