محليات - نشاطات

عامودا.. صيانة البيوت الطينية مع حلول الشتاء

Yekiti Media

ابتداءً من شهر أيلول من كلّ سنة تحرص العائلات التي ما زالت تسكن في بيوت طينية في مدن وقرى كُردستان سوريا على ترميمها قبل حلول موسم الأمطار ، فهذه البيوت تستلزم عناية دائمة ؛ وذلك لمنع تسرب المياه إليها أثناء فصل الشتاء.

ما زالت البيوت الطينية شاهدة على ثقافة توارثتها الأجيال في معظم مدن وبلدات كُردستان سوريا ، لكن صيانتها أمرٌ لا بدّ منه خصوصاً مع حلول فصل الخريف بهدف سدّ الشقوق في الجدران والتأكد من الدعائم وسلامة الأسقف.

يسكن بعض أهالي مدينة عامودا وريفها ببيوت مبنية من الطين لقلة تكاليف البناء مقارنةً بالغلاء في أسعار الإسمنت والحديد المسلح في الأبنية السكنية الحديثة ومن جهةٍ أخرى لحفاظها على درجات حرارة معتدلةً صيفاً وشتاءً بسبب سماكة جدرانها
مع الدخول في منتصف شهر أيلول يبدأ الأهالي بجلب التراب لتنظيفه من الشوائب والحصى بعملية الغربلة؛ ليتمّ خلط هذا التراب مع التبن الناعم وبعض الملح “لمنع نمو النباتات ” وبإضافة الماء ، يصبح المزيج جاهزاً ويترك في وضعه ليتخمّر لمدة يومين أو ثلاثة .

مع البدء بترميم المنزل الطيني تبدأ مرحلة جديدة من العمل بتشارك شباب القرية أو الحي الذي يتواجد فيه فالكلّ يساعد في العمل لترميم المنزل ثم الانتقال إلى منزلٍ آخر وهذا ما يسميه الكثيرون “بالفزعة”

ففي المنازل الطينية يبدأ الترميم من السطح وسماكتها تكون حسب رغبة صاحب المنزل ثم الانتقال إلى ترميم الجدران الخارجية لتواجه سيل المياه عليها وتتماسك .

ويقول السيد إبراهيم : إنّ السبب الرئيسي لتمسك بعض الأهالي بالمنازل الطينية في كُردستان سوريا هو أنها تعتبر من التراث بالإضافة الى مناخ المنطقة الجاف والحار وتعتبر هذه المنازل الأكثر ملائمةً للسكان.

ويرى أنه إلى جانب الارتباط التراثي بهذه البيوت هناك الجانب الذي فرضته ظروف الطبيعة إذ ليس من السهل بالنسبة لبعض الأهالي استبدالها فضلاً عن كون تكاليف بناء هذه البيوت أقل من تكلفة بناء غيرها وخصوصاً مع الارتفاع الكبير في سعر مواد البناء الحديثة من إسمنت وحديد وبلوك.

مضيفا : الناس اليوم أصبحوا يلجؤون إلى صفائح التوتياء بدلاً من الترميم”أسطح بيوتهم الطينية”. ويؤكّد السيد إبراهيم أنّ “العمل تراجع بالتزامن مع التطوّر الحاصل في مجال البناء.

تجدر الإشارة إلى أنّ عمليات ترميم البيوت الطينية تمتدّ ما بين سبتمبر”أيلول”ونوفمبر “تشرين الثاني” لكنّ سكانها بمعظمهم يحرصون على القيام بذلك في منتصف سبتمبر لضمان جفاف الطين بشكلٍ جيد وتماسكه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى