آراء

قرار فتح مقرات المجلس في عفرين خطوة بالاتجاه الصحيح

إسماعيل رشيد

كان تأسيس المجلس الوطني الكُردي في عام 2011 ضرورة نضالية لترتيب البيت الكُردي ضمن إطارٍ سياسي، للتفاعل مع الحالة السورية كخيارٍ استراتيجي اتخذه المجلس مع المعارضة الوطنية لإحداث تغييرٍ ينهي حقبة الاستبداد والعنصرية، ويؤسّس لدولةٍ ديمقراطية تعددية تضمن حقوق كافة السوريين، ومنهم أبناء شعبنا الكُردي.

انخرط المجلس الوطني الكُردي في المحافل الدولية ذات الصلة بالملف السوري، ونشط دبلوماسياً، حيث لديه تمثيل وحضور في عدة مؤسسات للمعارضة السورية ، أما على الصعيد الميداني فإنّ المجلس الوطني الكُردي، انطلاقاً من إرث أحزابه وفعالياته المجتمعية وشخصياته المستقلة، استطاع أن يجسّد جزءاً من تطلعات شعبنا من خلال تمسكه ودفاعه عن قضية شعبنا الكُردي العادلة، واتخذ النضال السياسي السلمي والدبلوماسي كأفضل خيارٍ لانتزاع حقوق شعبنا والعيش المشترك مع بقية مكونات المنطقة .

بسبب استمرارية مأساة الشعب السوري وعدم جدية المجتمع الدولي لتنفيذ قراراته الأممية وخاصةً 2254، فإنّ الأوضاع الميدانية مرّت بمراحل خطيرة وفق مقايضاتٍ وبازارات دولية – إقليمية وبنتيجتها أصبحت مناطق ( عفرين – سري كانييه – كري سبي ) تحت سيطرة الفصائل الموالية لتركيا والتي كانت ضمن سيطرة إدارة pyd حتى عام 2018 ، ومنذ بداية الأزمة السورية فإنّ الممارسات الترهيبية والانتهاكات والتهجير لم تتوقّف على معظم الجغرافيا السورية ، لذا يتطلّب بهكذا ظروف الحضور السياسي وعدم ترك شعبنا لوحده، و يتوجّب التواجد الإعلامي وفتح المقرات الحزبية للسعي لتخفيف معاناة شعبنا عن قرب، ورصد الانتهاكات وتوثيقها، وهذا الأمر لم يُترجم على الميدان ، فكان الزلزال الكارثي الذي دمّر مناطق واسعة من سوريا وتركيا، ومن ضمنها مناطق تابعة لعفرين ، حيث أصبحت المسؤولية مضاعفة في ظلّ الأوضاع الإنسانية المزرية، فاتخذ المجلس الكُردي قراراً بفتح مقرات في منطقة عفرين للوقوف ميدانياً إلى جانب شعبنا هناك ، هنا لا بدّ من القول بأنّ القرار رغم أنه جاء متأخراً، فذلك يُعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح، ومن هنا فإنّ الواجب يقتضي من المجلس التحرك لترجمة قراره وبذل كلّ الجهود مع الأطراف المعنية لتسهيل تنفيذه، لما سيكون له انعكاس إيجابي مباشر على الكُرد في تلك المناطق ، و التباطؤ في ذلك أو عدم بذل الجهود الكافية بالصدد بشكلٍ شفاف، سيؤثّر سلباً على مصداقية المجلس وثقة الجماهير به.

 

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “305”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى