ضربوهم وهم نيام ولاحقوهم بالشوارع.. بلدة لبنانية تطرد لاجئين سوريين في جنح الظلام
تعرضت مجموعة من اللاجئين السوريين في بلدة الكحالة بلبنان، إلى طرد جماعي بظروف مهينة للغاية وبدعم من بلدية المنطقة، التي رفعت أيضاً لافتة وسط البلدة تحظر تجول السوريين في وقت محدد من النهار.
وسلط تقرير لتلفزيون “الجديد”، نشرته أمس الأحد على موقعها الإلكتروني، الضوء على أسوأ ما يتعرض له اللاجئون السوريون في لبنان تحت مرأى الحكومة، وعرضت شهادات لاجئين سوريين طردتهم البلدية في جنح الظلام.
وقالت القناة إنه يوم الجمعة الفائت، بدأت بلدية الكحالة تنفيذ قرار اتخذته سابقاً، ويقضي بمنع وجود السوريين في البلدة “ما لم يكونوا مكفولين من لبنانيين يعيشون في البلدة نفسها”، مشيرةً أن عشرات اللاجئين الذين عاشوا في البلدة لسنوات أخرجوا من منازلهم ليل يوم الجمعة.
وفي التقرير المصور روى سوريون ما حصل معهم، وقال أحدهم: “في الساعة الثانية ليلاً كنا نائمين في المنزل، لم نشعر إلا وبلدة الكحالة وشباب الكحالة نزلوا علينا وهم يحملون مسدسات، وأيقظوا شاباً عمره 13 عاماً، وهو نائم انهالوا عليه بالضرب”.
وأضاف اللاجئ أن عناصر من البلدية وشباناً من البلدة، رموا بقية اللاجئين في الشارع، ثم لاحقوهم لفترة من الزمن عبر السيارات وشتموهم، مشيراً إلى أن اللاجئين فروا من منزلهم وعليهم بعض قطع الألبسة فقط وكانوا يركضون وهم حفاة.
وقال لاجئ آخر، إن موظفين في البلدية يأخذون من اللاجئين السوريين 100 ألف ليرة لبنانية مقابل إعادة الأوراق التي أخذوها من اللاجئين، مضيفاً أن أوراق بعض اللاجئين لا تزال موجودة لدى البلدية.
من جهته، وصف لاجئ صغير في السن ما حدث معه من قبل البلدية وبعض اللبنانيين، وقال إنهم عاملوا اللاجئين كـ”الحيوانات”، فيما قال آخر: “شعرت بأنني حيوان أمامهم، وهم ينهالون عليي بالضرب”.
وأشار تلفزيون “الجديد” إلى أن رئيس البلدية رفض التعليق على الحادثة، وأظهر التلفزيون لافتة مقصود فيها السوريين، تقول: “يمنع منعاً باتاً تجول العمال الأجانب من الساعة السابعة مساءً ولغاية الساعة السادسة صباحاً”.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها سوريون للاعتداء في لبنان وتبقى السلطات صامتة حيال ذلك، لكن وتيرة هذه الأعمال العدائية ضد اللاجئين، تصاعدت مع زيادة تصريحات مسؤولين لبنانيين على رأسهم وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، التي تحمل تجييشاً وشيطنة للاجئين السوريين.
ويقود باسيل و”حزب الله” جهوداً كبيرة في الحكومة اللبنانية لإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة نظام بشار الأسد في سوريا رغم المخاطر الكثيرة التي تنتظرهم هناك، لا سيما عمليات الاعتقال التي تطال معارضين للنظام وإخفائهم قسرياً.