كم (فايقاً)سورياً تم تصفيته ضمن منظومة العمال الكوردستاني..!!
إدريس عمــر
البدايات
نتحدث هنا عن شخصية ثورية ناضلت سنوات طويلة من أجل تحقيق شعار تحرير وتوحيد كردستان.. أنه خالد صوفي، الاسم الحركي (فايق)، من مواليد ديركا حمكو 1964، سليل عائلة وطنية معروفة في المدينة والمنطقة، وصديق مرحلة الشباب، ازدادت صداقتنا متنانة في بدايات الثمانينات وخاصة في الفترة التي توافد فيها بعض عناصر أعضاء الحزب العمال الكردستاني إلى سوريا، والى مناطقنا هاربين من بطش النظام التركي أثر الانقلاب العسكري الفاشي 1980.
وقد رحبت بهم الاحزاب الكردية السورية وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا- البارتي، وقدمت لهم التسهيلات والمساعدات اللازمة.. لأن الاكثرية الساحقة من أهالي ديريك آنذاك كانوا بارتيين وبارزانيين، ومازال نهج البارزاني يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في المنطقة، وبسبب الطبيعة الجغرافية لمنطقتنا الحدودية التي تقع في أقصى شمال شرق من كردستان سوريا وبمحاذاة كردستان العراق وتركيا. وأحيانا كثيرة كنا نسمع دوي طلقات الرصاص والقتال من الجهتين، لذلك تأثرنا بشكل مباشر بالاحداث الجارية هناك، حيث شارك الكثير من الديركيين في ثورات بارزان وحتى جمهورية مهاباد. فقد كان والد أحد أصدقائي ضابط في جمهورية مهاباد وتحت إمرته حوالي مئة بيشمركة وهو المرحوم (الملا سعيد)، حيث كان المراسل الشخصي للبارزاني الأب والمقرب جداً منه، حيث كان صلة وصل بينه وبين حمزة عبدالله أثناء تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وكان باب ملا مصطفى البارزاني مفتوحا له، إذ كان واحداً من مرافقيه السبعة ومازال إبنه يحتفظ بصوره مع البرزاني ومرافقيه. لذلك نحن أهالي ديريك وبوطان عموما كنا حماسيين نتأثر بمعاناة أخوتنا في الاجزاء الأخرى وفي كل المراحل. استقبلنا الاحزاب الكردستانية المختلفة، من حزب الشعب الكردستاني والاشتراكي الكردستاني وكوك وده دققه ده…الخ والشهيد سامي عبد الرحمن نفسه بقي في ديريك فترة طويلة، الشعب كان يحتضن المناضلين من منطلق اخوة الدم والصلة… كنا شباب متحمسين تأثرنا بالشعارات الكبيرة التي طرحها حزب العمال الكردستاني (تحرير كردستان الكبرى) وتأثرنا بقيم واخلاق كوادر الحزب التي كانوا يتحلون بها وقتذاك. وعوامل أخرى، كالنقمة على الاحزاب الموجودة، وجود فراغ سياسي في الساحة..والخ.
جدير ذكره هو أن أول مافعله العمال الكردستاني الغدر بالبارتي وحاول أن يبعدنا عن الحزب وضمنا إلى صفوفه، لم نكن نستوعب القضايا السياسية والفكرية بما يكفي كوننا كنا شباب في العشرينيات مع العمر لابل كنا نتعامل بعواطفنا القومية وتأثرنا بالشعارات البراقة التي كان الحزب يطرحها آنذاك…
أصبحنا قريبين من العمال الكردستاني من خلال التعامل مع كوادره المتواجدين في المدينة وخاصة بعد انطلاقة 15 آب العسكرية، بدأنا خالد صوفي وانا وصديق آخر بتشكيل حلقة دراسية في فترة قصيرة كنا ندرس منشورات العمال الكردستاني بشكل ذاتي، بدون ان يطلب منا احد، فيما بعد افترقنا ولكن لم ننقطع من التواصل حيث كان خالد يدرس في جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة وانا ادرس في حلب، وهناك تعرفت على أخيه الدكتور موسى صوفي عن طريقه، وزرته اثناء تواجدي في حلب أكثر من مرة، حيث كان يدرس الطب البشري في كلية حلب.
خالد كان محباً لاصدقائه وكان يتمتع بروح مرحة ومضحية لامثيل لها أنيس الحديث، العلاقة معه كانت مريحة ليست لديه تعقيدات في معالجة الامور بل كان يأخذ الامور ببساطة وسهولة… سكن خالد في حي القابون في دمشق مع الشهيد شهزاد وآخرين لم اعد اتذكر اسمائهم وشقتهم السكنية اصبحت مقر لحزب العمال الكردستاني، ورأيت هذا بأم عيني عندما زرته في دمشق في 1986، كيف كان ينشط خالد بين صفوف طلاب الجامعة والعمال الكرد المتواجدين في العاصمة. وبعقد ندوات مع عناصر الكردستاني وجمع التبرعات حتى أصبح واحداً من الموثوقين به من قبل قيادة الكردستاني المتواجدة في دمشق العاصمة.
الوقوع في الفخ
بنى العمال الكردستاني علاقات مع الامن السوري…وافسح النظام السوري المجال أمام حركة ونشاط حزب العمال الكردستاني واستثمره.. أستطيع القول أن النظام السوري وجد ضالته أخيراً. هذا ماكان يحتاجه النظام السوري.. لا بل هذا ماكان يبحث عنه النظام في السماء فوجده على الارض وفي أحضانه، كان يبحث عن تنظيم عسكري يخلق البلبلة والمشاكل لتركيا نتيجة صراعها التاريخي مع تركيا (مسألة الاسكندرون وكليكية و المياه).. كما استخدم هذا الاسلوب مع بعض الحركات الفلسطينية واللبنانية.. وهذا ما طرحه الشعبة الثانية (المخابرات) في الستينيات من القرن الماضي على قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني/ سوريا البارتي أثناء اعتقالهم في السجن.. وطلبوا منهم أن يقوموا بهكذا نشاطات في كردستان تركيا وبينوا أنهم مستعدون لتقديم كل الامكانيات اللازمة من مال وسلاح وطباعة المطبوعات لكن في تركيا..
جدير بالذكر أنه كان بعض قيادات الحزب اليمقراطي الكردي في سورية من كردستان تركيا، أمثال : الدكتور نورالدين زازا واوصمان صبري.. ولكن جوابهم كان الرفض ولم يقبلوا بهذا الدور..أما حزب العمال الكردستاني فكان جاهزا حسب مبدئه المكيافيلي “الغاية تبرر الوسيلة وان عدو العدو صديق. هكذا حصل العمال الكردستاني على الضوء الاخضر من حافظ الاسد. ونجح الكردستاني خلال الثمانينيات والتسعينيات، تحت سمع النظام السوري وبصره، في استقطاب الآلاف من الشباب والفتيات الكرد ضمن صفوفه كمقاتلين، وزج بهم في حرب عشواء بلا هوادة ضد تركيا، من مبدأ الجزء يخدم الكل، وأن مشلكة الكرد في سوريا مرهونة بحل القضية الكردية في تركيا. ليصبح الكرد السوريين قرابين لثورة اوجلان…. فأين المشكلة!؟ أن نظام الأسد الأب، هو صديق الشعب الكردي، كونه يدعم حزب العمال الكردستاني عبر توفير المأوى والملاذ لزعيمه ومقاتليه.
مقابل هذا الدعم للعمال الكردستاني، وجه حزب العمال الكردستاني انظار الكرد السوريين نحو كردستان تركيا وأصبحوا وقوداً لثورتها، واستنزف طاقات الكرد السوريين وهذا ما كان يتمناه النظام السوري ويحلم به. لا بل الأنكى من ذلك وصل إلى درجة أنكر فيها عبدالله أوجلان في حوار مع الصحافي السوري نبيل ملحم نفى فيه “وجود كردستان في سورية، ونفى وجود مشكلة. وقال:”أن أغلبية الكرد السوريين عبارة عن مهاجرين، هربوا من ظلم الحكومات التركيّة وبطشها إلى سورية”. وأن حزبه يحاول إعادتهم إلى موطنهم الأصلي.
وفي 1987، التحق خالد بمعسكر قورقماز في البقاع اللبناني، تاركاً جامعته التي لم تبقى له غير أن يقدم مشروع التخرج، وكان الكردستاني يحارب التعليم والجامعات بحجة أنها تعليم العدو، يشجع الطلاب على ترك الدراسة الجامعية، وبهذا الاسلوب أفرغ الجامعات من طلاب الكرد ونعرف الكثير منهم لم يكمل دراساتهم والتحققوا بصفوف الكردستاني على أساس أن كردستان ستحرر في فترة قصيرة وكل واحد سيصبح مسؤولاً فيها، متناسين أن قائدهم لا يتكلم بلغته الام بشكل جيد، لا بل يتكلم لغة العدو ويكتب بها، وثقافته هي ثقافة العدو!
أصبح خالد مسؤولا عن اصدار مجلة صوت كردستان التي كان يصدرها الحزب آنذاك، ونتيجة حماسه ومطالبته الدائمة بأن عليه أن يذهب الى ساحة الحرب. وأخير لبى العمال الكردستاني طلبه وتوجه الى جبال كردستان الشمالية عام 1988، وكان من بين اوائل 75 شخص ذهبوا الى كردستان وبدؤوا الكفاح المسلح هناك وفي عام 1990 وبينما كان يجهز قنبلة انفجرت القنبلة به ونتيجة لذلك تم إصابة إحدى عينيه وإحدى يديه وبعد عدة أيام من هذه الإصابة تم نقله الى مشفى دهوك، حيث تم بتر ثلاثة من أصابع يده المصابة. ومن ثم تم تحويله الى دمشق من اجل المعالجة وفي دمشق قال الأطباء انه يحتاج الى زرع القرنية وهذا لم يكن متوفراً في سوريا حيث ذهب الى ألمانيا للعلاج. وفي ألمانيا لم يستسلم لملذات الرفاهية الأوربية بل استمر في النضال من أجل قضية شعبه حيث أصبح مسؤول اتحاد المثقفين الوطنين كردستان.( Yekitiya Rewshenbîren Welatparêzen kurdistan)
اما أنا ومجموعة من الاصدقاء فقد تركنا (p.k.k (في نهاية عام 1991 بدون رجعة بالرغم من أنني كنت جبهوياً حسب مفهومهم، أي لم تفرغ للحزب ولم ألتحق بأية دورة كادر، لكن رغم ذلك لم نسلم من آذية العمال الكردستاني فقد استشهد صديقنا جمعة خليل عبدالغني أمام داره وبطريقة وحشية حيث كانت إبنته الصغيرة بين يديه، حيث أطلقوا عليه الرصاص واردوه قتيلاً بينما نحن الآخرين أي خمسة اشخاص كتبوا بنا تقريراً للامن السوري وبالتنسيق مع عدة جهات، لذلك تم سجننا أربعة سنوات قضيناها في سجن صيدنايا العسكري في دمشق.
أما خالد فهو الذي نظم المسيرة المشهورة للمثقفين في أوربا بين مدينة بون وبروكسل.
ولم يهدأ له بال وتوجه مرة أخرى بمحض إرادته الى ساحة الحرب بكردستان وإلتحق بالكفاح المسلح ضد الدولة التركية على الرغم من فقدان ثلاث أصابع من يده وفقدان الرؤية من احدى عينيه، وهناك أصبح نائبا لمسؤول دورات تخريج الضباط الفدائيين مع القيادي بوطان الذي أنشق فيما بعد مع شقيق أوجلان (عثمان) ومجموعة من القياديين بعد اعتقال عبدالله اوجلان قائد حزب العمال الكردستاني.
التنازلات وتغيير النهج
وبعد اعتقال عبدالله أوجلان وتقديمه التنازلات والتخلي عن السلاح، أعطى الأوامر بالانسحاب من الاراضي التركية، وتجاوب الحزب مع ما طلبه اوجلان وأعلن عن وقف اطلاق نار من طرف واحد والانسحاب الى جبال قنديل.
هكذا بلحظة تخلى أوجلان وحزبه عن مبادئه السابقة وفكرة إقامة كردستان والتي راح ضحيتها نتيجة حرب مع تركيا أكثر من 40 ألف قتيل، فضلا عن هجرة خمسة ملايين شخص، وخراب أكثر من ثلاثة آلالاف قرية. حتى اصبحت تطالب بتركيا ديمقراطية وأخوة الشعوب، هنا ظهرت أزمة في الحزب على جميع المستويات بما فيهم القيادة العليا، منهم من إتهم أوجلان بالخيانة ومنهم من إتهمه بتقديم التنازلات، وثمة من إتهمه بالجبن، والقائمة طويلة. الكرد السوريين كانوا يتناقشون فيما بينهم، لماذا نحن هنا طالما لم يبقى شعار كردستان نحن هنا لسنا من أجل ديمقرطة تركيا، لا بل ساحتنا بحاجة لنا أكثر، لماذا لا نعمل من أجل ديمقرطة سوريا؟ ماذا نفعل هنا في هذه الجبال وفي الاجواء الباردة بدون عمل. بدؤوا يتململون ويتساءلون فيما بينهم عن السياسة الجديدة للحزب، وكل يوم كان يتخلى أعداد من الكرد السوريين عن السلاح ويهربون إلى كردستان العراق، أن سنت لهم الفرصة. وبدأ العمال الكردستاني يعي حجم المشكلة الواقعة فيه، لذلك حاول تصدير أزمته إلى الخارج من أجل ايقاف المشكلة ولممة أوراقه ومحاولة الحافظ على ما تبقى من الحزب. مثل كل القوى العسكرية والايديولوجية والاستبدادبة، التي تدعي دائما بأن هناك عدو يجب محاربته، ادعت قيادة p.k.k بأن هناك مؤامرة دولية كبيرة ضد نهج الحزب متمثلة بامريكا واسرائيل وتركيا وبعض القوى الاخرى، التي بدأت بإعتقال وتسليم اوجلان في الخارج، والآن يحاولون ضرب الكردستاني في الداخل. اتهم الكرد السوريين بالمناطقية واستدعوا الكثير منهم من كانوا يقومون بمسؤوليات في مناطق متعددة وتم اعتقالهم والتحقيق معهم واتهامهم بإشتراكهم بالمؤامرة . في شهر آب عام 2002 حاول عضو من منطقة ديريك الفرار وتم اعتقاله وهذا الشخص كي لا يتم قتله أصبح يعطي معلومات غير صحيحة ومبالغ فيها عن رفاقه السوريين وذكر إسم خالد (فايق)، كي يثبت للقيادة أنه متعاون معهم.
الاعتقال والتعذيب.
وفي شهر 10 تشرين اول 2002 كان أمر إعتقاله بذهن قادة قنديل ولأنه كان بموقع قيادي فان إعتقاله كان سيسبب مشكلة داخلية للحزب لذلك أرادوا أولا إعفائه من هذا المنصب لذلك أرسلوه إلى مكان آخر وبوظيفة أخرى ثانوية وهنا قال له أحد أصدقائه إن هذا قد يكون تمهيدا لإعتقالك، فرد عليه خالد بأنه لا يتوقع الإعتقال لانه لم يقم بأي شيئ مخالف لسياسة الحزب .
وبعد ذهابه لمكانه الجديد حدث اجتماع للقيادة وخلال فترة الاستراحة في الاجتماع اتصلوا مع مكان عمله الجديد ولم ينتظروا إنهاء الاجتماع وطلبوا من مسؤولي خالد في الموقع الجديد بإعتقاله وفعلا تم إعتقاله وكان ذلك غالبا في شهر 12/2002 ولكن الشخص المحقق كان سوريا وليس قاسيا وهذا لم يروق للقيادة، لذلك نقلوه الى السجن المركزي وهناك تم التحقيق معه من قبل شخصين من كردستان تركيا وقد تم تعذيبه بشكل شديد ووحشي وكانوا يطلبون منه أن يوقع على وثيقة يدين فيها نفسه وهذا عادة ما يطلبونه من السجناء كي يحطمو من معنوياتهم وشخصياتهم لكن خالد رفض قائلا أنه لم يقم بأي شيء مخالف ولذلك لن يوقع على مثل هذه الوثيقة وبعد عدة أيام 5-7 أيام وحسب معلومات أحد الموجودين معه في السجن تسربت فيما بعد، قال انهم حفروا حفرة وأخذوه إليها وهم يستهزؤون منه واطلق أحدهم عدة طلقات عليه ثم دفنوه هناك وهذا كان جزاءه وتكريمه، مقابل السنوات الطويلة التي قضاها في خدمة شعبه .
عندما تم استشهاده جلبوا الطبيب الشرعي وطلبوا منه أن يكتب بأنه إنتحر إلا أن الطبيب الشرعي ذكر أنه لن يخالف ضميره ولن يكتب مثل هكذا التقرير المزور بدليل أن عظامه مكسورة من التعذيب .
تمت هذه الجريمة بسرية ولم يبلغوا كعادتهم رفاقه وعندما كان رفاقه يسألون القيادة عنه كانوا يقولون أنه في مهمة إلى إيران. خوفاً من حدوث مشكلة كبيرة لأن الشهيد خالد كان محبوباً من قبل رفاقه ومثال الثوري المضحي والمخلص لشعبه وقضيته ورفاقه، وهو أول من أسقط طائرة تركية وكان يقوم بصنع متفجرات وتدريب القوى الخاصة ويمتك معنويات عالية ولم يقبل إلا أن يكون دائما في المقدمة. بعد حوالي ستة أشهر وبعد أن عرف بعض رفاقه بالموضوع بطرقهم الخاصة اضطرت القيادة بالاعتراف بذلك وحتى لايحدث اضطرابات داخلية نقلوا رفاته الى مقبرة الشهيد هارون قرب رانية وإعتبروه شهيدا .
يذكر أحد رفاقه الذين تركوا أيضا صفوف الحزب أن أحد أعضاء القيادة كان يقول لي خبروا أهله بأنه إنتحر وأعلنوه شهيد، من مبدأ اقتلوا القتيل وامشو في جنازته .
بعد ذلك انشق مجموعة كبيرة من قيادات الكردستاني عن الحزب ومنهم من نشأ حزبا له ومنهم من ترك العمل السياسي وبدأ حياته العادية، وكان بينهم شقيق اوجلان عثمان (فرهاد) وبوطان وكاني يلماز وكثير من القياداتإ إضافة إلى عدد كبير من الكرد السوريين أي بالآلاف، حيث استقروا في كردستان العراق. أسسسُ حزب الوفاق وتم تصفية احد قيادي الوفاق الكردي السوري كمال شاهين بقرار من قيادة p.k.k والكردي التركي كاني يلماز وتم محاولة تصفية بوطان أكثر من مرة ولكنها لم تنجح. التفسير المنطقي لما حدث هو أن قيادة قنديل وخاصة جميل بايق وربما مراد قره ايلان أيضا ارادوا التخلص من الكوادر السوريين القدامى بعد ان غيروا سياستهم من إقامة كردستان الكبرى الى تركيا ديمقراطية لأن هؤلاء الكوادر قد يسببون مشاكل لهم فهم إلتحقوا بصفوف الحزب من أجل هدف إقامة كردستان وليست (تركيا الديمقراطية) ولكي يثبتوا أيضا اخلاصهم للنظام السوري فهاهم يتخلصون من خيرة الشباب الاكراد في سوريا .
السؤال الذي يطرح نفسه كم خالداً سورياً دافعوا عن هذه الحركة سنوات طويلة وبعدها تم تصفيتهم؟ من من القياديين كان يعطي الأوامر بتصفية الكرد السوريين؟ لماذا يتم الاعلان عنهم فيما بعد أنهم شهداء ويتاجرون بدمائهم؟! إلى متى سيستمر هذا السيناريو بحق الكرد السوريين بالرغم من أن الذين مازالوا موجودين ضمن صفوف هذه الحركة يعرفون كل التفاصيل عن تصفية رفاقهم ويستمرون معهم؟!
هل هذا هو جزاء التضحية بكل ملذات الحياة والنضال من أجل الكردايتي؟!
من سيعيد الاعتبار لهؤلاء الذين تم تصفيتهم جسديا وتم التشهير بهم سياسياً واتهموا بشتى التهم بمافيه الخيانة؟
من سيحاسب المجرمين الذين أصدروا الأوامر بتصفية المناضلين وإرجاع الحق لاصحابها؟
أسئلة عديدة برسم أعضاء الكرد السوريين الذين مازالوا ضمن هذا الحزب وبرسم القيادات التي تقود هذه الحركة وتلعب بعقول هذا الشعب المسكين الذي لا حول له ولا قوة إلا التصفيق والتهليل وترديد شعار لا توجد حياة بدون القائد!؟
روداو
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي يكيتي ميديا