ديرك.. ألبسة البالة ملاذ الفقراء
Yekiti Media
مع استمرار الأزمــة السورية، بما فيها مناطق كُـردستان سوريا، تتدهور الحالة الاقتصادية للكثير من العوائل بسبب قلة المردود المالي، وانخفاض قيمة الليرة أمام سلة العملات الأجنبية، إلى جانب الاحتكار والسياسات الاقتصادية لحزب الاتحاد الديمقراطي ، تتجه الكثير من العائلات إلى محلات ألبسة البالة، لاقتناء ما يلزمهم علــى مــدار العام وخلال الأعياد والمناسبات.
وقالــت مراسلة يكيتي ميديا فــي ديــرك إنّ الحالة الاقتصادية لغالبية العائلات مرتبطة بالحوالات الشهرية التي يتمّ إرسالها لهم من قبل أولادهم المغتربين في الدول الأوروبية وإقليم كُـردستان، مشيرةً أنّ تلك الحوالات باتت المردود المالي الوحيد للكثير من الأهالي، والسبب وراء بقائها متشبثة بأرضها، راضية بأقل الظروف المعيشية الصعبة، مؤكّدة في الوقت ذاته أنّ محلات ألبسة البالة أصبحت المقصد لهــم، بسبب انخفاض أسعارها مقارنةً مع المحلات التجارية الأخــرى.
بالصــدد، مراسلة يكيتي ميديا توجهت بالسؤال إلى المواطنة “فاطمة” وهـي من أهالي مدينة ديرك عن سبب شرائها ملابس البالة، والتي نوهت إلى أن شراءها ما يلزم من ملابس وأحذية وشراشف من محلات البالة بسبب الارتفاع “الجنوني” في أسعار الملابس الجاهزة، وليس من المعقول أن ادفع ١٥٠ألف ل.س ثمناً لشراء “معطف شتوي”وعائلتي متكونة من ستة أشخاص ، في هذه الحالة يلزمني وارد شهري بحدود ٤٠٠ دولار، من أجل ذلك نتوجّه لمحلات البالة لتأمين احتياجات فصل الشتاء والمدارس وغير ذلك من المناسبات والأعياد.
ولـم تذهب “ليلى” وهـي أيضاً مــن أهالي ديرك، بعيداً، عــن سبب شرائها لألبسة البالة، وقالت: أتردّد كثيراً على هذه المحلات بسبب سهولة حصولي على ما أحتاجه من نوعية جيدة من الألبسة وبمختلف القياسات وأسعار تكاد تكون زهيدة بمقارنتها مع أسعار محلات الألبسة الجاهزة.
ونوّه ” جميل” وهــو صاحب محل ألبسة بالة في ديرك إلى أنّ المواطن يجد ما يحتاجه وبمختلف الأحجام في بضائعنا، مشيراً إلى أنّ الأسعار غير مرتفعة مقارنةً مع السنتين الماضيتين قائلاً: لا توجد أسعار مرتفعه عندنا لأننا نواجه صعوبات مالية متعدّدة في طرق الشحن ودفع تكاليف إيرادها لتصل للسوق مع وجود منافسة قوية بين المحلات وزيادة افتتاح المحلات الخاصة ببيع الألبسة الأجنبية.
وأضاف: لعلّ البالة الأجنبية تشقّ طريقاً مغايراً لما تمّ الاعتياد عليه للحصول عليه حيث لوحظ افتتاح عدة أمكنة تملكنهنّ سيدات تعملن ربات منزل لكنهنّ استطعن اتخاذ أجزاء من منازلهنّ لعرض الألبسة الأجنبية وبيعها بسعرٍ أرخص مما يتمّ بيعه في محلات السوق.
ونوّهت سيدة تملك محلاً لبيع البالة إلى أنها تلاقي صعوبة في استيراد ما تحصل عليه من بضائع أجنبية، والتي تتشكّل من أحذية وشراشف ومحارم وألبسة لمختلف الأعمار ليكون ذلك باب رزق لها ربما تنافس فيه محلات أخرى لها باع طويل في هذا المجال.
يُشار إلى أنّ البالة او محلات الالبسة الأجنبية المستعملة اسم واحد لبضائع مختلفة، حيث توجد( بالة كريم )، وهي الالبسة التي يتمّ استيرادها بعد تصفيات محلات كبيرة وتكون غير ملبوسة وهي الأغلى على الإطلاق ويتراوح سعر القطعة فيها بين ٣٠ ألف و٤٠ألف ليرة سورية، بينما تعدّ البالة التي تُباع بالكيلو الأقل سعراً منها حيث يتراوح سعر القطعة بين ٦ آلاف ليرة سورية وما فوق، وتأتي البالة الشعبية الأرخص بين الأنواع الأخرى، لتكون البالة مكونة من ثلاثة انواع، الكريم، نوع أول، نوع ثاني،شعبي.
جدير بالذكر بأن سوق مدينة ديرك يعدّ مركزاً لكافة المناطق المحيطة بها من كوجرات والقرى الحدودية الأخرى.