أخبار - سوريا

حرائق سورية تلتهم مساحات واسعة من أحراج اللاذقية

اتّسعت رقعة الحرائق المستمرّة في المناطق الحرجية بريف اللاذقية شمال غربيّ سورية، منذ مساء أمس الثلاثاء، فيما تحاول فرق الإطفاء التابعة للنظام السوري السيطرة عليها بمساندة من قوات النظام.

وأفادت مصادر محلية “العربي الجديد” بأنّ الحرائق التهمت مساحات واسعة من أحراج قرى حمام وبيت سواحلي وسولاس وخربة سولاس وبستنجيق والنهر الأسود وعين الزرقا والطارقية والزهراء في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مضيفة أنّها امتدّت على طول عشرة كيلومترات.

أضافت المصادر أنّ ثمّة مصابين بحالات اختناق، فيما تشير أنباء إلى وفاة واحدة، إلى جانب خسائر مادية شملت نفوق حيوانات من جرّاء وصول الحرائق إلى عدد من القرى.

وأوضحت المصادر نفسها أنّ فوج إطفاء اللاذقية استنفر كلّ فرقه، منذ ظهر أمس الثلاثاء، بالإضافة إلى استقدام فرق إطفاء من بقية المحافظات الخاضعة للنظام، للتمكّن من السيطرة على جزء من الحرائق. كذلك شاركت مروحية تابعة لجيش النظام في عمليات إطفاء، إلا أنّ النيران ما زالت تتمدّد بسبب الرياح وتضاريس المنطقة.

من جهتها، أفادت صحيفة “الوحدة” الرسمية التابعة للنظام السوري بأنّه “تمّت السيطرة على الجبهة الغربية والجنوبية من الحريق، ويتمّ العمل حالياً على الجبهة الشمالية منه، وتطويق الحريق يسير بشكل إيجابي الآن”.

ونقلت الصحيفة عن مدير زراعة اللاذقية باسم دوبا قوله: “لا يوجد أيّ إصابات أو خسائر بشرية في حريق اللاذقية، والكوادر تعمل بكلّ إمكاناتها، ومنظومة الإسعاف متأهبة على مدار الساعة”.

في سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ عنصراً من قوات النظام قضى خلال مشاركته في إخماد الحريق الذي اندلع في الأحراج ما بين منطقتَي مشقيتا والسرسكية بالقرب من مقام الشيخ عبد الرزاق في ريف اللاذقية.

 

يأتي ذلك في حين تشهد المنطقة ارتفاعاً في درجات الحرارة يترافق أحياناً مع هبوب رياح.

 

وكان ريف اللاذقية قد شهد سابقاً حرائق واسعة أتت على آلاف الهكتارات، وأدّت إلى خسائر لدى المزارعين وفي الغابات والأراضي الحرجية.

 

وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أنّ النيران التهمت مساحات واسعة من غابات منطقة مشقيتا والريحانية وجبل نملة بريف اللاذقية، مضيفة أنّ تلك الغابات من أجمل المواقع الخضراء في سورية، وهي مقصد للرحلات صيفاً.

 

ولفتت المصادر إلى أنّ الحرائق سبّبت حزناً وغضباً بين السوريين الذين يقبعون في الأساس تحت الضغط الذي سبّبته الحرب المستمرّة منذ 12 عاماً، والانهيار الاقتصادي والانقسام الحاد.

 

واتّهم أحد أبناء اللاذقية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، “مجهولين بالوقوف وراء تلك الحرائق”، مضيفاً لـ”العربي الجديد” أنّ هؤلاء “يدمّرون ما بقي من سورية التي نعرفها، خصوصاً ريف اللاذقية بغاباته وجباله التي كانت لجميع السوريين”.

 

وأسف مواطن آخر، تحفّظ بدوره عن كشف هويته، لـ”تحوّل جبال اللاذقية الجميلة وغطائها الأخضر إلى جبال جرداء”، مشدّداً على أنّ الغابات والأشجار تعود إلى مئات السنين، وقد صمدت في وجه كوارث طبيعية وحروب واحتلالات، غير أنّها راحت تتدهور في السنوات الأخيرة.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى