كوردستان ايران .. الى أين ؟!
يكيتي ميديا_Yekiti Media
وليد حاج عبدالقادر
تشهد مناطق كوردستان تدفقا نضاليا وكإستمرارية لكفاحه الذي وإن وهنت أحيانا ، إلا أنها ما توقفت وبشقيه السياسي والعسكري ، وكإمتداد طبيعي لثورات متواصلة منذ الإحتلال الصفوي لقسم من كوردستان الى ثورات الشهيد سمكو آغا وجمهورية مهاباد برئيسها الشهيد قاضي محمد والقادة الشهداء د . عبدالرحمن قاسملو ورفيقيه و د . صادق شرف كندي ورفاقه ، هذه السيرورة التي ما اتكأت مطلقا على راهنية ، او قوة دفع خارجي ، كما يحلو لبعضهم ترويجها ، بل ، لربما تكون اكثر ما تكون كالتقاط حالة الوهن التي اوقعت ذاتها بذاتها فيها النظام وكنتيجة حتمية لأذرعه الأخطبوطية التي عبثت وتعبث بكل ما لا يوائم منهجه وفكره المذهبي الذي لايقل سوداوية عن فكر كما وممارسات داعش السوداوية ، وفي نطاقية هذا الجزء الكوردستاني العزيز وبعض من تفصيلاته ، نلاحظ بقوة مدى الغبن كما والقصور المعرفي الذي يعيشه ، وبالتالي ، التعتيم الإعلامي في المحيط الخارجي ، لابل وحتى لدن قطاعات واسعة من أجزاء كوردستان الأخرى ومرد ذلك اسباب عديدة تدخل في بعضها – وللأسف أحيانا – تقاطعات حزبية ضيقة ، او نطاقيات محاور وترابطات ولربما انعكاس لآفاق مؤطرة أيديولوجيا ، ومن جديد ، لمصالح وآفاق حزبية ضيقة . وهنا ، وفي سرد تأريخي موجز ، ومنذ بدايات التقسيم الفعلي لكوردستان منذ معارك / مرج دابق و جالديران 1514 – 1517 / وان لم تحسم الأمر لغاية معاهدة / أفاسيا عام 1555 / وليستمر بقوة في مد وجذر حتى معاهدة استانبول عامة1590 م ، والتي أسست لأرضية تفاهمية وإن ما حسمت التدخلات كما الأطماع البينية والتي شهدت إعادة احتلال الصفويين لبغداد سنة 1624 م ومذبحتها المشهورة فيها على اساس مذهبي وليتلو ذلك سقوط كركوك والموصل ولتستفيد من الصراعات العثمانية الداخلية وكادت ان تمتد في جزيرة بوطان ونصيبين حتى تخوم ديار بكر وان استطاع العثمانيون طردهم وليتم الإتفاق بموجب معاهدة / فرصاب سنة 1639 م / والتي لاتزال هي الأساس الفعلي لخطوط الولتين منذئذ ، ولعل المتتبع للمرحلة التاريخية سيلحظ وبقوة بأن الهمة الكوردية ماوهنت ، لابل ، وحتى قدوم العثمانيين الى المنطقة كمحتلين ، وانتفاضة اليزيديين / 1506 – 1510 / والتي قمعت بعنف وانتقام رهيبين بعد هزيمة زعيمهم / شير صارم / ، وكذلك معركة / ديمديم / أو / كلها دمدم / سنة / 1609 – 1610 م / ومن ثم انتفاضة باجلان إلى بدايات القرن الماضي وثورة سمكو آغا شكاكي الأولى والثانية / 1920 ولغاية 1930 م / والذي طالبت حكومة ايران التفاوض معه وقدم الى شنو لأجل ذلك ولكنها اغتالته بفظاعة وثورة حماه راشد / 1941 – 1944 م / ومن ثم اعلان جمهورية مهاباد والتي اسقطت بمؤامرة دولية حيث اعدم قادتها ايضا في ساحة المدينة . ومع كل هذه الضربات الموجعة !! إلا أن نضال شعب كوردستان ايران لم يخمد ، بل استمر وان بوتائر متغيرة ، بالرغم من منهجية العسف العسكري حتى ما قبل صعود الشاهنشاهية والذي استمر حتى الآن وبقي الحزب الديمقراطي الكوردستاني / ايران ايضا وفعلت أنشطته الداخلية وعلاقاته الأممية مع قيادة الشهيد قاسملو وخاض صراعات عسكرية مريرة وجوبه بالمقابل بعربدة عسكرية فظيعة أدت الى قمعها سنة 1967 ولتعود بزخم أقوى بالتضافر مع الغليان الداخلي في إيران واصبحت كوردستان بجماهيرها حاضنة الثورة حينها بدون منازع وسعى الحزب وبشخص قاسملو نفسه للإلتقاء بالخميني في مقر إقامته بفرنسا وكذلك في قم على رأس وفد ليقدم له ورقة كوردية وفي الحالتين رفض الخميني ذلك وليعلن الثورة المسلحة في آذار عام 1979 وبالتوافق بين الكوملة و ح د ك والتي قمعت بشدة مرتكزة على بيان / فتوى خميني الصادر في 17 / 8 / 1979 والتي عدت / الفتوى / بمثابة اعلان الحرب المقدسة لوأد القضية القومية الكوردستانية الإيرانية ، إلا أن منهجية التصدي والمقاومة استمرت وإن بوتيرة أقل مما حدت بنظام الإجرام بالإلتجاء الى اساليب التصفيات الجسدية بطرق مافوية ممنهجة حتى خارج حدودها وليطال غدرهم الشهيد د . قاسملو واثنين من رفاقه في فيينا يوم 13 / 7 / 1989 في لقاء تفاضي كان في الأساس ، هذه العملية التي لاتزال كثير من خفاياه حبيسة الأدراج !! سوى ماسرب من أن العملية كانت ستتم في يوم / 12-7 / إلا أنها أجلت لليوم التالي لتتوائم مع اربعينية وفاة خميني ، كإيحاء لربما بأن فتواه نفذت وستصبح واحدة / الفتوى / من المتلازمة الدموية كأسلوب يواجه به نظام الملالي حقوق شعب كوردستان ، وليمتد آلة غدرهم وبنفس الطريقة فتغتال الشهيد د . صادق شرف كندي وأربعة من رفاقه في مطعم ميكونوس ببون بتاريخ 17-9-1992 وبتدخل مخابراتي فظ وتحريك قذر لذراعها حزب الله اللبناني ، ومما يلفت النظر الآن أن فيينا وفي نفس اليوم والشهر سنة 2015 شهدت توقيع الاتفاق النووي / 5 + 1 / فهل كانت محض صدفة ذلك ؟! ..
وهنا وبتكثيف شديد وبتتبع للأحداث المتتالية ، خاصة ونحن نعيش / عربيا وتركيا وفارسيا / نقصا معرفيا شديدا حول كوردستان وقضيتها في الأجزاء الأربعة وبالأخص كوردستان ايران والتي شهدت باكورة نهوض قومي انتجت جمهورية مهاباد التي وأدت بمؤامرة دولية بعد سنة وتم اعدام غالبية قادتها ، كما انها شهدت او احتضنت انطلاقة اقدم حزب / الحزب الديمقراطي الكوردستاني – ايران / ، إلا ان التعتيم المترافق للنفي الوجودي كقضية شعب ووطن ، لابل السعي المتطرف لنظام الملالي بالتمدد كالسيول الجارفة تدخلا في أية بقعة طالتها اذرعها في بقاع العالم ، وسعيها الحثيث بامتلاك السلاح النووي ، وبالتالي إثارة ونشر التشييع وباسلوب يحض على كراهية مطلقة وبذرائعية تأريخية مع سياسة القمع والتنكيل وخنق الحريات والقتل ، أضف اليها الحالة المعيشية لاستهلاك الميزانيات والاموال في التدخل بشؤون مجتمعات ودول أخرى ، طبيعي ان تنعكس في بنية المجتمع الإيراني ككل وعلى الرغم من قبضة الحرس الثوري والإستخبارات ، وتشكل طبقات وتيارات وشخوص ذي نفوذ تتضارب مصالحها وبالترافق مع التململ الصريح للشعوب غير الفارسية بدا التشعر الذي يتمدد الى شرخ تتضح معالمه في جسد نظام احتكر الكراهية واستند على التصفيات كتطبيق لفتاوى مذهبية تشرعنها ، وهنا ، وأما الحقيقة الصادمة للشعوب غير الفارسية والتي وعبر تاريخها ، أيقنت بأنه لا جدوى مطلقا من العقلية المهيمنة فكان قرار الحزب الديمقراطي الكوردستاني / ايران في العودة لإستئناف الكفاح المسلح التي كانت قد اوقفتها لظروف إقليمية محيطة سنة 1996 على الرغم من أن تنظيمات أخرى كانت لا تزال نشطة في هذا الجانب ، وهنا وللتذكير فإن بدا بعض التباين بين الأحزا الكوردستانية وتفاوت موقفها من اسقاط نظام الملالي او المطالبة بالحقوق المشروعة لشعب كوردستان ايران ، والتي / الحقوق / يمكن الإستناد عليها في بناء تحالفات او حتى جبهة تؤطر النضال وتقودها ولتفرض نقطة اخرى ايضا ذاتها من خلال علاقة الخاص بالعام الإيراني والربط بين المطلب الخاص والديمقراطية الحقيقية وايضا العلاقات الخاصوية مع شعوب اخرى تشاركها نفس الحالة في نطاق دولة ايران ككل ، وان تستفيد من تجارب أجزاء كوردستان الأخرى بعدم الإرتهان على أساسيات / مفترضة لربما / يطرحها بعضهم وذلك بالسعي ان لإصلاح النظام او حتى اسقاطه ومن ثم خوض سباق الحلول المقترحة والتي اثبتت التجارب بأنها ماتجاوزت عقلية الديمقراطية وبحقوق مواطنة مهدرجة ، ولا تلبس نمطيات الإستبداد ان تظهر نطاقيات تحكمها ، ولعل مؤتمر المعارضة الإيرانية والتي دعت اليها منظمة مجاهدي خلق الايرانية قبل ايام في باريس ، كانت اكثر من واضحة في الغائها السياسي للقوميات الأخرى وعدم توجيه الدعوة لقواها السياسية ، ومن هنا ، يتحتم / برأيي / على القوى الكوردستانية – في ايران – ايضاح الصيغة والترابط بين مفهوم اسقاط نظام ولي الفقيه والحل الديمقراطي لقضيتها كما والشعوب الأخرى ضمن صوابية مبدأ حق تقرير المصير وكحق متعارف عليه والتي قد لا يكون الإنفصال الترجمة الوحيدة لها ، والأهم هنا وفي هذا المفصل التاريخي الأهم للحركة الكوردستانية – ايران – تأطير العلاقات البينية على أرضية برنامجية تتمأسس عليها في الأول قضية شعبها والارتقاء بها الى علاقات مع القوى الأخرى وعلى قاعدة صريحة ومترابطة إن لإسقاط نظام الملالي وبالضرورة حق شعوب ايران بتقرير مصيرها وكختام سأقتطف بعضا من مقال السيد مصطفى فحص في جريدة الشرق الأوسط عدد تاريخ 13 / 7 / 2016 : … طهران ومسالك كردستان الوعرة .. مصطفى فحص …الشرق الأوسط عدد يوم الأربعاء ١٣/٧/٢٠١٦ … وفي قندوز حيث بدأت طلائع الحرس الثوري في الوصول اليه ، يرى كل كردي في نفسه جبلا مستقلا ، حيث يقول الدبلوماسي الأميركي العارف في الشؤون الكوردية ويليم ايغلتون / من يقترب من جبال كردستان يجب ان يكتب وصيته / هناك تقيم ذاكرة كردية ورمة مسكونة بهاجس الإنتقام لعشرة الاف قتيل قضى منهم 1200 داخل السجون إبان عقد كامل من القمع شرد خلاله مئات الالاف من الأكراد ، ويتأهب الطرفان الآن لاستعادتها بصورة قد تكون اكثر مأساوية من الأولى ،فالكردي ليس لديه إلا حريته وبندقيته ، فهل كتبت طهران قبل دخولها تلك المسالك الوعرة .. وصيتها ؟! … / ..