كردستان سوريا وطن المستوطنين
كيف لا يقهر الكردي و ينفجر من الألم الذي يعج في صدره و هو مرغم على الرحيل و هو يضمر كل ما في قلبه و جوارحه من ألم الغربة و الحزن و القهر و النهب و سلب للحقوق و من ثم يحزم حقائبه ليغادر الوطن طوعاً لأنه لم يستطع التحمل أكثر.
فكيف يبقى الضمير غائباً و لا يثور و كيف نبقى غير مبالين بما يحدث و كيف يصمت من يتسببون في تلك المحن و لا يعالجون أسس المشكلة التي نحن فيها الآن و التي سوف تصبح وبالاً علينا في المستقبل.
لماذا لا نشير علانية و نخرج لفضح الفساد و شخوصه الذين يتبنون تلك العملية الفاسدة و يتبعون الأساليب الملتوية في سبيل الوصول لتحقيق أهداف الآخرين، و كيف لا يخرج ما تبقى من الشعب ليصرخ في وجه الفجار و تجار الأوطان الذين استباحوا كل شئ لأنفسهم حتى الممنوعات و المحرمات، و بسبب تلك السياسات وصلنا إلى ذلك الفراغ في الوطن من شبابه و سكانه و بدأ الشلل يدب في مناطقنا و هذا ما يدفع بالوطن نحو التهلكة و السقوط في فخ الأقلية إذا ما بقيت أقلية أصلاً.
لماذا لا يطبق القانون على الجميع و كيف نستثني الآخرين من حكم القانون و لماذا تتهربون من العدالة الحقة و لا يتم محاسبة المتاجرين باسم الوطن ليأخذ جزائه قانونياً حرصاً و حفظاً و تقديراً للذين استقالت أرواحهم من أجسادهم، و المهجرين قسراً و الباحثين عن قطعة خبز يكسر فيه جوعه.
نحن الكورد لم نتعود من قبل على مثل هذا الإنهيار بحثاُ عن المكاسب و لا مثل هذا السقوط بحثاُ عن المصالح الشخصية و لا مثل هذا التوحش في مجتمعنا بحثاُ عن المال و لا يهم أياُ كانت الوسيلة و مهما كان الثمن و لو من بيع الوطن المباح بين أيدي متاجريه.
كنا في الماضي يتامى لم يلتفت أحد لقضيتنا و لكننا بقينا حريصين على الوطن و نفضح المستعمر و حتى في زمن الحروب على الشعب الكردي في كردستان سوريا بقي شئ جميل و هو التظاهر و الإعتصام و القيادات التي تم إعتقالهم من قبل النظام البعثي و خاصة بأننا كنا المنادين بالحرية و المساواة و الأمل في المستقبل و لكن كل ذلك ذهب سدى في غفلة من الزمن و أصبحنا في عصر الإنحطاط الكردي لأن هذه الفترة القصيرة أظهرت استعداد البعض للهرولة خلف المصالح الآنية و المكاسب الوقتية و بيع الدم الكردي رخيصاُ في ساحة البازارات بين تجار الوطن أنفسهم كما أظهرت مدى الفساد و الإستبداد و الشعارات التي لا تثمن من جوع أوخوف ، إنها فضائح على جميع المستويات و المجالات سواء الإجتماعية أو المعيشية أو السياسية …..الخ.
اليوم و بعد كل هذه الفضائح أصبح واجباً وطنياً و أخلاقياُ على الجميع و خاصة المسؤولين سواء في الوطن أو خارجه من الذين يديرون دفة ما يسمى ( الفيدرالية الورقية أو الإدارة الذاتية الورقية) أو مسؤولي بقية الأحزاب الكردية أن يتحلوا بالشجاعة و الجرأة في طرح المشروع الوطني في هذه المرحلة الحاسمة بأن يعملوا على التخلص من الأنانية الشخصية و الحزبية و العمل على التصالح مع بعضهم البعض و الإلتقاء على طاولة واحدة و الإتفاق على الحد الأدنى من الممكنات إذا كانوا فعلاً حريصين على الوطن و الشعب و سلامتهما، و العمل على رجوع جميع القيادات الحزبية إلى ربوع الوطن لعلهم يجعلوا بإتفاقهم العظيم و في يوم عظيم و سنة عظيمة الترفع عن مصالح آنية ضيقة و الإلتفات إلى ما تتطلبه منا من واجبات نحو وطن كان أملنا و شعب وضع ثقته فيكم. لأن من يعانون من عقدة اللااستحقاق لا يستشعرون ما يقع عليهم من استبداد.
فهل هذا الهدف ممكن التحقيق
مروان سليمان
16.04.2016