أخبار - كُردستان

سليمان أوسو: كُـرد سوريا لهم خصوصيتهم.. ومطلبهم اللامركزيّة

قال سليمان أوسو، سكرتير حزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا وعضو الوفد الكُـردي الموحد،: إنّ الكُـرد في سوريا لهم خصوصية ومطلبهم اللامركزية، مشيراً إلى رفضهم للتدخلات الخارجية في شؤون الكُـرد في سوريا، كما ويرفضون تدخل حزب العمال الكُـردستاني في شؤون الكُـرد في سوريا، لافتاً إلى أنّ الاتفاقيات السابقة نقضت بسبب سيطرة حزب واحد وهو الاتحاد الديمقراطي، مؤكداً أنّ اللامركزية ليست مطلباً خاصاً بالكُرد في سوريا بل لجميع المكونات السورية.

تصريحات أوسو جاءت خلال مقابلة مع موقع “أساس ميديا”، وقال فيها: الشعب الكُـردي شعب أصيل يعيش في مناطقه التاريخية قبل نشوء الدولة السورية، وارتبط مصير جزء من الشعب الكُـردي بجزء من الشعب العربي في إطار الدولة السورية بموجب اتفاقيات سايكس بيكو التي قسمت المنطقة بشكل عام، ومنذ الانتداب الفرنسي على سوريا، وفي ثلاثينيات القرن الماضي طالب الكُـرد بالحكم الذاتي في منطقة الجزيرة، ومع سيطرة حزب البعث على السلطة في البلاد قبل نحو 50 سنة ، عانى الكُـرد من التهميش وحرموا من أبسط حقوقهم القومية، وإبان انطلاق الثورة السورية سنة 2011 ، شارك الكُـرد بفعالية في الثورة، كون الشعب الكُـردي والحركة السياسية الكُـردية معارضون لنظام حزب البعث على أمل تحقيق الديمقراطية والحصول على حقوقهم ضمن سوريا موحدة.

وحول انعقاد كونفرانس وحدة الصف والموقف الكُردي، أشار أوسو إلى أنّ الكُـرد كانوا مشتتين، فالمجلس الوطني الكُـردي كان منضوياً في اطر المعارضة السورية ومنها الائتلاف، بينما قام حزب الاتحاد الديمقراطي بتشكيل إدارة خاصة بهم، ومع سقوط نظام بشار الأسد عمل الكُـرد لأجل توحيد صفوفهم لينعقد الكونفرانس في 26 نيسان 2025 وبمشاركة جميع الأحزاب السياسية وباقي الفعاليات وصدر من الكونفراس وثيقة سياسية وهي خطوة تاريخية، ومن قرارات الكونفرانس تشكيل وفد كُـردي موحد للذهاب إلى دمشق والتفاوض مع سلطات دمشق الجدد حول الحقوق الكُـردية.

وحيال ذهاب وفد من المنطقة بداية شهر حزيران قال أوسو إنّ الوفد يمثّل الإدارة الذاتية، والمجلس الوطني الكُـردي وأحزاب أخرى غير مشاركة في هذه الإدارة، وزاد: خلال السنوات الماضية تعرّض المجلس للكثير من التجاوزات والانتهاكات من قبل الإدارة الذاتية بسبب مواقفه وعمله مع الائتلاف، وأضاف: الوفد يمثّل الإدارة الذاتية والإدارة الذاتية غير موجودة في عفرين ورأس العين وتل أبيض، وبالتالي الوفد المنبثق عن الكونفرانس يمثّل الكُـرد في جميع المناطق، وأشار إلى وجود المجلس الوطني الكُـردي عبر المجالس المحلية في عفرين بينما هناك وضع مختلف في رأس العين وتل أبيض بسبب التهجير الكلي للكُـرد من تلك المناطق.

ولفت أوسو إلى وجود الكثير من الخلافات، وزاد: المجلس الوطني الكُـردي يعتبر لكل جزء من كُـردستان خصوصية تاريخية والأمر سيان بالنسبة للكُـرد في سوريا ، وبالتالي نرفض التدخلات الخارجية في شؤون الكُـرد في سوريا لا سيما تدخلات حزب العمال الكُـردستاني والذي أعلن عن حل نفسه بداية حزيران، ونرفض استخدام الكُرد كجزء من الأجندات والصراعات مع دول الجوار، وقال، نحن نريد حل القضية الكُـردية ضمن إطار الدولة السورية ومع كافة المكونات السورية.

و رحّب أوسو بمبادرة السلام المعلنة من قبل زعيم العمال الكُـردستاني عبدالله أوجلان وما تلاها من إعلان لحل الحزب وإلقاء السلاح، مشيراً إلى أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، كما ويتطلّب من الدولة التركية اتخاذ بعض الخطوات لبناء الثقة لاستكمال مشروع السلام.

وشدّد أوسو على رفض التدخلات الإقليمية في شؤون الكُـرد في سوريا كرفضهم لتدخلات الأحزاب الكُـردستانية، مشيراً إلى أنّ تركيا كدولة جارة تربطنا معها حدود طويلة ونسعى لإقامة علاقات جيدة معها على مبدأ حسن الجوار، ونطلب منهم أن يحترموا خصوصية الشعب الكُـردي، ومن حق الشعب الكُـردي أن ينال حقوقه ضمن إطار الدولة السورية.

وحول تواجد الأمريكان والفرنسيين في المنطقة الكُـردية و دورهم في كونفرانس وحدة الصف، قال أوسو: باريس و واشنطن تدعمان وحدة سوريا ومكوناتها من أجل إنهاء القتال وتأمين الاستقرار في البلاد، وأيضاً دعموا وحدة الموقف الكُـردي وذلك في إطار دعمهم لكافة المكونات السورية لجلب الأمن والاستقرار، ونؤكد على أن الكُـرد جزء من سوريا.

ونوّه إلى أنّ قرارات الكونفرانس ليست موجهة ضد أي دولة من دول الجوار ومنها تركيا التي نطلب منها أن تحترم خصوصية الشعب الكُـردي في سوريا.

وتطرّق إوسو إلى فشل الاتفاقيات السابقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي كون الإدارة الذاتية كانت تمثّل هذا الحزب فقط، وقال: نأمل أن تكون اتفاقية الكونفرانس نهائية والوثيقة السياسية هي خلاصة نضالات الشعب الكُـردي، وزاد: كانت هناك خلافات كثيرة بيننا وحصلت انتهاكات عديدة ونأمل أن لا تتكرّر الأخطاء السابقة، ومصلحة شعبنا تقتضي أن يكون الكُـرد موحدين و أن تكون الكلمة الكُـردية موحدة، والتواصل مع جميع مكونات سوريا و منها الإدارة الجديدة في دمشق.

وبخصوص اللامركزية، قال أوسو: بالنسبة للمجلس المطالبة باللامركزية ليست جديدة وهذا ما جاء في الوثيقة الموقعة مع الائتلاف، وأشار إلى أنّ الويلات التي حصلت في البلاد كان سببها الدولة المركزية، وبالتالي نرى أنّ شكل الدولة الجديد يجب أن يكون لا مركزيا، “اتحاديا” لأنّ سوريا دولة متعددة القوميات والطوائف وعلى السلطات في دمشق أن تعترف بهم جميعاً، و أردف بالقول: سلطة حزب البعث تحولت إلى دكتاتورية لأنها كانت دولة مركزية تحتكر جميع السلطات في المركز، وأشار إلى أنّ النظام اللامركزي يوزّع السلطة بين المركز والأقاليم، ونحن لا نطالب باللامركزية للكُـرد فقط بل لجميع السوريين، وهناك تجارب ناجحة للدولة اللامركزية في العالم.

وشدّد على أنّ اللامركزية السياسية أفضل كنموذج من اللامركزية الإدارية، وهناك تباين حول النموذجين، وعليه يجب توزيع السلطات بين المركز والأطراف والتي تعزّز من وحدة البلاد.

ونوه أوسو إلى الحالة الموجودة في البلاد حالياً هي نتيجة للحكم الدكتاتوري، وبعد 15 سنة من الثورة باتت البلاد مقسمة فعلياً، لكننا هنا نطالب بتوحيد البلاد و إيجاد الخطوات اللازمة لأجل ذلك، فالنظام اللامركزي هو الأفضل لتوحيد المناطق السورية.

وأكّد بأن اللامركزية لا تعني التقسيم التي نتهم بها دائماً، وأشار إلى أنّ جميع الأحزاب السياسية تطالب بحل القضية الكُـردية ضمن إطار وحدة البلاد، وقال : على السلطات أن تطمئن السوريين بأن سوريا لكل السوريين .

وبشأن اسم الدولة، قال أوسو: يجب أن نقر جميعاً بأنّ سوريا دولة متعددة القوميات والاثنيات ويجب أن يقرّ دستور البلاد بجميع المكونات، ولا يمكن أن يكون أسم الدولة مرتبطً بقومية معينة، وهذا اتفقنا عليه مع الائتلاف .

وأشار إلى أنّ الكُـرد في تركيا محرومون من حقوقهم القومية ولم يتمّ الاعتراف دستورياً بحقهم، ومشروع السلام القائم ينص على الاعتراف بجميع المكونات و يجب إيجاد حل جذري لحل القضية الكُـردية، ويمكن الاستفادة من تجربة كُـردستان العراق.

وحيال مطالبة الكونفرانس بتشكيل حكومة تمثل كافة الأطراف، قال أوسو: في الحكومات السابقة خلال حكم البعث كان هناك شخصيات كُردية ضمن تلك الحكومات وحتى أعضاء في البعث، وعليه يجب أن يكون ممثلو الكُـرد هم ممثلو الحركة السياسية الكُـردية.

وتطرّق أوسو إلى معاناة الكُـرد في عفرين جراء انتهاكات الفصائل طيلة السنوات السابقة، وبالرغم من ذلك تشبث الكُـرد بأرضهم و زيتونهم، وعاد قسم كبير من المهجّرين إلى منازلهم في عفرين بالرغم من عدم السيطرة الكاملة للأمن العام على عفرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى