قوات الأمن الكردية تعتقل أكثر من 1000 شاب كردي للإلتحاق بوحدات حماية الشعب والمجلس الوطني في سوريا يطالب بالإفراج عنهم
جوان سوز
OCTOBER 12, 2014
الحسكة ـ «القدس العربي»
قامت قوات الأمن الكردية المعروفة محلياً باسم»الآسايش» التابعة للإدارة الذاتية المدنية والتي يشارك بها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ «PYD»، باعتقال أكثر من 1000 شاب كردي سوري في مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرق سوريا، بغية الالتحاق بوحدات حماية الشعب الـ«YPG» في تلك المناطق.
وقال سيبان أحمد القيادي في حركة الشباب الكرد في حديث لـ «القدس العربي»، إن: تنفيذ قانون التجنيد الإجباري من قبل قوات «الآسايش» هو تصرف لا يخدم بتاتاً الشعب الكردي في ظل مواجهته لقوی الإرهاب والتطرف وصموده الأسطوري في مدينة كوباني ، بل يحقق رغبات ومشاريع أعداء الكرد في إفراغ مناطقنا وتغيير ديمغرافيتها». وأضاف أحمد أن تنفيذ هذا القانون في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها له دلالات وأسباب لا تخفی علی شعبنا، وهي الاستفادة من مقاومة كوباني في تحكيم قبضته علی الشعب الكردي بعد أن كسبت تعاطفه، حيث لم ينجح في تطبيق هذا القانون قبل معارك كوباني، والأهم من ذلك إن هذا القرار يأتي في محاولة لنسف الجهود المرتقبة حيال اللقاء المرتقب بين المجلسين الكرديين بمدينة أربيل خلال الأسبوع المقبل والذي يحمل شعار إيجاد قوة كردستانية موحدة. وأشار إلى أن تنفيذ هذا القانون أيضاً في مثل هذا الوقت يعكس حالة التخبط التي يعانيها حزب الاتحاد ومنظومته الأم «حزب العمال الكردستاني في تركيا» نتيجة الفشل السياسي في كسب الدعم العسكري ومحاولاته الفاشلة في أن يكون جزءاً من القوات التي سينسق معها التحالف الدولي في الأيام القادمة لاستهداف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
وكرد فعل على عملية الاعتقال طالب «المجلس الوطني الكردي» في سوريا «حزب الاتحاد الديمقراطي» وإدارته الذاتية بالإفراج الفوري عن هؤلاء الشبان.
وكان الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوات «الآسايش» في مقاطعة الجزيرة «الحسكة» الجنرال جوان إبراهيم قال لوسائل إعلام كردية، «لقد بدأت قواتنا بالاحتفاظ بمعظم الشبان من مختلف المكونات العربية والكردية والسريانية في المقاطعة ممن تتراوح أعمارهم بين الـ 18 إلى 30 عاماً، ليتم الاحتفاظ بهم في مراكز خاصة ريثما نقوم بتسليمهم إلى الجهات المعنية في هيئة الدفاع وحكومة الإدارة الذاتية».
وبين أنه تم اتخاذ هذا الإجراء حتى يتمكنوا من البدء بعمليات الاختبار الطبي وإجراء المقابلات الخاصة مع كل فرد منهم من قبل تلك الهيئات لتفعيل آلية وشروط حكومة الإدارة الذاتية وهيئة الدفاع، بهدف تشخيص كل الحالات و تحديد المستثنى منهم من الالتزام بخدمة التجنيد الإجباري ضمن إطار تطبيق قانون «أداء واجب الدفاع الذاتي» الصادر عن المجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة قبل عدة أشهر.
من جهة أخرى، قال فؤاد عليكو القيادي في حزب «يكيتي» الكردي في سوريا لـ«القدس العربي»، «أعتقد أن ما قامت به ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي اليوم من اعتقالات عشوائية في صفوف الشباب الكرد، لا يدخل بأي شكل من الأشكال في خدمة مشروع الإدارة الذاتية ويسبب استياء شعبي عام من مثل هذه الممارسات، في الوقت الذي تتجه الأنظار عالمياُ إلى مأساة شعبنا في كوباني جراء هجمات داعش البربرية والتي أحرقت الأخضر واليابس وتسبب في تشريد أكثر من 300 ألف مواطن من بلداتهم وقراهم ونهب ممتلكاتهم».
وتابع أنه «من المفترض أن تتضافر جهود جميع الخيرين في الحركة الكردية للعمل معا والوقوف في وجه هؤلاء المغوليين الجدد والبحث عن آليات مناسبة للعمل المشترك بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي تلبية لرغبة وإرادة شعبنا، وقد تأمل الشعب خيرا من المعلومات الواردة حول اللقاء المرتقب بينهما في أربيل قريبا تحت رعاية رئيس الإقليم الأخ مسعود البرزاني بغية الوصول إلى تفاهم ينهي حالة التشرذم الحاصل والذي لا يستفيد منه غير أعداء شعبنا والمتربصين به من كل حدب وصوب».
وأوضح، أن «ما قامت به ميليشيات حزب الاتحاد هو عمل مدان ونسف مسبق للجهود المبذولة من أجل تحقيق التقارب الكردي ورسالة غير موفقة للمجلس الوطني الكردي ورئاسة الإقليم بوضع عراقيل واضحة أمام تحقيق هذا الطموح وبالتأكيد أن من قام بتطبيق هذا الإجراء في مثل هذا التوقيت يعرف تماما ما يهدف إليه».
وأشار إلى أنه «يفترض من حزب الاتحاد إدراك مخاطر هذا الإجراء والعودة منه واطلاق سراح جميع المعتقلين الكرد من سجونهم ووقف الحملات الإعلامية التشهيرية بغية توفير أجواء مناسبة للحوار والوصول إلى اتفاق توافقي يرضي الشعب ويرسل برسائل واضحة إلى أعداء الكرد مفاده بأن الخلافات الكردية /الكردية تضمحل وتتلاشى إذا ما تعرض شعبنا إلى مؤامرة تستهدف كيانه ووجوده مهما كانت نوع هذه الخلافات».
من جانبه، قال الصحافي الكردي السوري حسين جلبي إن «حزب الاتحاد الديمقراطي يحاول استغلال ما يجري في مدينة «كوباني» حالياً لإجراء اختبار جديد لشرعيته وتعزيزها وقياس مدى تأثير المقاومة التي تبديها «وحدات حماية الشعب»، بالإضافة الى بعض كتائب الجيش الحر و أبناء المدينة و إمكانية الاستفادة مما يجري لتعزيز سلطته».
وأضاف جلبي «نخشى أن تكون هذه الخطوة قد جاءت بتنسيقٍ مع النظام السوري الذي يعاني بدوره من أزمة في تجنيد العناصر، ويستمر المتخوفون إلى حد القول بإمكانية بيع هؤلاء الشبان الى النظام أو على الأقل تسليمه أسمائهم، وهنا فقد تم تداول معلومات عن قيام الميليشيا ذاتها باعتقال بعض الشبان العرب في القرى العريبة عرب الغمر الذين جلبهم النظام إلى المناطق الكردية القريبة من بلدة رميلان و خاصةً قرية «تل أعور» من أجل إلحاقهم بميليشيا جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام».
جوان سوز