جوان ولي: المرسوم رقم 188.. تكريس الإقصاء وتجاهل التعدديّة في سوريا
يمثّل صدور المرسوم رقم 188 (قائمة العطل الرسمية في سوريا) و الذي لم يتضمن العيد القومي للشعب الكُردي “نوروز” انعكاسًا واضحًا لتوجهات الإدارة السورية الجديدة، ويكشف عن استمرار النهج الإقصائي الذي يتجاهل التعدد الثقافي والعرقي في البلاد. فرغم التصريحات التي اتسمت بالايجابية من قبل السيد أحمد الشرع رئيس الإدارة الانتقالية، فإنّ الواقع العملي لا يعكس أي تغيير حقيقي في السياسات المتبعة، بل يكرّس حالة التمييز التي تعاني منها مكونات الشعب السوري وعلى وجه الخصوص الشعب الكُردي.
منذ تسلم هذه الإدارة مقاليد السلطة اتسمت خطواتها ومبادراتها بطابع إقصائي واضح، بدءًا من آليات عقد المؤتمر الوطني، مرورًا بتشكيل الحكومة، وصولًا إلى الإعلان الدستوري و آليات الانتخابات التشريعية السورية التي ضمنت هذه الإدارة من خلال وضع آليات غريبة لتحديد أعضاء البرلمان السوري وضمان توجهاتهم مسبقاً. واليوم يأتي تجاهل عيد النوروز الذي يُعدّ مناسبة قومية و لها رمزية هامة للشعب الكُردي، ليؤكّد مرة أخرى أنّ هذه الإدارة لا تعترف بالتعددية ولا تسعى إلى بناء دولة تشاركية.
لقد ولّى زمن الشعارات الرنانة والوعود المعسولة التي تُباع للكُرد دون أي التزام حقيقي. آن الأوان لأن يكون للكُرد دور فعلي كشركاء في الوطن، لا كمجرد متلقّين لفتات سياسية لا تعكس احترامًا لحقوقهم.
إنّ رفض الاعتراف بعيد النوروز ليس مجرد تجاهل لاحتفال ثقافي، بل هو موقف سياسي يعكس عقلية لا تعترف بالتعددية و لا ترى الكُرد شركاء في الوطن، لا تليق بإدارة تدّعي تمثيل جميع السوريين.
ما زالت الإدارة الجديدة تتعامل مع الشعب الكُردي وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، في استمرار واضح لسياسات النظام السابق. وهذا النهج لا يبشّر بأي تحول ديمقراطي حقيقي، بل يعيد إنتاج نفس السياسات التي أدّت إلى تفكك النسيج الوطني السوري.
إنّ بناء سوريا المستقبل يتطلب الاعتراف الكامل بجميع مكوناتها، واحترام حقوقهم الثقافية والسياسية، بعيدًا عن الإقصاء والتهميش. فالشراكة الوطنية لا تُمنح، بل تُبنى على أسس العدالة والمساواة.
الحل الأمثل للكُرد لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم هو الموقف الموحد للشعب الكُردي في كُردستان سوريا و الذي تبنّاه الكونفرانس الكُردي الذي انعقد بتاريخ 26/4/2025.






