سليمان أوسو ليكيتي: لا آفاق لحصول أي تقدم في اجتماعات اللجنة الدستورية لأنه لاتوجد أية جدية لدى المجتمع الدولي
سليمان أوسو سكرتير حزب يكيتي الكردستاني – سوريا وعضو رئاسة ENKS في حوار خاص مع يكيتي :
– حزب الاتحاد الديمقراطي الموالي ل pkk عمل بالضد من الحراك في الشارع الكردي .
– جاءت الثورة السورية سنة 2011 لتزيد الثقة أكثر بين مكونات سوريا وعزز ذلك بانضمام المجلس الوطني الكردي إلى صفوف المعارضة السورية .
– لم يفقد المجلس بوصلته ، بل بقي متمسكا” بمصلحة شعبنا في التوصول إلى إتفاق يخدم شعبنا ويوحد موقفه تجاه مستقبل سوريا ، وحقوق شعبنا في سوريا المستقبل .
– لا آفاق لحصول أي تقدم في اجتماعات اللجنة الدستورية لأنه لاتوجد أية جدية لدى المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة .
– نحن مقبلون على عقد مؤتمرنا التاسع بمعنويات عالية لوضع استراتيجيات جديدة تأخذ بعين الاعتبار الظروف التي نمر بها .
وفيما يلي نص الحوار :
س١ _ عندما بدأت الثورة السورية ، كان الشعب الكُردي في سوريا هو الأكثر تنظيماً سياسياً مقارنةً ببقية مكونات الشعب السوري..
كيف تقيّمون أداء الحركة السياسية الكُردية خلال الثورة السورية؟
ج١ – لقد جاء تأسيس أول حزب سياسي كُردي سنة ١٩٥٧ في سوريا، وذلك كحاجةٍ موضوعية لتجسيد حقوق الشعب الكُردي، وكردٍّ عملي على إنكار الحكومات السورية المتعاقبة بعد الاستقلال لحقوق الكُرد . وما أقصده هنا هو طبيعة تاسيس الحركة الكُردية كقوةٍ سياسية معارضة للنظام وإن كانت بمستوياتٍ متفاوتة قبل الثورة السورية، وتجسّد ذلك جلياً في انتفاضة ١٢ آذار المجيدة عام ٢٠٠٤ ، ونحن نعتبرها الانطلاقة الحقيقية والبروفا للثورة السورية والتي بسبب ضعف المعارضة السورية ،وعدم مشاركتها، استطاع النظام أن يلعب على وتر العواطف القومية للعرب، لم يتجاوب الشارع العربي مع انتفاضة آذار التي عمّت كافة مناطق التواجد الكُردي في سوريا حتى وصلت دمشق .
وعند انطلاقة الثورة السورية عام ٢٠١١ كان الشارع الكُردي جاهزاً للتضامن مع الثورة ، وعمّت التظاهرات السلمية كافة أرجاء كُردستان سوريا.
أما بالنسبة للحركة الكُردية كان هناك تردّد في المشاركة بالاعتصامات لدى البعض من أطرافها في بداية الثورة، إلا أنها سرعان ما بادرت إلى توحيد صفوفها، متجاوزةً خلافاتها، بتأسيس المجلس الوطني الكُردي في ٢٦ أكتوبر ٢٠١١ الذي ضمّ الأحزاب والحراك الشبابي والمستقلّين، واعتبر أنّ المجلس هو جزء لا يتجزّأ من الثورة السورية السلمية ، الذي انضمّ إلى صفوف المعارضة السورية.
إلا أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي الموالي ل pkk بقى خارج المجلس وعمل بالضدّ من الحراك في الشارع الكُردي وتمّ تسليم كافة مؤسسات الدولة له في كافة المناطق الكُردية.
س٢_ يُقال بأنّ الثورة السورية أتاحت لأبناء الشعب السوري إمكانية التعرف على كلّ مكونات الشعب السوري القومية و الدينية .
كيف تقارن علاقة الكُرد مع بقية المكونات القومية في سوريا ، قبل الثورة و بعدها ؟
ج٢- لقد عمل نظام البعث طيلة عقودٍ من حكمه على ممارسة سياسة شوفينية مقيتة تجاه الكُرد ، وطبّق مشاريع عنصرية بحقهم وفي مناطقهم، وعمل على زرع أفكار عنصرية لدى الشارع العربي تجاه الكُرد، عبر اتهامهم بمحاولة تجزئة سوريا وغيرها من الأفكار الكاذبة عن الكُرد وحقيقة مطالبهم. وبنفس الوقت لم تعمل الحركة الكُردية كما يجب، على التواصل مع الشارع السوري وتعريفهم بحقيقة مطالب الكُرد في سوريا، وقام حزبنا في عام ١٩٩٢ وبمناسبة مرور ثلاثون عاماً على الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة وفي اليوم العالمي لحقوق الإنسان بإلصاق بيانات على الجدران في أغلب المدن السورية، تعّرّف بقضية الكُرد المجرّدين من الجنسية، وكمحاولةٍ أيضاً للخروج من القوقعة الكُردية إلى كافة أرجاء سوريا ومن بعدها قمنا بالتظاهرات السلمية في دمشق وغيرها من المدن السورية ، وكانت خطوة جيدة لكسر حاجز الخوف في الشارع السوري. وبسبب الاعتقالات التي طالت صفوف الحركة الكُردية في تلك الفترة ، وتقديم معتقلينا للمحاكم الاستثنائية في سوريا ، كلّ هذه الأحداث ساهمت بعض الشيئ في تعريف الشارع السياسي العربي بحقيقة مطالب الكُرد. وجاءت الثورة السورية سنة ٢٠١١ لتزيد الثقة أكتر بين مكونات سوريا، وعزّز ذلك انضمام المجلس إلى صفوف المعارضة السورية، إلا أنه وبسبب تحول الثورة السورية من ثورة سلمية إلى العسكرة، انحرفت الثورة عن مسارها، وسيطرت الفصائل الإسلامية المتطرفة من جبهة النصرة إلى داعش والكثير من الفصائل الأخرى التي عملت على انتهاج سياسة شوفينية تجاه الكُرد في مناطق سيطرتها، وأثّرت سلباً على العلاقة بين المكونات السورية. وفي الجانب الكُردي كان لسياسة حزب الاتحاد الديمقراطي وممارسات فصائله المسلحة في المناطق العربية أثراً سلبياَ على موقف أبناء هذه المناطق تجاههم وتعميمها على كافة الأكراد،
في المحصلة يتوجّب على المثقفين والسياسيين من كافة المكونات السورية العمل على ترميم النسيج الاجتماعي السوري، ونشر ثقافة العيش المشترك والسلم الأهلي ونبذ الأفكار العنصرية التي لا تخدم سوريا وتهدّد وحدتها.
س٣_أين وصل ” الحوار الكُردي الكُردي” و ما هي أسباب عدم تقدم عملية الحوار التي بدأت قبل سنتين ؟
ج٣- بدأت المفاوضات الكُردية في أوائل نيسان ٢٠٢٠ بعد عدة اجتماعات مكثفة مع كلٍّ من قيادة (قسد) من طرف ومع السفير الأمريكي ويليام روباك من طرف آخر ومشتركة مع الطرفين معاً. وبعد أن أصدرت هيئة الداخلية للإدارة الذاتية التابعة ل ب ي د بيان تعهّدت فيه بأنّ المجلس الوطني الكُردي سيفتح مكاتبه ويقوم بنشاطاته بدون أي ترخيصٍ من أية جهةٍ .
وبدأت المفاوضات برعاية أمريكية وضمان من رئيس قسد مظلوم عبدي على إلزام pyd بتنفيذ الاتفاقات التي سيتمّ التوصل إليها، وفي البداية كانت هناك جدية في التوصل إلى اتفاقٍ ، وتمّ إنجاز الرؤية السياسية المشتركة والتي كانت موضع ارتياح لدى الشارع الكُردي والدول الصديقة وأطراف المعارضة السورية ولدى دول الجوار. ولكنّ هذا التوجه لم يدفع للوصول لاتفاقٍ لأنه لم يرق ل ب ك ك الحاكم الفعلي في شمال شرق سوريا وسرعان ما أوعزوا لمسلحيهم بالقيام بانتهاكات صارخة من اعتقالات إلى حرق مكاتب المجلس وأحزابه إلى انتهاج خطابٍ تخويني تجاه قيادات المجلس الوطني الكُردي في سوريا، بالاضافة الى اختطاف القاصرين والقاصرات لتجنيدهم، والهجوم على التظاهرات السلمية ، من قبل منظمة جوانن شورشكر التابعة ل كوادر ب ك ك ، كما قامت هذه المنظمة بالهجوم على الطرف الآخر من معبر سيمالكا متحدياً كلّ الأعراف الدولية بمهاجمة وانتهاك حرمة دولة أخرى، كما قاموا بحملة ترهيب واعتقال واستجواب لعوائل البيشمركة التابعة للمجلس الوطني الكُردي وتهديدهم مطالبين منهم الضغط على أبنائهم لترك صفوف البيشمركة.
كلّ هذه الأنتهاكات كان هدفها دفع المجلس الى ردّة فعلٍ وإيقاف المفاوضات، ولم يفقد المجلس بوصلته، بل بقي متمسّكاً بمصلحة شعبنا في التوصل إلى اتفاقٍ يخدم شعبنا ويوحّد موقفه تجاه مستقبل سوريا. وحقوق شعبنا في سوريا المستقبل. وتمكنّا من إنجاز وثيقة ضمانات مع السفير الأمريكي ديفد براونشتاين وقائد قسد، وحتى الآن لم يتمّ إعلانها وتطبيقها ليصار إلى استئناف المفاوضات لإنجاز ما تبقّى من اتفاقية دهوك ،والآن نحن بانتظار ردّ الطرف الأمريكي.
س٤_ كيف تقيّمون الموقف الدولي إزاء عملية التسوية الدولية ، التي بدأت “بمؤتمر جنيف” في حزيران 2012، المعنية بوضع حل نهائي للأزمة السورية ؟
ج٤ – جاءت الثورة السورية في إطار ثورات الربيع العربي، وكانت تعبيراً حقيقياً عن معاناة السوريين ورفضهم للاستبداد الذي يمارسه النظام، ولذلك سُميت بثورة الحرية والكرامة، في البداية كان الموقف الدولي جيداً في التضامن مع السوريين وحازت المعارضة على اعتراف أكثر من ١٥٠ دولة كممثلٍ للشعب السوري، وجاءت قرارات مؤتمر جنيف ٢٠١٢ معبّرة عن المصالح الحقيقية للشعب السوري لوضع حل نهائي للأزمة السورية، إلا أنه وبسبب تحوّل الثورة إلى مسلحة كردٍّ على عنف النظام ضد المتظاهرين وبروز تيارات إسلامية سلفية على الساحة ، وتحوّل الثورة لصراعٍ طائفي، وظهور داعش، مما أدّى إلى عدول وإعادة كثير من الدول النظر في موقفها الداعم للثورة السورية، وأصبحت سوريا ساحة مفتوحة للتدخلات الإقليمية والدولية لتصفية حساباتها على حساب مصلحة الشعب السوري، وبذلك خرج القرار السوري من أيدي السوريين وتعْقّد حل الأزمة السورية، وبالرغم من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف بين السوريين برعاية دولية، والتي لم تعطِ أية نتيجةٍ، وباعتقادي انه لا آفاق لحصول أي تقدم في اجتماعات اللجنة الدستورية لأنه لا توجد أية جدية لدى المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة.
س٥ – ونحن على أعتاب مؤتمر الحزب وكلنا يعلم بما كانت وآلت إليه الامور قبل وبعد مؤتمر الحزب والتمرد الذي حصل .. كيف تقيّمون وضع الحزب تنظيمياً وجماهيرياً الآن؟
ج٥ – ماحدث قبل المؤتمر الثامن للحزب وأثنائه كانت مؤامرة كبيرة على حزبنا من قبل خصومنا السياسيين، للنيل من مواقفه السياسية، واستطعنا التعامل بحكمة ومسؤولية مع الحدث وبدعم حلفائنا ومساندة الخيرين ضمن المجلس، إن نمنع قبول، المطرودين من حزبنا، ضمن المجلس بالرغم من تغييرهم لاسم حزبهم واللوغو، بعكس الاتجاه الذي يريد أن يجعل المجلس كمفرخة لقبول الأسماء الجديدة المنشقة من أحزابها وبالتالي إضعاف المجلس وجعله عاجزاً عن القيام بالمهام القومية الملقاة على عاتقه.
في المحصلة استطعنا أن نعيد حزبنا، تنظيمياً وجماهيرياً، إلى سابق عهده قبل المؤتمر مع أخذ الظروف الصعبة التي تمرّ بها الحركة الكُردية هنا، بعين الاعتبار.
نحن مقبلون على عقد مؤتمرنا التاسع بمعنويات عالية لوضع استراتيجيات جديدة تأخذ بعين الاعتبار الظروف التي نمرّ بها.
وكذلك إعادة النظر في وثائق الحزب ( النظام الداخلي والبرنامج السياسي للحزب)