تاريخ وتراث

فرقة كامكاران من المحلية إلى العالمية (اخافنا أداء فرقة جامايكا في مهرجان (ووماد) بانكلترا لكننا انتصرنا)

إدريس شيخة

إن الموسيقى الكرديه كانت أم الموسيقى في العالم وهي بداية انطلاقة التدوين الموسيقي لكن وبسبب المحاولات في طمس الهويه الكرديه ولأن الموسيقى هي هوية الشعوب فقد كانت من أولويات أعداء الكرد في محاربة كل ما يطور هذه الموسيقى ولهذا فقد كانت هذه الام في ذيل قائمة التطور الموسيقي سوى من بعض العمالقه الذين استطاعو ان يجدوا منفذاً لابداعاتهم واعادةً لامومية الموسيقى الكرديه مما جعلها بالرغم من الظروف الصعبه التي مرت بها تنافس الموسيقى العالميه في كثيرٍمن المواقف ويمكن اعتبار فرقة Kamkar الموسيقية هي تلك هذه الانجازات العملاقه في الموسيقى الكرديه وهي أهم فرقة موسيقية للأكراد على مستوى العالم. حيث تجاوزت سمعتها كردستان الشرقية التي تعيش فيها ،ويمكن اعتبارها إلى حد ما ممثل وسفير الموسيقى الشعبية الكردية في العالم. قدمت حفلات موسيقية في العديد من مدن العالم المهمة من أمريكا إلى أوروبا ،أثارت إعجاب الجمهور بموسيقاها الصادقة والحماسية بدءًاً من عملها الأول في الغناء والعزف متدرجاً في الإبداع تلو الإبداع .

Kamkar هي فرقة عائلية مكونة من أخت واحدة و7 أشقاء (الأخ الاكبر Hoşeng Kamkar ، بيجنكBêceng، قشنكQeşeng الأخت الوحيدة لكامكاران ، بيشنك Pêşeng، آرجنك Arceng ، أرسلان Erselan ، أردشير Erdeşêr ، أردلان Erdelan) انضم اليهم مؤخراً جيل جديد من أبنائهم وهي تكبر يوماً بعد يوم. ومن الملفت أكثر أن كل من يدخل ضمن هذه العائلة بالمصاهرة يجب أن يكون أيضاً ضمن مجال الموسيقى.

فهي تشتهر بأدائها الممتع للموسيقى الكردية التقليدية لشرق كردستان . كما حققت هذه الفرقة العائلية شعبيتها بعزف الموسيقى الشائعه ضمن الحياة الاجتماعيه السائده فكان حافزاً لتطوير أدائها .ولعل اهم أعمالها ذلك العرض الموسيقي الذي قدمتها في مركز باربيكان بالعاصمة البريطانية لندن، في الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، ضمن فعاليات مهرجان «ترانسندر» الساد.

وذكر الشقيقان أرسلان كامكار وبيجان كامكار، في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط»، (أن سر نجاحهما يرجع إلى اتباع التحليلات العلمية والدراسات البحثية المركزة على الموسيقى، بالإضافة إلى الاستجابة إلى أذواق الجمهور؛ فهم لا يقدمون أعمالهم لدارسي الموسيقى فقط، ولكنهم لا يريدون أن يفقدوهم بتركيز أعمالهم على الجمهور المستهدف.)

من جانب آخر، يُعد غناء وعزف الموسيقى الكردية علامة مميزة لهم..واردفا قائلَين «نحن من كردستان على أي حال، وكنا نعزف الموسيقى مع والدنا الراحل حسن كامكار، الذي كان يركز في الأساس على الموسيقى الكردية. ولكن في النهاية، نحن لا نفضل أي من الموسيقى الفارسية أو الكردية على الأخرى»

وتجدر الإشارة إلى أن عائلة كامكاران ليست غريبة على العالم العربي. ويشير أرسلان إلى أن تجربتهم مع عبد الحليم كركلا كانت ناجحة، وأنهم يتطلعون إلى تكرارها مرة أخرى.

وأوضح أرسلان: «بدأ كركلا المخرج الفني اللبناني الشهير مشروعا معنا وسجل موسيقى مسرحيته (ألف ليلة وليلة). وقد سمع عنا وعرف بشأن أعمالنا من شرائط الكاسيت وإحدى الحفلات. وكانت فرقتنا تعزف مقطوعات من أوبرا شهرزاد (من تأليف نيكولاي ريمسكي كورساكوف) ومقطوعة بوليرو (لموريس رافيل). وغيرها من الموسيقى الكلاسيكية بآلات موسيقية كرديه. كان كركلا سعيدا للغاية بالعمل معنا ، ودعانا لمشاهدة مسرحيته (ألف ليلة وليلة) في بيروت».

[عبد الحليم كركلا مؤسس مسرح كركلا، أول مسرح عربي راقص. كانت مدرسة كركلا الأولى هي (ثكنة غورو) في بعلبك، وكانت (ثانوية مار نقولا) في زحلة مدرسته التالية] .

يعتقد أرسلان أن هذا يوضح استيعاب الجمهور المتحدث بالعربية للموسيقى التي يعزفونها. ولكن من المؤسف أن مثل هذا التعاون لم يستمر.

ويرى شقيقه بيجان أن مثل هذه العلاقات تحتاج إلى إقامة جسور أقوى. ويقول: «في رأيي، لا تحظى المشروعات الثقافية والموسيقية برعاية قوية. ويجب أن تجد مثل هذه الروابط الثقافية والموسيقية رعاية وترويجا بواسطة وزارات الثقافة في الدولة المعنية، وسوف تشهد شعوب الشرق الأوسط مزيدا من التفاعل الثقافي، إذا اهتمت بها وزارات الثقافة».

ويؤكد بيجان على أهمية التواصل الثقافي قائلا: «يحتاج الفنانون إلى مصدر للإلهام، مثل الحب والطبيعة والزهور. ويمكن أن يكون التبادل الثقافي مصدرا للإلهام أيضا».

كما أطْلَعَ بيجان «الشرق الأوسط» على مشروعاتهم التي لم ترى النور مع فنانين غربيين، حيث قال: «لقد حاولنا تقديم مشروعات مشتركة مع بوب ديلون، الشاعر والمغني الأميركي، ومايكل نايمان، الملحن الإنجليزي. ولكن هذه المشروعات إما أنها لم تبدأ أو لم تستمر، بسبب عدم وجود دعم من رعاة أقوياء»إلا أن أرسلان متفائل للغاية بنظرته لمستقبل مثل هذه المشروعات التعاونية، وفكرة تقديم الموسيقى الكردية إلى العالم.

ويتذكر أرسلان أول حفل قدموه في الخارج قائلا: «كانت أول تجربة لنا في الخارج في مهرجان (ووماد) بإنجلترا في ساحة مفتوحة. ووفقاً للبرنامج الزمني، جاء موعد عرضنا مباشرةً بعد عرض فرقة من جامايكا. وكان الجمهور متفاعلا جيدا مع أداء فرقة جاميكا المفعم بالطاقة. وتجمع حولهم 6000 شخص، وكانوا يرقصون على موسيقاهم. ظننا وقتها أننا سنخسر الجمهور عندما نقدم أداءنا، نظرا لأن العرض كان في ساحة مفتوحة.

ولكن ما إن بدأنا في عزف الموسيقى الكردية، أحبها الجمهور. ولم يتفرق الجمهور عند سماع موسيقانا، بل حضر المزيد منهم. استطاعت آلاتنا الإيقاعية والوترية، مثل العود والسنتور جذب مزيد من الجمهور».

ومن وجهة نظر أرسلان، يستمتع الجمهور الغربي أفضل بالموسيقى المليئة بالحيوية، إذ قال: «عادة ما يهتم الجمهور الغربي بالموسيقى الحيوية المفعمة بالطاقة، بينما يستوعب الموسيقيون ومن يدرسون القواعد الموسيقية الأعمال الكلاسيكية والتقليدية، ويهتمون بها».

إذاً من هذا نستنتج أن الدراسه العميقه للموسيقى والاهتمام بها وتقديم الدعم اللازم لممارسيها لابد وان يصل باصحابها إلى العالميه وتعود بالنفع إلى الوطن كردستان.

التقرير منشور في جريدة يكيتي العدد 297

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى