على بغداد التهيؤ لأفضل العلاقات مع جمهورية كردستان المرتقبة.
عبدالغني علي يحيى
إعلان استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية بات مسألة وقت، وسوف يتحقق حلم الشعب الكردي في جنوب كردستان في الاستقلال والسيادة بعد اكثر من قرن من المظالم التي نفذت بحقه وما تزال، بحيث ان قلة من الشعوب عانت من الويلات والعذابات كالتي عانئ الشعب الكردي منها الانفال.. الكيمياء.. النابالم.. هدم القرى.. المقابر الجماعية التهجير.. التعريب.. الخ والذي يؤسف له ان الحكومة العراقية تكاد تبز جميع اعداء الكرد في معاداة حقوق الكرد المشروعة وما معاداتها للاستفتاء والاستقلال الا امتداد للأنفال والكيمياء والنابالم والتعريب.. هدم القرى.. الخ علماً انه كان الاولى بها نصرة الكرد في مسألة الاستفتاء والاستقلال انطلاقاً من الجيرة وصفحات من التاريخ المشترك والدين.. الخ ناهيكم ان المصلحة العليا للشعب العراقي نقضي بالانتصار لحق الكرد في تقرير مصيرهم، سيما اذا علمنا ان تاريخ الدولة العراقية كان عبارة عن الحاجة المستمرة الى كردستان، وللابقاء على تلك الحاجة وضمان نلييتها، فان الحكومات العراقية كافة لجات الى قمع الشعب الكردي كلما هب للمطالبة بحقوقه، واليوم فان حاجة العراقيين ستشتد الى كردستان بعد نيل الاخيرة لاستقلالها وسيادتها لأسباب كثيرة منها:
1- ان المصادر المائية للعراق تقع في معظمها في اقليم كردستان دجلة والزابين الاعلى والاسفل وانهار سيروان والوند والخازر وان لم يقع قسم منها في جنوب كردستان فانه يقع في شرق كردستان (كردستان ايران) وشمالها (كردستان تركيا) ولا شك ان الماء في اهميته بلي اهمية النفط، لذا فان بغداد ستتضرر كثيراً في حال مضيها في معاداة الاستفتاء والاستقلال لكردستان، في حال رد الكرد على عداء بغداد بانتهاج سياسة مائية على غرار السياسة المائية التي تنتهجها كل من تركيا وايران حيال العراق. (وجعلنا من الماء كل شيء حي).
2- ان الشعب العراقي هو بأمس الحاجة الى السياحة و الاصطياف، وكما نعلم ان مصايف كردستان واماكنها السياحية هي الاقرب الى العراق من مصايف العالم اليه، كما ان بلوغها مصايف كردستان، سهل ناهيكم من انها غير مكلفة وفي متناول يد جميع الشرائح السكانية العراقية، وهذه ميزة تفيد العراقيين، ولاتنافسها اية ميزة اخرى.
3- ستكون جمهورية كردستان المقبلة بوابة العراق الاولى للاطلالة على اوروبا و روسيا والغرب عموماً، بعد أن تصبح الجارة الشمالية الوحيدة للعراق، وستحل محل تركيا (وحق الجار على الجار) لهذا فان على بغداد الان و قبل فوات الاوان مراعاة جارتها الشمالية وتطبيع العلاقات معها لا ان تقف ضدها كما تفعل الان بمناهضتها للاستفتاء والاستقلال. ان حكام بغداد القصيري النظر والجهلة بمستقبل المنطقة لا بد وان يعضوا اصابع الندم لعدائهم الهمجي والوحشي لاستقلال كردستان، أن الشعب الكردي سيعطي بعد الاستقلال الاولوية في التعامل للامم والحكومات التي ساندته ويعمل لاقامة افضل العلاقات معها تثميناً منه لمواقفها المشرفة والعادلة ازاء حق الكرد في تقرير المصير والاستقلال .
4- لقد اقام الكرد دولة كردستان في صدورهم وقلوبهم خلال الاعوام الماضية من قبل ان تقوم هذه الدولة فوق ارضهم وهي قادمة وقائمة بعد فترة وجيرة لامحالة.
5- ان انبل واشرف موقف يسجله العراقيون هو مساندتهم دون قيد أو شرط لاستقلال كردستان ، ففي الماضي البعيد أيد الكرد استقلال الجزائر وحقوق الشعب الفلسطيني و كل حركات التحرر العربية ووقفوا ضد العدوان الثلاثي على مصر وو.. الخ لذا فان الانصاف والشهامة يقضيان بان يرد العراقيون وكل العرب على الموقف الكردي بأحسن منه ويسارعوا الى تأييد ومساندة استقلال كردستان وأن لا يحرموا انفسهم من هذا الشرف الرفيع.
6- ستبقى كردستان وانابيبها النفطية في خدمة نقل النفط العراقي الى الموانيء التركية ومنها الى العالم الخارجي، وستكون طرقها البرية واجوائها في خدمة العراق كذلك، وعلى العراق من الان ان تفكر بفتح العديد من المعابر الحدودية لاغراض السفر والتجارة وغيرها مع كردستان مثلما هي منهمكة الان ومنذ زمن في فتح المعابر مع الاردن (طريبيل) والسعودية ( عرعر) وكذلك مع ايران.
7- اذكر العراقيين بافضال الكرد وكردستان عليهم منها: في عام 1963 والى سقوط النظام العراقي السابق في 2003 كانت كردستان ملاذاَ وملجأ للعراقيين حين احتضنت المعارضين العراقيين من سنة وشيعة على حد سواء واذكرهم ايضاً، ان الحكومة العراقية التى رفضت دخول اهل الانبار النازحين الى بغداد ولوحت بشرط الكفيل فان مسعود البارزاني رحب باولئك النازحين وفتح ابواب كردستان امامهم دون شرط الكفيل، وفيما بعد نزح الاف من العرب السنة بالاخص الى اقليم كردستان الذي اواهم واحسن معاملتهم ووفر لهم الامان والاستقرار والعيش الكريم والى كتابة هذا المقال هناك 200,000 عربي سني من محافظة صلاح الدين وحدها يقيمون في كردستان وضعفي ذلك من عرب نينوى. واذكر العراقيين ايضاً بسنوات الجفاف عندما نقل الرعاة العرب اغنامهم الى كردستان بحثاً عن الماء والمراعي لمواشيهم، وذكريات الحاجة الى الكرد وكردستان كثيرة مثل احتشاد العشرات من المواطنين العرب امام بوابات اربيل ودهوك وغيرهما من المدن الكردستانية طلباً للعمل قبل السنوات. على العرب العراقيين من اصحاب الضمائر الحية ان لاينسوا الموقف المشرف لكردستان حكومة وشعباً في احتضانهم ومساعدتهم، لذا عليهم ان يتقدموا الصفوف و ينتصروا لحق الكرد في الاستقلال والسيادة ويفضحوا حكامهم الحاقدين على الاستفتاء واستقلال كردستان. على امتداد التاريخ المعاصر كان العرب العراقيين بحاجة الى دعم واحتضان الكرد لهم وليس العكس. ولم يحتاج الكرد الى العراق في اي يوم من الايام.
8- بحصول كردستان على استقلالها فان علاقات الكرد والعرب العراقيين لن تنقطع بل تبقى سيما داخل الجزء العربي من العراق، اذ ان هنالك جمهرة كبيرة من الكرد الفيليين في بغداد وديالى وواسط وميسان يقدر عددهم بنحو المليونين، وعلى بغداد ان تحسن علاقاتها معهم وتكف عن اضطهاد هم وملاحقتهم ومعاملتهم كأجانب وهم السكان الاصليون في المحافظات التي ذكرتها، ان اضطهادهم الان اثار سخط وغضب الشعب الكردي وسينمو هذا السخط والغضب في حال مواصلة بغداد لاضطهادهم بعد نيل كردستان للاستقلال والسيادة.
ان القادة العراقيين اليوم امام طريقين، اما ان يحتكموا الى العقل والحكمة والمنطق وينتهجوا من الان سياسة التعايش السلمي والمنافع المشتركة وحسن الجوار وعدم التدخل.. الخ من المباديء الدولية السامية مع جمهورية كردستان الفيدرالية الديمقراطية المرتقبة ويستبقوا الاحداث عملاً بخير البر عاجله ويؤيدوا من الان وقبل فوات الاوان وبشكل علني طموح الشعب الكردي المشروع في السيادة والاستقلال ان عليهم اختيار طريق الاعتراف المسبق بالجمهورية الكردستانية التي هي الان على وشك الولادة، واما ان يسلكو طريق الحكام الطغاة السابقين الذين اختاروا الحرب على الشعب الكردي، ولقد رأينا كيف انهم جميعاً سقطوا واوردوا موارد التهلكة والفناء.
يجب احترام احاسيس ومشاعر الشعب الكردي الجريح وتأييد حقه في الاستفتاء ولااستقلال.
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media