شهداء عامودا… مازالت دماؤهم تسأل لما أخرجت من عروقها
اعداد : برزان شيخموس
لم تكن الأولى بل الثالثة, لكنها كانت الأصعب والأشد وطأة, رغم أنها كانت الأقل بقرابينها مع ذلك كانت أشدُّ فتكاً وجوراً وإهانة.
نعم الإهانة .. العامل الذي رجح كفة الليلة الدامية عبر مجزرتها لتكون الاشد إيلاماً من نظيرتيها حريق سينما شهرزاد ،وقصف الفرنسيين للمدينة الوادعة, حيث زُيفت الوقائع, مُدنيةً الحق باطلاً ،مُرقيةً الرزيلة إلى جادة الصواب.
مع بداية التأهيل والتجييش لإرتكاب الجريمة ابتدأت الاتهامات الباطلة والتهم الملفقة لنشطاء اختبروا الكفاح والنضال بتهم مزيفة عارية المصداقية ،يدركها من هو في المهدِ قبل الطاعنِ في السن, ثلاثة كانوا من اختطفوا في وضح النهار ليكونوا ذريعة لإهانة المدينة المشرفة أو لإباحة دماء أبنائها الذكية لتكون ردعاً لنشاطها وانتفاضتها الأزلية ،أو ليقدم أبنائها قرابين ما اقترفت أيديهم منذ انتفاضتهم في وجه الفرنسيين في ثلاثينيات القرن المنصرم ،ولرفعهم لعلمهم القومي فوق أول نادٍ ثقافي كردي عام 1938 ولوقفتهم إلى جانب أخوة الدم في انتفاضة قامشلو, ولعل السبب الأرجح تحطيمهم لثالوث الطغمة الحاكمة لمرتين في عقدٍ واحد.
ستة شهداء وعشرات الجرحى والمعتقلين كانوا قرابين في مذبح الحرية والكرامة على يد قوى اختارت أن تكون في طغمة المستبد ناصبة مدافعها في وجه ابناء جلدتها في الليلة الدامية والتي حُفرِت عميقاً في ذاكرة الشعب الكردي وأبناء عامودا على وجه الخصوص, كونهم ذاقوا ما لم يشهده العالم بأسره في ليلة وما تلاها من يوم, إذ كُفِن شهدائِها بمحارم لُحفٍ بلا جنازات وبدون تعظيمٍ للأجر وشُكرٍ للسعي, الليلة الدامية وسبقهُا وما تلاها بشهادات من عاصرها تقدّمه جريدتنا في ذكراها الثانية..
الإعتقال والأيام العشر
صباح صيفي ذو نسائم عليلة كان عندما استفاق أهالي مدينة عامودا على وقع حصار مدينتهم في ظل مداهمات واعتقالات لأبنائها تحت ذريعة ( حملة الحشيش لكنها لم تنطلي على أحد) , إذ اعتقلت القوى المهاجمة ثلاث نشطاء كرد كان لهم نشاط ثوري بهدف تخويف الأهالي وترعيبهم, لا سيما بالطريقة البشعة التي تم بها اقتحام المدينة ومحاصرتها ،هذا بحسب الناشط اسماعيل شريف الذي أضاف لجريدتنا إن أعداداً هائلة من القوات التي أقدمها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD من باقي المدن حاصرت المدينة لتكون باستطاعتها تأديب المدينة حسب مفهومهم.
شريف أردف إن الحدث كان مدبراً له, حيث تم اختيار ثلاث نشطاء كل منهم ينتمي إلى جهة منفصلة عن الأخرة , فالناشط ولات فيتو كان مستقل ومنشد لمظاهرات المجلس الوطني الكُردي وله شعبية في وسط المجلس وجمهوره, أما الثاني كان ديرسم عمر (ديرسم كرد) كان عضو في حزب يكيتي الكردي وعضواً في كتيبة الشهيد تحسين ممو التي تم تشكيلها من الحزب المذكور والثالث كان سربست نجاري عضو تنسيقية عامودا.
أهالي عامودا وضعوا جميع خلافاتهم جانباً ولم يبلعوا الاهانة, مع خروج القوى المهاجمة برفقة النشطاء الثلاثة الذين تم اعتقالهم, بدأت الاعتصامات بدعوة من محلية المجلس الوطني الكردي وتنسيقية عامودا كما سرده شريف متابعاً قوله” ثلاثة أيام خرج فيها أهالي عامودا في اعتصامات صباحية مسائية لكن دون جدوى, أو أي اهتمام من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وقواته ، لتبدأ هنا بتلفيق اتهامات باطلة بحق النشطاء بان اعتقالهم لأسباب أخلاقية وتجارة الحشيش “.
خيمة الإضراب
تواردت أخبار الى المدينة بأن النشطاء المعتقلين لدى PYD قد أضربوا عن الطعام في معتقلهم, لتكون حافزاً للضغط كي يتم الإفراج عنهم, وفي خطوة حضارية أخلاقية وكنوع راقي من اشكال الاحتجاج أعلن اسماعيل شريف ورفاقه التضامن مع المعتقلين معلنين اضرابهم عن الطعام في حملة قوية شهدت تعاطفاً شعبياً وسياسياً مؤدية لخلق رأي عام ضد عنجهية وبربرية PYD وقواتها حيثُ ما تواجد الكرد.
اسماعيل تحدث لجريدة يكيتي أن حملة الإضراب دامت سبعة أيام لكنهم أزالوا خيمتهم واعتصموا في اليوم الذي سبق المجزرة في جامع صلاح الدين على طلب وساطة إذ اشترطت إزالة خيمة الاضراب للإفراج عن المعتقلين, لكن من جديد بدون جدوى, إذ لم يتم الافراج إلا عن ديرسم والذي تقدم مظاهرة ليلة الـ 27 من حزيران خاطباً في المتظاهرين بصوت جهوري كاشفاً العورة مزيلاً للنقاب .
ماذا قال ديرسم كرد في مظاهرة ليلة الـ 27 من حزيران
في مصلحة أبي سمعت صوت سيارات زائرة انتفضت للتو لاستقبال الضيوف كما جرت العادة, ضيوفنا كانوا أسايش PYD , رحبت بهم ومدتُ لهم يد هابيل لكن ردهم كان بصفعي ولكمي وجرّي الى السيارة مكبلاً ،معصب العينين مع سيل شتائم الذي رافقني لغاية وصولي إلى مخفر عامودا في ظل شد وتضييق أكثر للقيد على معصمي مع كل ردة فعل كانت تصدر مني الى أن بدأت يداي بالإزرقاق هذا ما خطب به ديرسم كرد في جموع متظاهري مظاهرة الليلة الدامية, مضيفاً أن أكثر ما بعث في نفسه الأسى إن العنصر العربي هو من رقّ قلبه وقام بتوسيع القيد بعض الشيء دون أخ الدم.
خفّ الضجيج وبدأ هدوء ما قبل العاصفة والمدينة في حالة إصغاء لخطاب أحد أبنائها وهو يروي كيف تلقّوا الإهانة والعذاب في سجن PYD طالبين منهم الشهادة بالزور وتبني الرذيلة سارداً عديد المحاولات اللاتي تعرضوا لها لدبلجة روايات كاذبة ملفقة, والمدينة تزداد هدوءً و اصغاء.
ليسقط ديرسم طريحاً في أرض المظاهرة متأثراً بهجاءه بعد اضرابه عن الطعام الذي كان مستمراً فيه لينقل إلى المشفى القريب ولتبدأ المظاهرة ككل ليلة.
أزيز الرصاص ينهي هدوء المدينة
لم يخطوا المتظاهرون كثيراً حتى داهمتهم وحدات تدعي حماية الشعب ناصبين مدافعهم ورشاشاتهم صوب صدور عارية ،وأكفّ فارغة لشعبٍ لم يملك سوى حناجره التي يبدو أنها حُكِمت عليها بالانتقال الى المفصلة في غرف أمنية ضيقة مظلمة.
أزيز الرصاص وصوت لآلة حرب متوسطة أثارت فضول إدريس عيدي الذي كان عائداً من حقله متجهاً نحو صخبها متمتماً “عساها خيراً”, أيُّ خيرٍ أيّ خيرٍ هكذا رواها عيدي لجريدتنا قائلاً “وصلت إلى مكان المظاهرة كان إطلاق النار كثيفاً جداً وكان عزيز قرنو ينادي اجلسوا على الارض ولم تكن إلا دقيقة أو أقل ،بدا الشارع شبه خالٍ لتقع عيني على منتصف الشارع حيث رأيت شخصاً مرمياً على الأرض لا يبعد عنه أكثر من 20 متراً شخصاً آخر وقت نالت منه رصاص حماية الشعب, في ظل ارتفاع وتيرة صوت الرصاص الذي كان يتكاثر, عندها عزمت في نفسي على إنقاذ الشخص القريب عسى أن يكون حياً وقلت في نفسي سأسحبه قبل أن تصيبه طلقة أخرى, ﻻ أعرف كيف وصلت إليه دون أن أصاب بطلق ناري ، عندما نظرت الى المصاب عرفت الشخص كان جاري الشهيد نادر خلو عندها أيقنت إن إصابته قاتلة رغمها بدأت بسحبه ليسارع بعض الشباب الى تناوله من يدي, عندها بدأت صدمتي إذ بتُّ عالقاً خلف سيارة مركونة في الشارع والتي بدأت الطلقات تخترق جسمها من الأمام ،وتهتزّ السيارة من وقع الضربات وأنا محتمي بها , توقف إطلاق النار لدقيقة ظننت وقتها أنهم حققوا غايتهم وذهبوا قمت بمد رأسي لأنظر باتجاههم لم أسمع إلا أزيزاً قوياً يشبه لهيب النار على وجهي بدأت الدماء تسيل مني بغزارة قرأت الشهادة أكثر من مرة ووقعت على الأرض مغمياً علي ،لم أستفق إلا وأنا على كتف الشباب وهم يوصلوني الى المشفى, إذ تم تقطيب وجهي بـ 11 قطبة”.
استباحة جميع محرمات المدينة المنكوبة
برزاني قرنو كان آخر الجرحى الذين سقطوا عند نقله لجثمان شيخموس الشهيد الثالث بعد نادر خلو وسعد عبدالباقي سيدا, حينها بدأت قوات جنكيز خان باستباحة ( بغداد) وسبي من فيها ،وإلقاء مكتبتها في دجلة دجلة التي بدأت مياهه بالركود تلك الليلة بعد أن بدأت الدماء الذكية بالجريان بعد خروجها من عروقها.
مركز الشهيد تحسين ممو المجابه لمشفى داري حيث تجمهر فيه الناس بجانب جرحاهم الراقدين بانتظار سيارات الإسعاف كي تقلّهم, لكن إلى أين فالمدينة محاصرة ويمنع إسعاف الجرحى إلى قامشلو فقط سُمِح المرور من الخاصرة نحو تركيا في مشهد طرح إشارات استفهام عديدة حينها ومازال, لتبدأ بعدها مداهمة مركز الشهيد تحسين ممو حيث كان الكل مستنفرين هناك (في خدمة جرحاهم لنقلهم واسعافهم والتبرع لهم بدمائهم) بُدِأ الهجوم على معقل الكتيبة 313 الذي أبدى استغراب أحد عناصر القوى المهاجمة عندما بدأ يتساءل ويستفسر من رفاقه أين الكتيبة 313 هؤلاء أكراد وأهل عامودا.
حينها اُعتقل الجميع بحسب محمد خير بنكو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي إلا شخص واحد كان يتحدث بهاتفه الخليوي من فوق المبنى قاصداً وجود تغطية أقوى فوق السطح, لم يعتقل لكنه أرديَ أرضاً شهيداً رابعاً اراس بنكو , بطلقة غدرٍ كان ذنبه الوحيد أنه كان يهاتف أهله ولم تعجب تلك المكالمة جنرالات جنكيز خان.
المعتقل الذي منع فيه كل شيء حتى التبول!!!
وضِعنا جميعاً في قبو بقرية هيمو مهانين بعبارات بذيئة بالإضافة الى التعذيب النفسي و الجسدي والذي لم يمنعه جلادي الخان عن أيٍّ كان ،فالكل سواسية وكأسنان المشط لا شيخ لا مريض لا لا لا لا……….
كانت وجوهنا باتجاه الحائط واقفين رافعين أيدينا ، بانتظار دخول جلادي المغول الذين كانوا يدخلون و يبدأٌ بالضرب غير ابهين بمريض أو مسن, حتى هذه لم تشفِ غلّهم إلى أن بدأُ بضرب الابن في حضرة الوالد والوالد أمام الابن على مدى يوم و ليلتان بدون ماء و دون السماح لأحد بالخروج الى الحمامات ليضطر بالمعتقلين بالتبول في نفس الغرفة.
بنكو أضاف في اليوم التالي شاهدنا شخص يرش الماء من خلال فتحة القبو فطلب منه بعض الشباب المعتقلين بكل أدب بعض الماء, لكن كان الجواب ( قليلي الشرف و الناموس تريدون الماء ) , ليبدأ بعدها سلسلة التحقيق وتلفيق التهم الى أن تم الإفراج عن الجميع على دفعات.
شهداء بلا تشييع
ليلة طويلة كانت …. ليلة المجزرة, لم يرقد فيها العاموديون سمراً أو ابتهاجاً كما عادة الساهرين, بل كانوا يندبون أبنائهم في ظل حصار حماية الشعب وكتائب المقنعين ورجال محمد الفارس, مستنشقين رائحة الدم والبارود والرصاص الذي استباح دم الكرد.
انجلت الليلة على نشاذ صوتٍ من مأذنة الجامع الكبير لم يكن في وقت الصلاة, طالباً من الأهالي البقاء في جحورهم كون الطباع لم ترتوي بعد من الدماء.
ليبدأ النهار بمداهمات واعتقالات واهانات وزجّ بالسجون في صباح الجمعة الذي لم يشهد حركة أو حتى صلاة أو خطبة في سابقة من نوعها, إذ كان الحظر مفروضاً ومن يخالف كان قناص المئذنة له بالمرصاد كما فعلها مع علي رندي الذي كان عائداً من رحلة البحث عن الخبز لأطفاله, الخبز الذي لم يشفع للشهيد رغم أنه لوح به لكنها لم تشفع فالضباعُ عطشى ولم ترتوي بعد.
الجمعة شهدت دفن الشهداء الخمس لكن دون جنازة أو تشييع فمع كل شهيد لم يكن هناك سوى شخصين أو ثلاثة , شيع الخمسة ودفن اراس مرتين , وبقي برزاني قرنو الذي فقد حياته هناك بتركيا ودارا داري الذي اصيب مع على رندي اذ لازمته اعاقة ابدية.
شهيد يشيع شهيد
كان برفقة أمي سعيداً متبسماً محباً لعمله جامعاً لمحصوله في حقله الذي يقع شمالي المدينة على بعد أمتار في ذلك المساء… برزاني قرنو الشاب النشيط الوفي الطموح المحب لعمله لأهله لأبناء بلده ،لثورتهم التي كان مشغوفاً بها يترصد أخبارها من أفواه ثوارها في حضرة ابن عمه عزيز منشد الثورة في المدينة, بحسب ما سرده لجريدتنا السيد مظلوم قرنو شقيق الشهيد برزاني مضيفاً كان يجمع مع أمي أكياس التبن والقمح بعربته البدائية عندما سمع أزيز الرصاص يصدح في المدينة إذ حاول الوصول للمدينة لكن أمه أقنعته بضرورة استكمال جمع الأكياس عسى أن يكون الصوت ابتهاجاً واحتفالاً.
قرنو أضاف إن صوت الرصاص لم يتوقف بل زاد وتيرة ونشاطاً ما قطع الشك باليقين إن لا فرح ولا ابتهاج بل الغلان استباحت المدينة, ليمتطي حينها الشهيد عربته مسرعاً نحو حارته التي أُبلغ فيها أن شهداء وقعوا وعزيز قرنو مصاب, حينها ثار الشهيد راكضاً نحو المشفى حافياً تتناثر منه حبات القمح والتبن الممزوجة بعرقه رغم منعه من الذهاب لكنه أبى إلا أن يكون في المشهد.
بعد وصوله المشفى شاهد برزاني ابن عمه وساعد في نقله الى السيارة التي أقلته الى الحدود ليبقى في المشفى يساعد الاطباء والممرضين في نقل وحمل الجرحى بحسب شهادة أخيه لجريدتنا قائلاً” سمع برزاني الطبيب ينادي يا شباب تعالوا لأخذ جثة شيخموس إلى ذويه، فقام برزاني وثلاث من شباب بحمله الى سيارة ومع وصولهم الى جسر المدينة أوقفتهم مجموعة مسلحة ، فقام برزاني بالصراخ وبصوت عالي هزّ وجدان عامودا “أيها المجرمون لماذا قتلتموه وجرحتم ابن عمي عزيز” لتطلق المجموعة ثلاث طلقات استهدف طلقتين رأس برزاني والطلقة الثالثة جرح بها شاب بكتفه كان مع الجثة أيضاً , ليطلب من سائق السيارة المضي في طريقه عندها كان قد وقع برزاني على جثة الشهيد شيخموس”.
مظلوم استكمل حديثه بألم ولوعة قائلاً” برزاني لم يفقد حياته قمنا بنقله الى تركيا انتظرنا سيارة الاسعاف في المخفر الحدودي طويلاً الى أن أتت إلا أن أخي كان قد فقد حياته, طلبنا منهم الرجوع لكنهم لم يسمحوا لنا بذلك نقلونا بعدها الى المشفى لاستكمال الإجراءات في نصيبين , وبعد استكمال الاجراءات لم تسمح السيدة عيشة كولكان بنقل جثة أخي بسيارة الاسعاف كونها صنّفتنا أعداء أردوغانيين , أصحاب النخوة لم يقصروا معنا هناك فقد استأجروا لنا سيارة خاصة وبذلك وصلنا الى معبر الدرباسية حيث استقبلنا هناك بكوادر PYD وبالتهديد والوعيد بارتكاب مجزرة جديدة في حال عدم الالتزام, بعدها عبرنا البوابة الحدودية كانت بانتظارنا سيارات مدججة أجبرتنا على سلك طريق طويل وتماطل قدر ب 7ساعات كي يصل الى عامودا في وقت متأخر ويتم دفنه بدون تشييع … حتى أمي لم تراه قبل أن تضُمه ثرى شرمولا”.
- سنتان وجرح المدينة مازال ينزف غزيراً, الجناة أحرار والضحايا لم يقدم لهم إلى الآن أضعف الايمان كلمة اعتذار.. في وضع يرثى له ….. لكن بحتمية بقاء عامودا وزوال نيرون.
المادة تم نشرها في العدد 216 من جريدة يكيتي .