آراء

حزب الاتحاد الديمقراطي والخيارات الصعبة

ولات العلي
ربما بات العائق الوحيد أمام حزب العمال الكُردستاني، وجناحه السوري تحديداً، للانضمام إلى التحالف “الغرب – عربي” لضرب تنظيم “داعش”، علاقته المبهمة مع نظام الأسد، وبقاء وجود مربعاته الأمنية في القامشلي والحسكة، وقد ارتقت هذه العلاقة، أحياناً إلى درجة التعاون المشترك، كما شاهدناه في حي غويران في الحسكة، وأحياناً أخرى، الاكتفاء بحسن الجوار كما في القامشلي، لا تزال تشكل العائق الأهم أمام الانضمام لصف دول التحالف الـ 40.
عمل الحزب جاهداً إعلامياً وإنسانياً، في الفترة الماضية، على لفت انتباه الدول الغربية لخطر تنظيم داعش على المناطق الكُردية تحت سيطرته في سوريا، وخصوصاً بعد أن كثرت التكهنات حول تدخل أميركي، وتنفيذ هجمات جوية على مواقع داعش في الداخل السوري، إسوة بكُردستان العراق، فـعمل إعلامياً على نشر فكرة الدفاع عن العالم الحر والحريات، في وجه تنظيم متطرف إرهابي، فيما كان لجوء آلافٍ من كُرد كوباني إلى الحدود التركية، ومنع الجندرمة اجتيازهم الحدود أكثر نقطة تصب لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي، لكسب العطف الدولي، خشية من وقوع مجازر جديدة بحق الكُرد، كما حدث في كوجو وشنكَال في العراق، ولم يغفل الـ”ب ي د”، (اختصار أميركا الجيش الحر بالدعم)، فأقام غرفة عمليات مشتركة مع الثوار باسم “بركان الفرات” لمجابهة داعش، ناهيك عن عمل الحزب لتجاوز خطورة انتهاكاته الداخلية بحق الكُرد من ناشطين وأحزاب، أو تغطيتها، إن صح التعبير، بوجود عدو متغطرس يحدق بأمن المناطق الكُردية .
كل الظروف، الآن، مؤاتية لإلحاق حزب الاتحاد الديمقراطي الـ”ب ي د” بركب الحلف الدولي، فرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني دعا صراحة لحماية مدينة كوباني في سوريا من مقاتلي تنظيم الدولة، وقال في بيان، إنه يدعو المجتمع الدولي لاستخدام كل الوسائل المتاحة وبأسرع ما يمكن لحماية الكُرد هناك، ورغم عدم ذكر الحزب ولا قوات الحماية الشعبية الكُردية في أي مؤتمرات أو تصريحات غربية أو أمريكية، فإن إعلان تركيا الإفراج عن موظفيها الـ”49″، يعني بشكل أو بآخر الرضوخ للضغوطات الأمريكية بالتخلي عن دعم تنظيم داعش، وبالتالي إن صح مقولة “عدو عدوي صديقي” فهذا يعني بات بالإمكان تحالف حكومة أنقرة مع حزب العمال الكُردستاني لمواجهة المد الداعشي، وبالتحديد بعد ما أعلنه الرئيس التركي رجا طيب أردوغان حول وجوب حل القضية الكُردية في تركيا.
إذن، الطريق أمام حزب الاتحاد الديمقراطي، الوجه السوري لحزب العمال الكُردستاني، أضحى عابراً لكن أمامه خيارين إثنين، إما الإبقاء على علاقته مع النظام والاكتفاء بقصف جوي أمريكي على مواقع داعش دون أي دعم عسكري أو لوجستي، أو التحليق إلى الضفة الآخرى ونيل الود الأمريكي التركي بقطع علاقته محور دمشق نهائياً، والتخلي عن مزاعم الخط الثالث، كي يتلقى الدعم العسكري الغربي الكامل كما بيشمركة كُردستان، فهل سيكون الخيار الأخير الأقرب للتطبيق مع اقتراب الطيران الأمريكي وعروض أوباما المغرية؟ وخاصة بات الإعلام الخليجي– الجزيرة والعربية – يلوحان بدعم هذه الرؤية من خلال كثرة الطلات الإعلامية لأعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكُردي، وأقصد هنا الخليجي أي الممول الرئيس لحملة التحالف ضد داعش .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى