سري كانييه… الصرف الصحي يهــدد المزروعات والمياه الجوفية
تتسبب مياه الصرف الصحي سواء منزلية المصدر أو الصناعية منها أو المطرية بالعديد من المشكلات البيئية التي تؤثر مباشرة على جودة البيئة، ويمكن وصف بعض هذه الآثار السلبية بالخطيرة جداً، الأمر الذي يستدعي الدراسة، والبحث، ومن ثم سرعة التصرف، وإيجاد الحلول لمواجهة هذا التحدي البيئي المتفاقم عبر إيجاد عدد من محطات المعالجة لهذه المياه تجنباً لانتشار رقعة هذه الملوثات و الحد من انعكاساتها الآخذة بالتوسع حسب عشرات الدراسات، والابحاث الأكاديمية الموثوقة.
وينقسم التلوث المائي إلى نوعين رئيسيين، الأول هو التلوث الطبيعي، ويظهر في تغير درجة حرارة الماء، أو زيادة ملوحته، أو ازدياد المواد العالقة، والنوع الآخر هو التلوث الكيميائي، وتتعدد أشكاله كالتلوث بمياه الصرف والتسرب النفطي والتلوث بالمخلفات الزراعية كمبيدات الحشرات والمخصبات الزراعية.
ففي مدينة سري كانييه/رأس العين، بكُـردستان سوريا، وبعد خروج محطة تصفية مياه الصرف الصحي عن العمل منذ عدة سنوات، والواقعة غرباً بجوار حارة قوس الحسكة، أصبح المنفذ الوحيد لهذه المياه هي تغذية المياه الجوفية حيث تصب 80% منها مباشرة إلى باطن الأرض بالقرب من موقع عين بانوس /الجاف/ والباقي يصب في مجرى الخابور على بعد 800 م منها تقريباً.
كما أن مياه الصرف الصحي لمدينة سري كانييه، بكُـردستان تركيا، هي أيضاً تدخل الأراضي السورية عبر مجرى الخابور بالقرب من قرية تل حلف وتصب معظمها أيضاً إلى باطن الأرض.
وأثناء استفسار مراسل <Yekiti Media> في فترة سابقة لمصدر مسؤول في / بلدية النظام / عن هذه المشكلة أجاب هذا المصدر / يتوفر لدينا دراسة كاملة لإنشاء محطة جديدة لتصفية مياه الصرف الصحي على موقع يبعد بمسافة مناسبة لمركز المدينة لكننا لم نستطع تنفيذ هذا المشروع لعدم قدرة / بلدية إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي / على التمويل، ولرفض محافظ الحسكة تمويلها بحجة أنها تابعة / لإدارة PYD/.
ومع الاستثمار الكبير للمياه الجوفية في حوض الخابور في الزراعة، والإمداد الدائم لمياه الشرب لمدينة الحسكة، وبلدة تل تمر، وعلى ضوء شح الأمطار في السنوات الماضية، وتداعياته السلبية في تدني منسوب هذه المياه، إضافةً إلى تغذيتها بمياه الصرف الصحي بشكل مستمر الأمر الذي يساعد على تسريع إمكانية تلوث المياه الجوفية مما يشكل خطراً صحياً على حياة مئات الآلاف من المواطنين.
مع العلم أن مياه الصرف الصحي تستخدم في سقاية الخضار، والمزروعات على جانبي وادي مجرى الخابور من قبل بعض الفلاحين مما يشكل خطراً إضافياً آخر على حياة المواطنين.
وبحسب خبراء في الصحة فأن مياه الصرف الصحي الغير معالجة مليئة بالمواد الضارة، واستخدامها في ري الخضروات والفواكه قد يتسبب في مخاطر صحية وخيمة.
يشار إلى أن تلوث المياه هو أي تغير فيزيائي أو كيميائي في نوعية المياه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، يؤثر سلبياً على الكائنات الحية، أو يجعل المياه غير صالحة للاستخدامات المطلوبة، ويؤثر تلوث الماء تأثيراً كبيراً في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، فهو مطلب حيوي للإنسان وسائر الكائنات الحية، وقد يكون سبباً رئيسياً في إنهاء الحياة على الأرض إن كان ملوثاً.