
شركاؤنا في الوطن معذورون
مصطفى بكر
شركاؤنا في هذا الوطن السوري، من إخوتنا العرب، معذورون ؛ عندما يفسّرون كلمة ” الفيدرالية ” على أنها لا تعني سوى ” التقسيم ” ، ذلك أنّ نخبهم المثقفة – وعلى مر أحقاب من السنين – أقنعوهم بهذا التفسير المشوّه ، بوحيٍ من توجهاتهم العروباوية التي لم تجلب للأمة العربية سوى الكوارث والويلات .
١ – حسب جهابذة اللغة العربية وعلماء الإجتماع ( السوسيولوجيا ) وفطاحل القانون الإداري ، لا تعني هذه الكلمة سوى (الاتحاد ) .
٢ – هنالك أشكال متعددة من الفيدراليات ، ففيدرالية الإمارات العربية المتحدة التي أقرب ما تكون من النظام الكونفيدرالي ، ليست كفيدرالية الولايات المتحدة الأمريكية ، وفيدرالية ألمانيا ليست كفيدالية سويسرا ذات الكانتونات المتعددة … وهلم جرا .
٣ – إذا اعتمدنا في دراستنا المتواضعة هذه ، التاريخ الحديث لنشوء الدول الفتية في المنطقة ، على أنقاض الأمبراطرية العثمانية التي كانت توصف في أيامها الأخيرة بالرجل الهرم المريض ، نرى أنها قُسِمت بين الدولتين المنتصرتين في الحرب العالمية الأولى وهما أنگلترا وفرنسا ، حسب اتفاقية ” سايكس – بيكو ” ؛ إذ بموجبها ألحق جزء من كُردستان بالكيان السوري المستحدث من عدة قوميات وأثنيات وأديان وطوائف ، حسب مقتضيات المصالح الاقتصادية والأستراتيجية للدول المنتدبة .
٤ – بموجب هذا التقسيم الجائر لكُردستان ، ووفق الأوضاع السياسية ، غدا لزاما على كُرد كل جزء معالجة أوضاعهم السياسية والإدارية بواقعية قد تختلف اختلافاً جوهرياً عن معالجات ورؤى الجزء الكُردستاني الٱخر .
٥ – حسب متابعاتي للأوضاع السورية وللتخبطات الخطيرة لإدارة ” الشرع ” المؤقتة ، وإصداره لمسودة الدستور المؤقت حسب مقاسه وبوحي من أطراف أقليمية لا تريد الخير لسوريا ؛ أرى من الضروري أن تتراجع هذه الإدارة عن أخطائها وغيّها ، وتعتمد النظام الفيدرالي ( الاتحادي ) لعموم سوريا ، وبذلك تجنّب البلاد من خطر التقسيم الذي يلوح قريباً مع الأسف الشديد .