عفرين الكوردية من الظلامية السورية إلى الطورانية التركية
نذير عجو
عفرين الجريحة من حصار القوى الظلامية والتطرف والإرهاب السوري منذ سنوات , تتعرض اليوم لنيران المدافع الطورانية التركية , عفرين هي الهدف طالما شعبها الكوردي موجود وطالما يسعون للتحرر وإعادة الحقوق المسلوبة المتمثلة بحق تقرير المصير , فسيبقى هذا الشعب شوكة في عيون العنصريين والإرهابيين المتطرفين وهدفاً دائماً لحقد وعدوان الظلاميين ومغتصبي الحقوق , وستبقى عفرين بحجرها وشجرها وشعبها كما أخواتها , مدافعة وصامدة بوجه هؤلاء الغلاة الفاشست وسيكون الإنتصار من نصيبها رغم أنف الظالمين الحاقدين , وما حصارهم ونيران مدافعهم إلا تعبير عن إفلاسهم وإحدى مسارات الإنتصار للشعب الكوردي حيث التأكيدات والبراهين للقاصي والداني عن إسقاط ورقة التوت عن عورات هؤلاء العرات أصلاً تاريخاً وحاضراً , ومانستخلصه ونفهمه من تلك النيران الحاقدة اليوم على عفرين القدس هو :
1- تأكيد المؤكد والمتمثل في العدوانية المتأصلة لهم ( كما باقي مغتصبي الحقوق الكوردية ) إتجاه الشعب الكوردي حقوقاً ومصيراً ووجوداً , وبأنهم الورثة الأمناء لعقلية وسلوكية أجدادهم ذوو الصيت اللاإنساني إتجاه الآخر المختلف ( قومياً , عقائدياً , سياسياً…… ). .
2- تأكيد المؤكد والمتمثل في العلاقة الوطيدة بينها والقوى الظلامية ( داعش , جبهة النصرة ,… ) وعدم إستهدافهم وأماكن تمركزهم المعروفة طولاً وعرضاً ولو بطلقة , مقابل إستهداف الشعب الكوردي بكل فئاته بالمدافع ,لا بل دعم تلك القوى الظلامية وتسهيل تحركاتهم وجعل بلادهم معبراً لها ومصدراً للتسليح والتمويل سواءاً بالدعم المباشر أو التحويلات العينية والمادية والتسليحية والبشرية من المصادر الأخرى .
3- تأكيد المؤكد والمتمثل في غايتهم في تعميق الشرخ بين أطراف القوى المختلفة المتواجدة في سوريا والممكنة لها قبول الواقع الجديد والمفروض بحتمية الدور الكوردي في تقريرمصيره ووجوده على أرض الأجداد , وذلك بالإيحاء لتك القوى بأنهم يسخرون قواهم في ضرب العدو المشترك لهم ( الشعب الكوردي وتطلعاته ) , ليقف هؤلاء الطورانيون أخيراً على أطلال سورية مدمّرة.
4- الإفلاس التركي كقوة إقليمية أمام مواقف القوى الدولية العظمى ( أمريكا , روسيا , أوربا ) إتجاه سياساتهم وتحركاتهم المشبوهه, حيث لو كان الأمر بيدهم لكانوا أول الغازين للمناطق الكوردية في كوردستان سوريا , لما يملكون من قوى عسكرية ذات شأن , وما إستخدام المدافع البعيدة إلا لتسكين وتخفيف آلامهم وتهدئة حنونهم الناتج عن الإنتصارات الكوردية والمساندات الدولية التي يتلقونها وعدم قدرتهم في تجاوز الخطوط الحمر الحقيقية الموضوعة لهم من قبل القوى العظمى ( على الأقل في الوقت الحاضر ) .
5 – لعبة تخويفية للكورد للوقوف عند الخط التركي الهزلي الأردوغاني الأحمر في عدم الإقتراب من تثبيت الإمتداد الجغرافي لحدود كوردستان سوريا ( كوردستان الغربية ) والمتمثل في ( إعزاز , جرابلس ) , والخوف من هيجان الثور التركي المخصي من إكتمال الخارطة الكابوس الذي سيقبع على صدروهم .
6- لعبة خبيثة في ضرب القوى الكوردية ببعضها نتيجة التحليلات والتفسيرات الإرتجالية العفوية والمتناقضة في مدى جدية الخط الأردوغاني الأحمر من عدمه إتجاه الشعب الكوردي , ومن ناحية أخرى مدى جدية مواقف القوى الدولية الكابحة للعنجهية التركية .
7- عمليات تدخل في خانة جس نبض بين الحين والأخرى عن مدى تفاعل وردات فعل القوى الدولية , والتي على أساسها يبنون سياساتهم وخطواتهم التالية , ودائماً بغاية كبح تطلعات الشعب الكوردي في الإنعناق وتحقيق تقرير المصير .
بالنهاية أقول عفرين ياقدس الأقداس , ليس في صمودك ما تخسريه إلا الأغلال والقيود والعبودية , ويكفيكي ما عانيتيه واليوم جاء دورك في تسجيل إسمك في دفتر المقاومين الصامدين الداحرين لقوى الظلام والشر والإرهاب , والمنتصرين مهما شاءت الأقدار.