صحيفة اسرائيلية:مفارقات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في سوريا
خاص – ترجمة يكيتي ميديا
الكاتب: أيتان شارنوف
أظهر أكراد سوريا بأنهم أكثر مجموعة ذات تأثير كبير في الحرب على إرهاب تنظيم داعش في سوريا. فمقاتلوا الأكراد بيّنوا قدرة هائلة في مجابهة وحشية داعش الذي أرهبت كامل منطقة الشرق الأوسط.
وحدات حماية الشعب، تعد المجموعة الكردية المسلحة التي تقاتل في شمال وشمال شرقي سوريا. هذه المجموعة تعتبر الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي أصبح في الآونة الأخيرة لاعباً أساسياً على الأرض. الاتحاد الديمقراطي مقرب جداً من حزب العمال الكردستاني (PKK).
في 2012، انسحبت قوات “الرئيس السوري” بشار الأسد من معظم المدن الكردية في شمال سوريا، بهدف التركيز على قتال المتمردين في المناطق الأخرى وحماية المناطق العلوية في الساحل وكذلك دمشق. الفراغ الذي تشكل نتيجة انسحاب الحكومة المركزية السورية من هذه المناطق الكردية، قدم فرصة لحزب الاتحاد الديمقراطي ليفرض حكمه على المنطقة.
الكثير من السكان المحليين يتهمون الاتحاد الديمقراطي بالتعامل المباشر مع النظام السوري وحتى إيران. بغض النظر عن تلك الاتهامات، عمل الحزب على إعلان سلطة حكم ذاتي في مناطق سيطرته. الإدارة الجديدة تُدار بناء على أفكار وإيديولوجية عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، المسجون في تركيا منذ عام 1999. إيديولوجية أوجلان متأثرة بشكل كبير بكتابات الكاتب الفوضوي الأمريكي، موراي بوكشين، الذي نادى إلى هرمية اشتراكية راديكالية في الحكم.
نجح الـ PYD في تحييد المنطقة الكردية عن الانزلاق في الحرب الأهلية في سوريا، التي مازالت مستمرة منذ حوالي الخمس سنوات. بعض الأحزاب الكردية، التي لاتحمل السلاح مثل الاتحاد الديمقراطي، طالبت بتغيير النظام في سوريا، إلا أن الـ PYD استطاع قمع هذه الأحزاب.
استناداً لتوجهاته الاشتراكية الماركسية، يدير حزب الاتحاد الديمقراطي المنطقة الكردية بقبضة من حديد. لقد عمل على اسكات خصومه السياسيين عبر الحبس والترهيب. بالإضافة إلى قمع الصحفيين والعاملين في مجال المجتمع المدني. مؤخراً، عمدت قوات أمن الحزب (الآسايش) إلى اعتقال مجموعة من الصحفيين في عامودا والقامشلي، كفريدون قجو وعامر داوود. لم ألتقي بأي منهم، لكنني صديق مقرب لأخو فريدون قجو. لقد سمعت لأكثر من مرة كيف أنه فخور بما يقوم به فريدون في سبيل الوصول إلى خطاب أكثر انفتاحا في المنطقة الكردية السورية.
يعمد حزب الاتحاد الديمقراطي إلى ترويج إدارته الذاتية (خصوصاً في الدول الغربية) على أنها أفضل نموذج في سوريا، قادر على جلب الاستقرار ونشر المصالح الغربية في المنطقة، في وجه التأثير الروسي والإيراني والمجموعات الاسلامية المتطرفة في سوريا. لكن عن طريق ارتكاب أفعال غير ديمقراطية، لا يستطيع هذا الحزب أن يسوق نفسه كقوة ديمقراطية في سوريا. دوره الإيجابي في الحرب على داعش لا يبرر له أفعاله تجاه الأكراد المحليين. على قادة الدول الغربية ألا يتغاضوا النظر عن هذه الأفعال غير الديمقراطية.
على حزب الاتحاد الديمقراطي افساح المجال أمام الأحزاب الكردية الأخرى للعمل بحرية وكذلك اعطاء الفرصة للناس (بمافيهم الصحفيين) لممارسة حقوقهم الطبيعية في التعبير. غير ذلك، لن يستطيع الحزب المذكور على تحمل التبعات غير المتوقعة في هذا البلد الهش وهذه المنطقة التي تتغير بسرعة.
الكلمة الأخيرة بسيطة: على الاتحاد الديمقراطي اطلاق سراح فريدون قجو وزملاءه الصحفيين لأجل أن يبدي للغرب أنه يمكن الوثوق به، ليس فقط لمحاربة داعش وإنما ليكون مركزا أساسيا للديمقراطية والتسامح التي طالما حلم الأكراد بالوصول لها.