رسائل منظومة الـ ب ك ك غير المُشفّرة
عمر كوجري/ رئيس تحرير صحيفة كوردستان
إعلام منظومة ال ب ك ك مكرّس ضد اقليم كوردستان منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن.
التصعيد والحملة الأخيرة تفاقمت مع تفجير أنبوب النفط في كوردستان قبل حوالي شهرين، وحتى آخر هجوم لقوات الكريلا ضد البيشمركة واستشهاد ضابط من هذه القوات، وجرح عدد من البيشمركة.
الظاهر أن شهية هذه المنظومة ضد كلّ ما هو كردي قائمة إلى إشعار آخر بدليل التّصعيد الإعلامي الفظيع الذي تقوم به هذه المنظومة حالياً، بمعنى من الضروري التحضُّر لما هو أسوأ ضمن معطى الضخ الكبير للكراهية التي تحاول هذه المنظومة نشرها في المجتمع الكوردستاني، وبين الكرد أينما كانوا وحيثما حلوا.
هذه العدائية الفاقعة إعلامياً يقوم بها حزب العمال “الكردستاني” ويحرّض فروعه، في باقي أجزاء كوردستان، وعلى وجه الخصوص فرعه “السياسي” في غرب كوردستان حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د، والذي كلف بدوره معظم قادة الأحزاب المؤتلفة معه في “أحزاب الوحدة الوطنية “الجسم السياسي المشكّل حديثاً، إذ لم يبق أحد من “مناضلي الصدفة” في هذه الأحزاب إلا وأدلى بدلوه في إسباغ أسوأ الصفات على حكومة إقليم كوردستان، وعلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقيادته، وبشكل محدد الرئيس الزعيم مسعود بارزاني، وكذا الانتقاد اللاذع لرئيس حكومة الاقليم السيد مسرور بارزاني.
هذا التطاول من قبل جماعة أحزاب الوحدة الوطنية والاتهام بالخيانة ومثل غيرها من التعابير غير اللائقة تأتي معظمها من هؤلاء الذين آوتهم هولير، وأكرمت ضيافتهم، ومنحتهم كل التسهيلات ليتحركوا، وينشطوا في كوردستان، عبر مطاراتها الى الخارج، لكنها ” تُكافَأ” من قبل هؤلاء بهذه الحملة الهستيرية ضدها..
الإعلام التابع لحزب العمال بمجمله بالغ الإساءة للكرد، لكن يبدو أن وكالة “هاوار” التابعة للعمال الكردستاني تبزُّ الجميع، وقد آلت على نفسها نشر الحقد تجاه كل ما هو كردي، ولم يشفِ غليلها غل وحقد هؤلاء “الصغار” فذهبت الى أحد غلاة ال ب ي د صالح مسلم الذي له مواقف سلبية كثيرة من كوردستان وشعبها، وتصريحات أقل ما يقال عنها إنها بالغة السوء تجاه شعب كوردستان، وهو المجتهد والشاطر في تزوير الحقائق.
لقد أفردت هذه الوكالة للسيد مسلم مساحة واسعة ليهاجم فيها إقليم كوردستان، ويزوّر الوقائع كما تحلو له نفسه، وبدت تصريحاته تحمل في طيّاتها رسائل غير مشفّرة، وهي تتلخص في:
عدائيته المقصودة لشخص الكاك مسرور بارزاني، ومحاولة تحويل الجاني القاتل الى ضحية حينما أوهم نفسه أنه البيشمركة هم من هاجموا الكريلا وليس العكس، والتهجُّم على اتفاقية شنكال بين حكومتي بغداد وأربيل، واتهام حكومة اقليم كوردستان أنها تريد ” تقويض”سلطة الادارة الذاتية..والحرائق التي حصلت لمكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي في دربيسييه والحسكة وقامشلو وكوباني، والهجوم عليها بالزجاجات الحارقة ونهب محتوياتها والعبث بأثاثها، والأخطر حرق علم كوردستان، كل هذه الأفعال الشنيعة نسبها السيد مسلم للحكومة التركية.
كما زعم مسلم أن بيشمركة روز يتلقون تدريباتهم من الضباط الاتراك!!، وقال بلهجة التحدي إن من “يتطاولون على قوات الدفاع الشعبي سيفلسون في الشارع الكردي، وهجمات من هذا القبيل ستضر بكامل الشعب الكردي”
وتدخل في الشأن الخاص في جنوبي كوردستان حينما تحدث عن الاحتجاجات التي تتم في السليمانية وغيرها التي يقوم بها بعض ” الزعران” وعلق الأمر ب ” غياب الديمقراطية والحرية، لذلك هناك تراكم، فالتأخر في تسديد الرواتب فجّر الأوضاع، ونحن مع الاستقرار في جنوب كوردستان” !!!
ورسالته في العداء لاتفاقية بغداد – هولير بشأن شنكال واضحة أيضاً، أما زعمه أن حكومة كوردستان أو السيد مسرور بارزاني يريد تقويض سلطة ما تسمى ” الادارة الذاتية” فكذب مكشوف، إذا أنه لولا المنافذ الحدودية مع كوردستان، وتسهيل التعامل التجاري، وحتى إدخال الاسلحة الثقيلة من قبل قوات التحالف الدولي عبر المعابر الكوردستانية لكانت هذه الإدارة حالياً في وضع بالغ الحراجة.
في فك الواضح من رسائل السيد مسلم يتبين لنا أن هذه المنظومة وضعت نصب عينها الإساءة المتعمدة لشخص رئيس الحكومة مسرور بارزاني، وهو وكذا المنظومة يهدفون الى تحقيق أهداف مبيتة، والإيحاء أن السيد مسرور، وكذا الرئيس والزعيم مسعود بارزاني وبشكل عام قيادة البارتي الكوردستاني لهم مواقف عدائية تجاه منظومة العمال “الكردستاني” بينما باقي طاقم الحكومة والمسؤولين في كوردستان لا يتناغمون معهم، وهذا افتراء كبير..
وحينما يزعم أن من حرق مكاتب المجلس الكردي هي تركيا، ومعلوم أن من يقوم بهذه الأعمال التخريبية من التعدي على المكاتب وحرقها والعداء السافر لعلم كوردستان هم منظمة ” جوانين شورشكر” التي قامت وتقوم بأعمال ترهيبية، ومرتبطة بشكل مباشر مع قادة قنديل، وهذا يعني أن العلاقة وثيقة بين قنديل وانقرة.
كما أن على مسلم الإثبات كيف أن بيشمركة روج يتلقون تدريباتهم من الضباط الأتراك، وكلامه لا معنى له حقيقة، فهذه القوة الكوردستانية تتلقى الدعم والتدريب من قوات الزيرفاني الكوردستانية، وسطّروا بطولات ضد تنظيم داعش الإرهابي لكنها محاولة من السيد مسلم لطي ملف عودة بيشمركة روج في خضم الحوارات الحالية بين المجلس الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية.
فيما يخص تباكي مسلم على المتظاهرين في كوردستان الذين لا يفقهون سوى الحرق والتخريب، وصار معروفاً من يحرّك هؤلاء لزعزعة الأمن في كوردستان، والضغط على حكومة كوردستان لترضخ لإملاءات وشروط بغداد التي تتلقى تعليماتها من طهران حصراً..هذا التباكي يجعل من مسلم مصطفاً الى جانب المخربين والمخابرات الاقليمية وعلى رأسها طهران بحكم أن هؤلاء لهم مصلحة في التخريب في كوردستان.
وهكذا، رسائل منظومة العمال ” الكوردستاني” ضمن مزدوجتين واضحة، ولا تحتاج الى جهود كبيرة لفك التشفير فيها.
المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “281”