روسيا تدعو أميركا إلى عدم «اللعب بالنار» في سورية
شنّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة داعياً إياها إلى «عدم اللعب بالنار» في سورية، واعتبر أن واشنطن «تستغلّ» أحزاباً كُـردية بهدف تقسيم سورية. كلام لافروف أتى خلال افتتاح «منتدى فالداي الشرق الأوسط للحوار» في موسكو أمس، الذي شارك فيه أيضاً وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف.
وقال لافروف: «أدعو زملاءنا الأميركيين مرة أخرى لتجنب اللعب بالنار، وتحديد خطواتهم ليس انطلاقاً من احتياجات الحالة السياسية العابرة، بل انطلاقاً من مصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة، بمن فيها الأكراد».
وجدّد اتهام واشنطن بمحاولة تقسيم سورية، معرباً عن قلق بلاده إزاء «المخططات التي بدأت الولايات المتحدة ترجمتها على أرض الواقع وخصوصاً شرق الفرات، في الأراضي الممتدة بين النهر وحدود سورية مع العراق وتركيا».
وحمل لافروف الجانب الأميركي تبعات ما يجري في منطقة عفرين شمال غربي سورية، معتبرا أنه جزء من مخطط الولايات المتحدة «لتقويض» وحدة الأراضي السورية. وشكّك لافروف في تأكيد واشنطن بأن هدفها الوحيد في سورية هو محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن «تصرفاتها العملية تتناقض مع ذلك» وداعياً إياها إلى
«إلى إثبات نواياها بأفعال ملموسة».
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة بالسعي إلى «احتلال» مناطق في سورية، معتبراً أن الوجود العسكري الأميركي في سورية يشكل تهديدًا استراتيجيًا للمنطقة عبر دعمها أقليات لتحقيق أهدافها.
ونفى ظريف امتلاك بلاده قواعد عسكرية في سورية، مكرراً موقف طهران الرسمي الذي يصرّ على إرسال «مستشارين عسكريين» إلى سورية بهدف دعم القوات النظامية ومساندتها في الحرب ضد تنظيم «داعش».
ويعقد مؤتمر فالداي جلساته هذا العام تحت عنوان «روسيا في الشرق الأوسط.. لاعب في كل الساحات». ويناقش المؤتمر في غضون يومين مواقف روسيا وسياساتها في الشرق الأوسط، وتعقيدات الأزمة السورية وتداعياتها، إضافة إلى الأزمة في اليم والوضع في ليبيا والتسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. كما خصص المؤتمر جلسات نقاش تتعلّق بمصير الأكراد في المنطقة، ودور إيران الإقليمي. ويشارك في أعمال المؤتمر عشرات السياسيين والخبراء من البلدان العربية وتركيا وايران وروسي، إضافة إلى ممثلين عن الأكراد.
وأعرب رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الأممي إلى سورية، عن أمله في التوصل إلى اتفاق حيال عفرين، في إشارة إلى التقارير التي تحدثت عن دخول قريب لقوات سورية رديفة للنظامية إلى المنطقة، بناءٍ على اتفاق توصّلت إليه دمشق مع وحدات حماية الشعب.
وقال في إحدى جلسات المؤتمر إن «الوضع في عفرين مصدر قلق كبير بالنسبة للجميع. لكن المشكلة ليست فقط في عفرين، بل على طول الحدود السورية – التركية»، وأعرب عن اعتقاده بإمكان «التوصل إلى اتفاق يكفل من ناحية، حماية مصالح وأمن الجميع، بما في ذلك تركيا، وفي الوقت ذاته يحافظ على الهدف المشترك المتمثل في الحفاظ على وحدة أراضي سورية». مشيرا إلى أن نزع التوتر في عفرين إن تحقق، سينعكس إيجاباً على مناطق سورية أخرى، كما أنه قد يشكّل «انطلاقة لعملية جديدة تقود سورية في اتجاه أكثر صحة».
الحياة