فرحان مرعي : انسحاب واشنطن من المنطقة عسكرياً لا يعني إنهاء الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط
مستقبل منطقة شــرق الفــرات بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وإنهاء العمليات القتالية في العراق
Yekiti Media
بــدأت الولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها من أفغانستان قبل نحو شهر، ومن المرجح انتهاء العملية نهاية آب المقبل، بعد نحو 20 سنة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 كما واتفق رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بادين بحسب بيان صدر من الجانبين على إنهاء العمليات العسكرية القتالية لقوات التحالف بقيادة واشنطن في العراق مع نهاية العام الحالي.
في المقابل قالت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية بأنّ إدارة الرئيس جو بايدن ستبقي على نحو 900 عسكري، بينهم عناصر “القبعات الخضراء” لدعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في محاربة تنظيم داعش الإرهابي….
بالصــدد وحــول مستقبل المنطقة من أفغانستان وصولاً إلى العراق ولبنان واليمن، قال عضــو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا، فــرحان مرعي ليكيتي ميديا: أمريكا غيّرت من إستراتيجيتها العسكرية في المنطقة منذ حرب العراق، وهي: عدم زجّ جنودها في مناطق التوتر والحروب بشكلٍ مباشر، بل أصبحت تعتمد على القوى المحلية ودعمها لوجستياً وعسكرياً،_ وعلى الأغلب تحت يافطة محاربة الإرهاب، لذلك بدأت بالانسحابات من أفغانستان والعراق، ولاحقاً قد تنسحب من سوريا، من شرق الفرات.
وأضاف: إنّ الانسحاب الأمريكي من كثير من المناطق في الشرق الأوسط وإنهاء العمليات القتالية لا تعني إنهاء الهيمنة الأمريكية وسيطرتها على منطقة الشرق الأوسط الإستراتيجية، وتركها للروس أو غيرهم من القوى الدولية والإقليمية، إنّ أمريكا – ما زالت_ تتحكّم عسكرياً في المنطقة من خلال عشرات القواعد العسكرية في الخليج والعراق وسوريا وتركيا، وهي بهذه القواعد تحاصر إيران، وتهدّد أية دولة أخرى إن أرادت الخروج من بيت الطاعة الأمريكية، كما تحوي قاعدة انجرليك في تركيا رؤوساً نووية في مواجهة النفوذ الروسي، في النتيجة أمريكا موجودة في المنطقة بقوة وهي تحت مظلتها العسكرية تتحكم بها متى تشاء.
وحــول مصير المنطقة الكُـردية في سوريا ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف في شرق الفرات.. مع محاولات التمدد للميليشيات الإيرانية في المنطقة، قال مرعي: في الواقع، شرق الفرات منطقة غير منسجمة جيوسياسياً ،مناطق ضمن الجغرافية العربية غير مستقرة، وكُردية تحت سيطرة قسد، إلى جانب مربعات أمنية في مدينتي الحسكة وقامشلو، ومناطق محتلة من قبل تركيا بتماسٍ مع هذه المناطق ، وهذا ما يجعلها مهزوزة ومعرّضة للخطر في أية لحظة، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي قد تهدّد شرق الفرات و تمرد أبنائها، على العموم، شرق أكثر المناطق في سوريا رخاوة، ومهددة بتحولات دراماتيكية من أكثر من طرف.