رداً على اللبواني- فلنكن إخوة بعيداً عن خطابات التعبئة
عبدالسلام عثمان
– تفاجئت على ما جاء في مقال اللبواني بعنوان “أين أمست القضية الكُردية؟”..
شاملاً كل الكُرد و متهماً إياهم بالظلم و الاضطهاد بإخوتهم العرب و منظرّاً أنّه حذّر الجميع من استغلال الكُرد لقضيّتهم الكُردية!!
في وقتٍ نحاول فيه مع العقلاء من العرب و الكُرد تهدئة الأمور و عدم تأجيج نار الفتنة التي بدأتها بعض الجهات الإسلامية المتشددة في تركيا بعد خسارة تنظيم داعش لتل أبيض حيثُ قامت هذه الجهات من خلال بعض القنوات المحسوبة على الثورة باتهام وحدات حماية الشعب التابعة للحزب الاتحاد الديمقراطي بتهجير العرب من تل أبيض، و ذلك قبل دخولهم إليها أصلاً!
و طبعاً الجميع شاهد صور الأهالي و هم عالقين على الحدود السورية التركية و معهم مسلحين من داعش يتحدثون إلى الجندرمة التركية و هم بأنفسهم سلموا أنفسهم للجندرمة بعد فرارهم من تل أبيض، و طبعاً يبدو أنّ اللبواني كان منتظراً بشوق و توتر هكذا خبر فيه اتهاماً لجهة محسوبة على الكُرد بتهجير العرب ليبدأ بإظهار روحه البعثية التي لا تفارقه رغم معارضته للبعث تجاه القضية الكُردية واصفاً إيّاها بالهمجية.
فأنا من أشد الناس الذين يعادون سياسات (PYD) و هذا معروفٌ عني ولكن من المعيب جداً أن يستغلّ اللبواني أحداثاً يقوم به حزب ما ليشمل بها شعباً كاملاً بغضّ النظر عن صحة المعلومات.
و أريد أن أنوّه الى بداية دخول داعش إلى تل أبيض تم تهجير الآلاف من العوائل الكُردية و من ثمّ تم تفجير منازلهم وقبل ذلك تم نهبها من قبلهم ولم نتهم أي قومية بذلك و لم نتهم اخوتنا العرب بالإبادة للكرد لأن أغلبية عناصر داعش عربية، بل اكتفينا بالقول أنّ داعش تقوم بذلك و الإعلام موجود يشهد على صحة أقوالي، وكما حصلت في كوباني عندما هُجّرَ الآلاف من العوائل الكردية خوفاً من داعش و وحشيتها ايضاً لم نتهم أي شعب بالإبادة بل حملنا ذاك الطرف الهجمي المعروف بداعش.
وإن دل كلام اللبواني على شيء فإنه لا يدل إلا على شوفينيته.
والغريب في الأمر هو أنّ حقد اللبواني جعله وصياً على وحدة أراضي الدول (العراق و سوريا و تركيا) و ينادي بالحفاظ على وحدة هذه الدول معلناً بذلك ضمنياً أنّه ضد حقوق الشعب الكُردي كله بحذافيره، لو ذكر فقط العراق و سوريا كنت سأقول في النهاية اللبواني قومجي عربي و هذا رأي جميع القومجيين العرب ، ولكن أن يضيف اسم تركيا !!! و كأنه كما نقول باللهجة العامية “عم يمسح جوخ للأتراك”، و المضحك في الأمر أنّه لم يضف اسم إيران بين الدول التي توجد للكُرد أرضٌ فيها، فهو لا تهمّه وحدة أراضي إيران لأنّها تحتوي إقليماً ذو غالبية عربية تريد الانفصال رغم وجود الكثير من الكُرد اللور بينهم، و من ثمّ وبكل جرأة أشبه بالوقاحة يطلب من الكُرد الشرفاء! لا أعلم حقيقةً من هو الكُردي الشريف بالنسبة للبواني و الذي سيقبل العيش المشترك مع شخص يصف القضية الكُردية بهكذا صفات مستغلاً بعض الإشاعات الخالية من أي دليل يُذكر دون الصبر حتى لمعرفة تفاصيل الأمر، مبيّناً بذلك امتعاضه تجاه تقدّم القضية الكُردية سياسياً و عسكرياً بفضل أقليم كردستان العراق في العالم، و المثير للاشمئزاز في كلامه أنّه يقول:
“وحذرنا من الاستقواء بالأجنبي الذي لا يريد الخير لأي منا ويتلاعب بنا لاضعافنا جميعا”
ربّما نسي اللبواني حينما كان يطلب منطقة عازلة في شمال سوريا و أسلحة للثوار من الأجنبي نفسه!
ونسي ايضاً أنه كان يتجوّل بين الدول الاجنبية ومنها إسرائيل طالباً منهم الدعم طبعاً لشخصه و ليس للثورة السورية لأن الزعامة أفقدته عقله.
و في نهاية حديثه يأتي ويحاول تبرير ما قاله في حقّ الكُرد كي لا يظهر مؤيداً لداعش، فيتّهم داعش بإدعاء انتمائهم للسنة و أنّ هناك من السنة ممن يقاتلونهم أيضاً ومن المؤكد أنّه يقصد جبهة النصرة (جبهة الجولاني) التي ابتعد تماماً عن انتهاكاتها و جرائمها كالعادة علماً أنّ داعش و النصرة رضعا من حليب القاعدة المدعومة من نظام الاسد و أحدهم خرج عن طاعة الظواهري و هي داعش و الأخرى بايعته و خلافهم فقط على النفوذ.
وكما أنني أطالب بفتح الطريق أمام الإعلام بدون استثناء أحد لمقابلة الأهالي في تل أبيض والتحقيق في هذه الإشاعات، ولم تفوّت وسائل الإعلام هذه الفرصة و ظهر أخيراً بطلانها و تأكيداً على ذلك، قال رئيس المجلس التركماني السوري عبدالرحمن مصطفى: «نسمع عن موضوع تهجير التركمان من قراهم، ولا نجد دليلاً على ذلك في متابعاتنا. ذهبنا للقاء الفارين من تل أبيض فلم نجد بينهم تركماناً… وهرب نحو 400 تركماني من منطقة اعزاز بسبب الحرب الدائرة هناك بين «داعش» والجيش الحر…».
لذلك من المعيب جداً أن يأتي اللبواني بخطاب التعبئة هذا الأشبه بخطابات هتلر في اليهود في أربعينيات القرن الماض والتي باتت كلاماً سخيفاً اليوم.
أتمنى في نهاية الأمر أن نبتعد عن أسلوب التنظير و المزاودة بهدف التحريض فالبيت السوري اليوم لا يتحمل هكذا ضغوطات وانفعالات، فجميعنا ننتمي لدولة سوريا اليوم و نواجه مصيراً مشتركاً علينا أن نتكاتف معاً في وجه الإرهاب الأسدي.
عاشت سوريا حرة ديمقراطية
النصر للحق على الباطل
عبدالسلام عثمان
مسؤول منظمة اوربا لتيار المستقبل الكردي في سوريا
١٩/٠٦/٢٠١٥