آراء

فيزيكية الاعتقال المزمن

وليد حاج عبد القادر/ دبي

بداية ارى من الضرورة الإشارة إلى امر حيوي يتجاهله الكثيرون وللأسف حتى من قبل النخبة !! سيما في خضم تداخل الأمور وتشابكها كما وتداخل المعلومات لوفرتها الى درجة التخمة ! ومع هذا ! نرى خلطا كبيرا ! نعم ! .. ولنكن واضحين ونعيد قراءة التاريخ خاصة منذ اتفاق سيفر ومخاضها بمتوالياتها ، وتحديدا ماتم في لوزان سيما وهانحن في سنة مئويتها والتي كانت – في الأصل – قد حددت كفترة لإعادة تموضع زمني للخرائط الملتهبة بشعوبها ، هذا الأمر والخلط الممنهج ومن ثم دفع الطفرات المنتجة بالتتابع للخروج من حواضنها والتي تؤكد من جديد بأن المنطقة قد دخلت فعليا في النفق المؤدي إلى بوابة الفوضى الخلاقة والتي هي عبارة عن حالة تمهيدية للعودة مائة سنة الى الوراء ومن ثم تح خزائن ملفات سايكس وبيكو ومعها خرائط مسز بيل .. وسأختزل كثيرا وأركز على نقطة مهمة بعنوان عريض وهو الإستدراج الممنهج امريكيا في إطار لملمة ما تم عنونته ب – الفوضى الخلاقة – ! نعم : وهو استدراج للقوى وتحت اية بند او عنوان إلى خارج حواصنها ! وهنا لن اقف عند مسببات كما دوافع بركنة هذه الفوضى ولا نتائجها بقدر ما اراه من ضرورة التوقف عند نقطة هامة وهي في خاصية تراتبية ما تم في مناطقنا الكردية بسورية واقصد بها : صيغة وآلية تحول الجسد العسكري من مسمى وحدات حماية الشعب او وحدات الحماية الشعبية او لنسمها بتتالي معرفاتها ، هذه الوحدان التي تمظهرت منذ استعراضهم المسلح في قرية حداد والى بداية خروجها من جغرافيتها وحاضنتها الرئيسة .. مع ملاحظتنا للتحولات التي اخذت ملامحها تتوضح في كامل المنطقة التي كانت تعيش في مرحلة انتقالية وكعنوان بارز بارز لنهاية عهدة صيغة لوزان ودخول مرحلة مابعد مئويتها ، وما ظاهرة التوتر الشديد ضمن ذات النطاق الملتهب وفي الجغرافية ذاتها التي تأشكلت وهي حبلى في الأصل وظلت ببراكينها وهاهي المنطقة وكدملة تتجه الى فوضاها الخلاقة تلك و – املي – ألا ننخرط فيها كرديا خدمة للغير وفي تناس كامل لمهامنا القومية .. نعم ! أن المنطقة على فوهة بركان وخروجنا من بيئاتنا ستعد كارثة مدمرة ، وبالفعل اخذت ارتدادتها تتمظهر ، وانا شخصيا اتلمس كوارثها التي لن تقل عن كارثة الشتات الكردي منذ ايام صلاح الدين الايوبي ، هذه التجربة ومع الإستيعاب الكامل للظرف والزمن التاريخي ايضا . نعم ! ان ما جرى قبل عدة أيام ، وما قام به النظام من استهدافه لقوات قوات سورية الديمقراطية ، هو دليل واضح وتحول نوعي في طبيعة الصراع وتداخلاتها في بقاع كثيرة وذلك الى درجة مايمكن تسميتها بصراع المناطقيات من جهة والتي أثبت من دون شك صحة ما قيل عن الخطأ الكبير في الزحف الى خارج الحاضنة وبكلمة وكتوكيد ايضا : عمره لن يخرج فائض القوة من نطاقية ذات التفسير اي كما فائض الماء ما ان يخرج من سياقه حتى تبدأ مظاهر التمدد والوهن وتشتت هديره من اهم عوامل انحداره ضعفا ومن ثم تعرضه للإستجفاف وبطرائق متعددة … وفي العودة الى الأسس الرئيسة لتشكل هذه القوات والتي كان يفترض بها أن تكون أهم بكثير من مهمة حماية حقول النفط أوالإحلال محل قوات فاغنر الروسية والقيام بمهام الهجانا ومن جديد كحراس حدود وبترول وساختصر : المنطقةاصبحت بؤرة صراع امريكية – ايرانية وستطبق امريكا فيها سياسة الإستدراج الممنهج ، والحاضنة تلك هي في الأصل خطرة جدا على قوات سورية الديمقراطية وهي لن تستطيع مطلقا ممارسة سياسة النأي بالنفس بقدر ما ستدفع دفعا لإنخراطها العملياتي استنزافا لها في الصراع العنيف هناك ، هذا الصراع الذي ظل مستمرا ولم توضع لها اية حلول حتى ضمن سياقية المسألة الشرقية والتي تمتد بجذورها الى اكثر من مائة وستين سنة ولم تحل ، واشتعلت نزاعات بينية كثيرة وحربين عالميتين وما قدمت حينها سوى خطط جديدة تأطرت تحت مسميات : اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور ، ومع دخولنا في بدايات مئويتها الثانية ، فأن كل المؤشرات تدل بأن الأيام القادمة ستشهد مخاضا جديدا وستكون منطلقها من المشكلة السورية والأولوية و بالجبر من قوى كثيرة للمسائل التي بدت سايكس بيكو عاجزة عن احتوائها وعلى رأس هذه المسائل ستكون القضايا القومية للشعوب الذين ظلمتهم اتفاقيات ذلك العهد ، وستظل بقية العوامل والتصورات مجرد ترف فكري الآن وان لن تكن على محك الإستئصال كقضايا الديمقراطية واخوة الشعوب ووو التي اثبتت التجربة العملية عدم انسجامها بالمطلق وانماط التعايش المشترك في هذا الشرق التعيس .. وستبقى

القضية القومية هي المحرك لابل الدينامو التي تتوجب ان ترتكز عليها كل المفاعيل الأخرى ، أي أن تكون هي المركز الجاذب ونقطة الإستقطاب الأساسية لا التشطر برفاهيات تنظيرية وبإسمها يتم التعويم لأشكاليات الإستبداد المتعددة !! .. أوليسوا هم أولئك ذاتهم من كانوا نظارة اجهزة الأمن السورية وتحولوا تحت مسميات أخرى ووفق مبادئ الترفيه الممغنطة تحت راية الأمة … / … العروبية فتمتد أياديهم ليعتقلوا ويخطفوا الشباب الكرد ؟! .. نعم ! لامفر من انجاز مرحلة التحرر القومي ولكن ليس بالإنسلاخ الممنهج والمكشوف وتحت مفاهيم طوباوية ، وأي قفز او نط عليها وتجاوزها ستعتبر تراجيديا في فضاء الترف الفكري فيصبح الساعي اليها كالهابط من السماوات بقفزة حرة وببهلوانية ولكن !! من دون / براشوت / يعني مظلة …

ولكن ! علينا ألا نستغرب مطلقا ! خاصة عندما يصبح الإعلام حربيا والإتهام جبريا وثبت غيابيا وقبل الإعتقال او التحقيق وعلينا ألا نظلم البينوشيتيين في تشيلي ولا البولبوتيين ومعهم الساندنيين ويبقى من حقنا شرعا أن نتساءل أين اختفى اورتيغا .. ويقال هو أيضا ابوشنب – الإعلام الحربي بدرجة وزير حربي وبمقام غوبلز والذي تجاوزه الصحاف ! كما وهيئة آسايش عفوا عفوا الإعلام الحربي ومعه الجسر الحربي الذي ما صمد في الحسكة .. و .. قالوا : .. في الجغرافيا التي خلصناها جامعيا منذ ١٩٧٨ وفي علم الأنهار معروف بان الفيض احيانا يخرج بالمياه من مجرى النهر ويشكل رافدا مستجدا ومع المنحنيات وسويات الارض وعودة المجرى بالتدرج الى حالته الطبيعية ، قسم لا باس به من المياه تعود الى مجراها الرئيسي ، وقسم يتلاشى تبخرا او استهلاكا وقسم أخير خاصة التي جرفته علم اشكال الارض بعيدا نسبيا يبقى يتحدى ! .. ما يهمني شخصيا هي تلك الحيوات التي صارت بها او معها .. وسأعود الى تذكيركم بغوبلز والغوبلزية وبعض من ذكرياتنا كمعلمين وكلاء في مدرسة خالد كلو سنة ١٩٧٩ و ١٩٨٠ : نعم ! سيبقى غوبلز صاحب النظرية الأشهر في التاريخ البشري .. هل تدرون لماذا ؟ قرفا من استنباطات الإعلام الحربي في استهلالاتهم الماوراء دونكيشوتية وتوهان الرؤى في سديم الماوراء فيزيكية .. عفكرة لا أدري ما ذكرني بك روكن احمد ؟ وماذا تقصدين بالدعم الفيزيكي لعبدالله اوجلان في المعتقل … نعم ! أن السجين السياسي يفترض به انه فعلا سجين سياسي ويختلف عن تصنيفات السجن الأخرى ! .. وسأقفز نطا من هذه المربعات متفقا معكم ، سأخرج برفقتكم من دوامة هذه الكلمات على أن : الشموليون يبقون شموليين مهما اختلفت طرائقهم وشكليات تقياهم هم في المحصلة ليسوا سوى شموليين وبامتياز !! .. هذا الأمر الذي يجلب معه التساؤل التالي : ما الفرق بين من يدعي بأنه يعمل ويحارب من أجل الله في حين أن كل ممارساته هي عكس ذلك ؟! .. و المنادون لتحرير الشعب والوطن ؟ فإذا بهم ؟! ماشاءالله وفتح فأوسعوا لابل استزادوا في التفرقة !! . ومع كل ذلك ظل من البداهة أنه في الإختلاف والجدل ! فإن إرتقاءك بالتعبير عن مخالفك تحدد لا نمطية وعيك فقط بل مدى المصداقية فيما تدعيه من القناعات و آلية من لقنك اياها لتلك القناعات … وفي علم النفس الحقيقي كل زعيق او توصيف مهين كما الشتيمة ليست سوى صدى للذات المهزوزة لحقائق لا يستطيع ناطقها من كبتها واخفائها كحقيقة فهي بما في ذاته يطفح … بدل القصف والحشد الممنهج / وهذه عامة / لما التهرب من البراهين ونقاش الإستحقاقات ؟! .. برسم العابثين بالقيم الوطنية . وفي الختام وكتلخيص لابد من التوكيد على أن : تتويه القضية القومية الكردية كما وبعثرة كردستان الوطن وتشتيتها تحت وابل من الأيديولوجيات المحاكية للكوسموبوليتية / العدمية القومية / ماهي سوى عناوين بائرة مآلها التخبط و .. محاولة عرقلة الجهود الحثيثة والفعلية لإنجاز مهام المرحلة التاريخية الناجذة وقرب الإنتصار القومي للكرد وكردستان .. هذا الأمر الذي كان قد فعلها الشيوعيون الكلاسيكيون الكرد خاصة في سورية وفيما بعد في تركيا كما حزب تودة الإيراني والذين ارتحل منظريهم كما من قبلهم زعماء آخرون ، وبقيت كردستان والقضية القومية الكردية حية وتخطو بثبات في تعزبز نضالاتها بكل اجزاء كردستان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى