آراء

داعش كرافعة للسياسة والاقتصاد الامريكيين

كاوى رشيد
بدأ تنظيم داعش بملئ الفراغ الناتج عن تآكل الدولة في العراق وسورية بعد ثلاث سنوات من الحرب الاهلية في سورية وعقد من الحرب في العراق, واستطاع داعش فرض سيطرته على وادي نهر الفرات الذي يشكل وحدة سكانية وثقافية وعشائرية كمرحلة اولى وكانت المفاجئة هي سيطرته على وادي دجلة شقيق الفرات ولم يمنعه من الاندفاع الى الجبال الشمالية الا التدخل الامريكي الجوي وصمود البيشمركة الكردية ومعها جميع المقاتلين الكرد من شمال وشرق وغرب كردستان .
بغض النظر عن كل ما يقال عن دعم سوري ايراني او تركي لداعش, فأنّ داعش يشكل حاجة امريكية اولاً ولولا هذا لما تجرء احد على اللعب في ملعب الارهاب من الدول الاقليمية لانها تعرف ان رد فعل الامريكي سيكون في حال معارضتها هو رد كاسح لا يدمر تلكم البلدان فقط بل جيوشها وقادتها وافراد عائلات قادتها من بعدها .
ان سيطرة داعش على واديي دجلة والفرات واعلانها دولة الخلافة وما تبع الاعلان عن بيعة عدد كبير من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة بيعتها له مثل تنظيمات القاعدة في ليبيا والجزائر وجنوب الصحراء والهند وتركستان الشرقية, ان هذه الدولة قد تكون الهدية التي كانت واشنطن تنتظرها هي ومخططيها وتحقيق لنبوة فلاسفة عصرها الجديد من هتنغتون الى فوكوياما عن الخطر الاخضر بعد الانتهاء من الخطر الاحمر.
ها هي امريكا تشكل اكبر تحالف دولي منذ الحرب الكورية سنة 1953 لمحاربة داعش !
فهل لداعش هذه القوة التي تحتاج لجهود اكثر من اربعين دولة لمحاربتها ؟
ام انها من اجل تنشيط اقتصادها المتعافي بعد ازمة الرهن العقاري وما رافقه من انهيار للمصارف الكبرى وشركات كبرى لم ينقذها الا ضخ سيولة بمبلغ خرافي قدر كمرحلة اولى ب 800 مليار دولار ولا بد من استرداده من الاسواق ولا سبيل لذلك الا بسلسلة حروب يمولها من لديهم فائض نقدي وهي دول الخليج التي يبدو انها ستدفع كمرحلة اولى 500 مليار دولار كما سرب من الاوساط ذات اللشأن الى الاعلام ,وهنا يتبقى 300 مليار يجب اعادته ايضا اي ان المخطط الامريكي عليه تدبير داعش اخرى بعد مهلة السنوات الثلاث القادمة اللتي من المفروض ان تنهتيي داعش في نهايتها , أمّا الجوانب السياسية والاسستراتيجية من تغيير انظمة وخرائط ومجابهة الخطر الاصفر واليقظة الروسية فهذا امر آخر يحتاج الى بحث منفصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى