في اللاشيء والوعظ غير المتعظ
وليد حاج عبد القادر/دبي
متناقضة هي الامور .. الحياة والموت … الحب والبغض .. أتأمل عميقا في بحر عينيها … أأذوب حبا ؟ …
لا ادري .. أعشق هو ربما ؟! .. ولما لا ؟! وتلك النرجسة تأبى ان تغرق في بحر الماء ، كما ذوبان بؤبؤة عينيك في ألم صامت ، وعروسة البحر تقفز – لا أدري – رقصا ام ألما ؟! .. احببتها ؟! .. ربما !! – لا ادري – ! .. لعنة على هذه – اللأدرية – التي أضحت ملزمة في عشق اللاشيء وفهم الشيء كما في العقل الباطن لبعض من واعظينا ( المعاصرين ) .. رحم الله الجزيري في قوله :
حياتا دل ميا باقي بنوشين دا بمشتاقي
ألا أيها الساقي أدر كأسا وناولها
وعلى ذكر واعظينا الأكارم فبقدرة قادر أضحى ماركس ابن إنجلس وهو بدوره إبن لينين كما البرنامج السياسي الذي بات يلزمه حمولة بغال لتسويقه وإفهامه للفلاحين ، وبتنا أسراء الفكر المتأزم الناتج عن واقع متأزم ، يأبى بفعلنا ان ينفك من عقده ، رغم ( قوة بول العجوز الشمطاء ) المتشبثة في ( دشت ) وشتلة البندورة المزهرة في قمم – زوزانا – … موسيقا صاخبة ضجت بها المكان .. أوتار ولغة لا أستسيغها فأنا إبن – بيزوك وحيرانوك – والغناء المنفرد بتأوهاته .. تناولت كأسا من – البيرة وتوجهت إلى صدر القاعة أتأمل اللاشيء .. بادرني سؤاله بالإنكليزية ما معناه ( من أين أنت ؟ . ) أجبته : من كردستان .. لم يفهم ما قلته ! .. والأصح أنه تظاهر بذلك ! .. و ليضفي بعضا من الواقعية على موقفه ! سأل : وأين تقع كردستان هذه ؟! .. سألته : من أين أنت ؟ أجابني : من بريطانية العظمى .. وباللا أدرية المتضخمة بتكلسها والتي تأزمت بانفعالية كبيرة في دواخلي ! وبانفعال لا أستطيع الى هذه اللحظة استيعابها أجبته : طبعا انت لا تعرف كردستان او لربما أجهلوك بها لأنها تحصيل حاصل لنتاجات إمبراطوريك العظمى وهي كانت وراء تقسيم وطني و و و و .. قاطعني : – ديير فريند – صديقي العزيز : نخب وطنك وتمهل ….. كلمني عن وطنك …. ومن أبجدية كلماتي قاطعني مجددا : عرفت … وطنك وشعبك … لا تحملني وزر أجدادي ! فأنا أعلم بأنهم قد أخطأووا في بعض الأحيان ، وفي غمرة الحديث بدأ الضوء الخافت يسطع شيئا فشيئا و .. لكننا ! نأبى الإكتفاء و .. وقد تلقفتنا شوارع دبي نترنح فيها وليله الذي لا ينتهي .. و .. التقيتها ! .. ظننتها بداية كغيرها من المتسكعات في نواد الليل و .. أزقة البارات ( على عادة واعظينا الكرام ) .. أصرت على شرب قليل من قهوة – إكسبريسو – ، وما إن علمت بأنني كردي ! قالت : مأساة هي قضيتكم أيها الكرد … دفعتم وتدفعون الكثير ضريبة حروب صلاح الدين … وطنكم مقسم لأربعة أجزاء .. تعانون الويل في كل الأجزاء .. منذ – سعيد بيران – مرورا بقاضي محمد .. مصطفى البرزاني … اوجلان وما حدث مؤخرا في ( كامشلي ) – بلكنتها – قاطعتها وانا في ذهول كبير : مهلا مهلا ! من أنت ؟! وما أدراك بكل هذه الحقائق عن وطني ؟! .. وبإنكليزيتها الرصينة أجابت : انا صحافية من الفلبين ، أهتم بقضايا الشعوب على شاكلة شعبكم .. وبالفعل كونت بعض المعلومات ، وما زلت بحاجة إلى المزيد و .. جميلة هذه الصدفة أن التقي بك ايها الكردي ومحظوظ أكثر بإتقانك اللغة الإنكليزية أيضا وتجاوبني على استفسارات عديدة في خاصية شعبكم ! .. من أي جزء أنت ؟! .. أجبتها : من الجزء الملحق بسوريا .. قاطعتني : – كامشلو – أجبتها : نعم .. واستطردنا في الحديث عن كل جزء و .. تاريخ انتفاضاتها وثوراتها .. وعن المدن الكردية الهامة .. قلت لها : ككردي يستصعب علي اختزال قضيتي في سويعات .. ضعي برنامجا وسنفيدك قدر الإمكان في إجراء أية بحوث او دراسات وفي اية مجال ترغبينها .. و .. كأية إمرأة ارتأت ان تبدأ من المطبخ الكردي .. و … الزي .. ومن ثم الفولكلور والغناء والموسيقى والدبكات .. إلى اللغة الكردية وآدابها ، وكانت قد تعلمت بعضا من الرقصات لشدة إعجابها بالدبكة الكردية ( أكثر بكثير من واعظينا الذين يعتبرون هذه الدبكات كفرا وحراما ) ، وذات الأمر بالنسبة في جزئيات عديدة ومتفرقة وارادت ان تختزل نظرتها فينا ككرد وقالت جملتها التي ماتزال تطن في أذني : أتعلم بأنكم في حفاظكم على عاداتكم وتقاليدكم وفي تشبثكم بفولكلوركم تصديتم لكل من حاول صهركم وإذابتكم وهذه النقطة هو اكبر نصر حققتموه فلا تبعثروها ؟ اجل فهذا المخزون هو الاهم وحافظوا عليها حتى اكثر من بواريدكم ؟! .. قرات لها بعضا من شعر الجزيري .. باتي .. سيباوش … ماجن .. خاني .. وترجمت لها قدر معرفتي بعضها إلى الإنكليزية .. حكيت لها عن ممو زين و فرهاد و شيرين .. ألله ما جمل قصصكم ؟! .. هل من ترجمات إنكليزية ؟ .. اجبتها : في الواقع لا أدري وإن كان الأصح هو : في الأغلب لا ! ..
وهنا ولواعظينا الأكارم أقول : ادعوكم حقيقة إلى مباراة ثقافية مع هذه الصحفية : عن التاريخ والثقافة والفولكلور الكردي .. قد يجوب بعضنا ليله ساهرا في اية بقعة ! ولكنه يأبى ان يجتزأ الهم او يغيب مهما كانت أضواء الليل خافتة وهمساتها واطئة ، فليس كل همسة فيها مافيها من سوء تفسير او فهم .. او ليست هي الآية الكريمة من القرآن وما ذكر فيها ( ويل لكل همزة لمزة .. ) .. ومع ذلك ! وبالرغم من كل هذه الإرهاصات يابى العشق أن يلوذ بالصمت في احتكاره لرجل أو إمرأة .. نعم : متنوع هو العشق بتلون آهاته ولواعجه .. قد تكون لوردة … نرجسة .. زهرة … فتاة … او وكقيمة القيم كوطن ، وإلا فانه علينا ألا نستغرب من واعظينا إدانة وتكفير شعراء العشق المساكين مثل : ماجن … سيابوش … علي حريري .. مرورا بفقي طيرا .. باتي وخاني ومؤكد بأننا لن ننساه لملايي جزيري :
روح و راوانه مي حبيب ديسا بتلبيسا رقيب
رنجي ده كر هر مسكين تركا دلي احباب دا