كي لاتبقى الحقيقة غائبة (رداً على هذيان صلاح بدر الدين ).. الجزء الثامن
فؤاد عليكو
(حول اختطاف شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي).
يقول السيد صلاح بدر الدين في المقابلة (لم يكن شيخاً دينياً)
-لأول مرة في هذه العائلة تظهر هيك ظاهرة .
-اتصلت بالشيخ عبدالقادر الخزنوي لازم تعملوا ضجة ونحن جاهزين لكن ما أخذوا الموضوع بشكل جدي ).
هنا انتهى كلام السيد صلاح، والحقيقة تقول عكس ما يتحدّث عنه لعدة اعتبارات منها:
– هذه العائلة لم تكن بعيدة يوماً ما عن المساهمة في النضال والدفاع عن حقوق شعبهم، منذ بروز دور وسمعة عميد العائلة المرحوم الشيخ أحمد الخزنوي في ثلاثينات وأربعينات القرن المنصرم، كعلامة ورجل دين كبير، استقطب الآلاف من الطلبة والمريدين حوله كشيخ للطريقة الصوفية النقشبندية في قرية خزنة أولاً، ومن ثم تل معروف، ويؤكّد أحد أحفاده الشيخ عبدالحميد الخزنوي في مقابلةٍ له بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد الشيخ معشوق، بأنّ الجد المرحوم الشيخ أحمد كان عضواً في جمعية خويبون بالتنسيق مع المرحوم الدكتور أحمد نافذ ظاظا.
كما أنّ العديد من شباب العائلة انخرطوا ضمن أطر الأحزاب الكُردية، أو كانوا قريبين منها ، ومنهم لا للحصر الشيخ المرحوم عبد القادر الخزنوي وشقيقه الشيخ مبارك والشيخ عبد الحميد الذي سبق ذكره والشيخ فيض الله، بالإضافة إلى أول من انضم للحركة الكُردية الشيخ سيف الدين الخزنوي وغيرهم عديدون.
كما أتذكّر في عام 1990 عندما ذهبنا نحن المرشّحون الثلاثة لانتخابات مجلس الشعب مع وفدٍ كبير إلى تل معروف لمقابلة فضيلة العلامة المرحوم الشيخ عزالدين الخزنوي، الذي اجتمع بنا مع عدد من مقرّبيه من الملالي الثقاة قومياً، وطلبنا منه مناصرتنا فكان جوابه إيجابياً وأوعز لأنصاره بمؤازرتنا.
من خلال هذه الأمثلة القليلة، يتضح بأنّ هذه العائلة الكريمة لم تكن يوماً بعيدة عن أحلام وآمال شعبها، كما كانت التكية الدينية تعلّم اللغة الكُردية لطلابها حتى تمّ إغلاقها من قبل النظام في بداية الثمانينات من القرن المنصرم. وقد ساهم هذا العمل الكبير في الحفاظ على الكثير من تراث وأدب شعبنا الكُردي ونقلها للأجيال.
– أما بالنسبة للشهيد الشيخ محمد معشوق الخزنوي فإنني قد تعرّفت عليه لأول في منزل الأخ ملا محمد ملا رشيد في 2003م ،وبعد تبادل أطراف الحديث بيننا، وجدت نفسي أمام رجل دينٍ متنوّر ومؤمن بعدالة قضية شعبه وبالممارسة العملية للنضال في سبيلها، كما كان يملك قدرة كبيرة على الإقناع حين مخاطبة الآخرين، كما له معرفة سابقة مع سكرتير الحزب حينها الأستاذ حسن صالح، وهكذا توطّدت علاقاتنا تدريجياً وتقاربنا سياسياً نتيجة استمرارية لقاءاتنا، ولقد برز نشاطه المميّز في الدفاع عن حقوق شعبه بعد انتفاضة آذار 2004 وحتى تاريخ اختطافه في عدة محطات مفصلية ،جعلت النظام يراقب تحركاته وخطاباته عن قرب وكذلك في خطب الجمعة المميزة ومن أهم المحطات المثيرة للاهتمام :
1- حضوره المميز في مؤتمر حوار الأديان في النرويج 2005 ودفاعه القوي عن شعبه المضطهد في هذا المحفل الدولي، ما جعله في صلب اهتمام القوى الدولية والنظام معاً.
2- دعوته لسفيرة السويد في سوريا ولبنان إلى قامشلو وإقامته مأدبة غذاء على شرفها ودعوة جميع الأحزاب الكُردية وبعض المثقفين والشخصيات القريبة منه، إلى تلك المأدبة وإلقائه كلمة في تلك المناسبة دعا فيها إلى ضرورة توحيد القوى السياسية الكُردية على أرضية قومية ووطنية بعيدا عن كلّ الأيديوجيات المتعارف عليها وتكرار ذلك مع العديد من الممثلين الدوليين الذين قدموا للقامشلي.
3- حضوره احتفالات عيد نوروز 2005 وتجوله بين عدة منصات في نفس اليوم وإلقائه كلمات حماسية ذات طابع قومي ووطني يدعو فيها إلى تحقيق المساواة بين أبناء الوطن الواحد، و لن يتحقّق ذلك إلا بنيل الكُرد لحقوقهم، وهذه كانت ظاهرة نادرة أن يأتي رجل دين بقامة الشيخ الشهيد إلى احتفالات عيد النوروز، وهذا ما أكسبه شعبية كبيرة بين الشعب بشكلٍ ملفت.
4 – إلقاؤه خطاباً نارياً في تأبين سنوية الشهيد فرهاد صبري 8-5-205 حيث وجّه بسهامه مباشرة إلى الأجهزة الأمنية، والتذكير بما كانت تفعله الصحابية(سمية) مع الكفّار حين كانت تبصق في وجوههم أثناء اضطهادهم لأسرتها.
هذه العوامل مجتمعة إضافةً إلى مقابلاته مع الصحف والمجلات العربية والدولية والكُردية وقوله لموقع جارجرا( بأنّ الله بعثه كُردياً ليدافع عن هذا الشعب).
كلّ هذا النشاط جعله في منطقة الدائرة الحمراء للنظام، وأتذكّر أننا التقينا في اليوم التالي من التأبين في صيدلية الأخ صلاح رمو وقلنا له معاً بأنك تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء للنظام وما عليك إلا أن تكون حذراً في تحركاتك.
– في 7/5/2005 كنت مع الأستاذ حسن صالح في دمشق لحضور فعالية في منتدى الأتاسي وألقيت كلمة في المنتدى وبعدها أخبرنا الرفيق المحامي فيصل بدر مسؤول منظمة دمشق للحزب باتصال الشيخ معشوق معه، ودعوتنا لمأدبة الغداء في منزل الشيخ محمود كفتارو، وهكذا ذهبنا معاً ،وحينها أخبرنا الشيخ بأنه مراقب من قبل الأجهزة الأمنية، ونحن بدورنا حذّرناه، ثم عدنا للقامشلي وكان اللقاء الأخير مع الأسف.
– في ظروف الاختفاء:
لم نتردّد لحظةً في متابعة الحدث، حيث أصدر حزبنا بياناً حمّل فيه النظام مسؤولية اختفائه. حزب يكيتي الكُردي في سوريا: ( من أجل إنقاذ حياة الخزنوي) ..:
( اختفى العلامة الدكتور شيخ معشوق الخزنوي في ظروفٍ غامضة منذ صبيحة يوم الثلاثاء في 10/5/2005 ولا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن وكلّ الدلائل تشير إلى تورط أجهزة السلطة الأمنية في عملية الاختفاء رغم نفيها وذلك على خلفية المواقف الجريئة التي كان يتبنّاها الدكتور محمد معشوق في الدفاع عن القضية الكُردية في سوريا) .
كما أصدرت منظمة حقوق الإنسان في سوريا(ماف) التي يترأسها الأستاذ إبراهيم اليوسف بياناً مماثلاً ، وقد كان الشيخ عضواً فخرياً فيها كما أكّده الأستاذ إبراهيم في مناسبات عديدة، ذلك بالإضافة لبيان الهيئة التحضيرية لتيار المستقبل الذي تأسّس بعد 19 يوماً من تاريخ اختطاف الشيخ عميد الشهداء.
في هذه الفترة كان الشارع السياسي الكُردي العام غير مكترث باعتقاله، بينما أعطى حزبنا كلّ الأهمية وأكثر من اهتمامه باعتقال أي قيادي حزبي في صفوفه،حيث كنا نتابع الوضع يومياً مع نجله الشيخ مراد وإبن عمه الشيخ عبدالقادر بالإضافة لصديقيه الأستاذ إبراهيم اليوسف و ملا محمد ملا رشيد وشكّلنا معا بالإضافة لسكرتير الحزب ما يمكن أن نسمّيه (فريق متابعة).
– بعد أسبوع من الاختفاء قرّر الحزب الانتقال إلى الجانب العملي والقيام بمظاهرة في مدينة القامشلي يوم 21/5/2005
حزب يكيتي الكُردي في سوريا : ( من أجل إنقاذ حياة الخزنوي).
( ندعو جماهير شعبنا وكلّ القوى الخيرة إلى المشاركة في هذه المظاهرة ونخصّ بالذكر أئمة المساجد الذين لا يزالون يمتلكون قدراً من الجرأة تضامناً مع الدكتور شيخ معشوق واحتجاجاً على هذا العمل الجبان والمنافي لكلّ القيم الإنسانية والمطالبة، بالكشف عن مصيره والإفراج عنه فوراً، وحلّ القضية الكُردية عبر الحوار) وخرجت المظاهرة من دوّار الحديقة العامة حتى منزل الشيخ الشهيد في حي قدوربك وألقينا الكلمات بهذه المناسبة، بالإضافة لكلمة للشهيد مشعل تمو، وكلمة الملا محمد ملا رشيد، وطالبنا جميعاً بالكشف الفوري عن مصير الشيخ معشوق.
كما دعا حزبنا في بلجيكا للقيام باعتصام احتجاجي أمام السفارة السورية في بروكسل(حزب يكيتي (منظمة بلجيكا ): دعوة إلى التظاهرة من أجل الشيخ محمد معشوق خزنوي…
( تضامناً مع العلّامة الكُردي الشيخ محمد معشوق خزنوي الذي اختفى عن الأنظار منذ صبيحة يوم الثلاثاء 10-05- في دمشق2005 و ما يزال مصيره مجهولاً إلى الآن ندعو أبناء الجالية الكُردية في أوروبا إلى التظاهر أمام السفارة السورية في بروكسل في يوم الاثنين 23-05-2005 الساعة الحادية عشرة صباحاً
وفي 30/5/2005 نظّمنا مظاهرة في ساحة الفردوس بدمشق بمشاركة قوى المعارضة العربية مطالبين بكشف مصير الشيخ معشوق والإفراج عن المعتقلين السياسيين في ربيع دمشق وقد شارك في المظاهرة الأستاذ حسن صالح سكرتير الحزب والأستاذ فيصل بدر والأستاذ إبراهيم أحمد ونجلي الشهيد الشيخ مراد والشيخ مرشد والدكتور كمال لبواني والأستاذ جهاد مسوتي وسليمان شمر.
– مرحلة الاغتيال:في صبيحة 1/6/2005 اتصل معي نجل الشهيد الشيخ مراد بأنّ النظام أخبره باكتشاف جثمان والده في مقبرة بدير الزور، وأنّ عصابة مجرمة مَن قامت باغتياله وتمّ عرضهم مساءً على تلفزيون النظام، وعندها تمّ توجيه أصابع الاتهام إلى إخوته ،خاصةً وأنّ البعض من هؤلاء المجرمون هم مريدو الشيخ محمد.
واجتمعت قيادة الحزب فوراً لدحض هذه الرواية للنظام، وحصر الاتهام بالنظام واجهزته الأمنية، ثم ذهبنا أنا والأستاذ حسن إلى منزل الأستاذ إبراهيم اليوسف واجتمعنا هناك مع المرحوم الشيخ عبد القادر الخزنوي وملا محمد ملارشيد واتفقنا نحن الخمسة على العمل على تفنيد رواية النظام وتحميله المسؤولية، ثم العمل على حلّ الخلافات العائلية بينهم وكلّفنا الشيخ عبد القادر بالتواصل مع أخوة الشهيد مطالبين توضيح موقفهم مما حصل، وتجاوب أخوة الشهيد الشيخ عبدالله والشيخ راشد معنا وأبدوا استعدادهم لأي عملٍ إيجابي نقوم به، ثم اتصل معنا المرحوم الشيخ محمد الخزنوي وكان خارج سوريا وبعث برسالة لي وأخرى للأستاذ إبراهيم اليوسف ولازلت أحتفظ بها، وأثنى على جهودنا قائلاً بأنه مستعد “للتعاون معكم فيما تسعون إليه من خير للعائلة وللشهيد، وأنه سيعود قريباً وهذا ما حصل.
وعندما عاد اجتمعنا معه أنا والشيخ عبدالقادر والأستاذ حسن وملا محمد في منزل المرحوم الشيخ عبدالقادر والحمدلله وبعد عدة جولات بين الطرفين، استطعنا حلّ معظم الخلافات العائلية المزمنة بالرضى والتفاهم.
– في استقبال الجنازة:
قام الحزب بنصب خيمة عزاء كبيرة تمويلاً وإعداداً لاستقبال المعزّين وإدارة مجلس العزاء، وخرجت قامشلو عن بكرة أبيها لاستقبال جثمان الشهيد، بالإضافة لمشاركة رفاقنا وأصدقائنا وأصدقاء الشهيد من مختلف مناطق الجزيرة، وبعد الانتهاء من مراسم الدفن وإلقاء الكلمات المعبّرة عن هذه الجريمة النكراء، وتحميل النظام كامل المسؤولية، بدأنا في اليوم الثاني باستقبال المعزّين من جميع المناطق من: دمشق إلى عفرين وكوباني والجزيرة، وكنت مكلّفاً بالترحيب بالضيوف من خلال المكرفون بمؤازرة من الصديقين المرحوم المهندس عبد الصمد داوود والأستاذ إبراهيم اليوسف ورفاق آخرون.
وفي دير الزور جاءنا وفد من دير الزور برئاسة الأخ رياض ضرار رئيس مجلس سوريا الديمقراطية حاليآ، وألقى كلمة قوية لصالح الأخوة العربية الكُردية وتحميل النظام وأجهزته الأمنية كامل المسؤولية عن اغتيال الشهيد، وأثناء عودته إلى دير الزور اعتلقه النظام وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، وشعرنا نحن في الحزب بمسؤوليتنا التاريخية أمام عائلة هذا المناضل، لذلك خصّصنا مبلغاً متواضعاً شهرياً لأسرته كما كنا نخصص لأسرة أيّ رفيقٍ معتقَل لنا، وكنا نذهب أنا والأستاذ عبد الصمد خلف برو كلّ 3 أشهر إلى زيارة أسرته وتسليمها استحقاقها من المساعدة والإطمئنان على العائلة حتى الإفراج عنه.
ثم قمنا بتأمين سكن متواضع له في قامشلو بعد خروجه من دير الزور بعد ملاحقة النظام له أثناء الثورة السورية وبقى فيها حتى غادر سوريا.
-في اليوم الثالث من مجلس العزاء طلب الأستاذ بشار عضو المكتب السياسي لحزب آزادي (المؤسس حديثا من توحيد حزبي اليساري والاتحاد الشعبي في 20/5/2005)كلمة للتحدث وسلّمته المكرفون وأعلن في كلمته عن قيامهم بمظاهرة استنكارية لاغتيال الشهيد في قامشلو يوم 5/6/2005 وبعد الانتهاء من كلمته استلمت المكرفون، وأعلنت تضامننا مع حزب آزادي والمشاركة معهم في المظاهرة، وعلى الرغم من أنّ هذا الموقف كان ارتجالياً وفردياً وانتقدتُ نفسي عليه، إلا أنّ رفاقنا تفهّموا الموقف وأيّدوه، وهكذا خرجت المظاهرة وبمشاركة تيار المستقبل من أمام مجلس العزاء مروراً بوسط المدينة، وهناك تعرّضت المظاهرة لقمعٍ مفرط من قبل أمن النظام الذين ،تعمّدوا استهداف النساء بقسوة، كما ترافق ذلك بنهب بعض محلات المواطنين من قبل أزلام البعث وشبيبته، إضافةً إلى اعتقال 64 شاباً لفترة دامت قرابة الشهرين في السجون. وكانت مشاركة الأحزاب الثلاثة مقدمة موضوعية لتأسيس لجنة التنسيق الكُردية بين الأحزاب الثلاثة في آب 2006.
هذا ملخص مقتضب عما حصل من لحظة اختطاف الشهيد إلى اغتياله .
ولازال الحزب يحيي ذكرى تلك الجريمة النكراء كلّ عام، على ضريح الشهيد في القامشلي بتجمع كبير دون الآخرين.
ألم يكن كلّ هذا يستحق كلمة مقتضبة منك عن دور حزب يكيتي أيها الجاحد صلاح، لكنّ عزاءنا بأنّ مثل هذا السلوك ليس غريباً عنك، بل جزء من طبيعتك النرجسية، وإذا كان هناك عتاب فإننا نعاتب ابن أخينا الشيخ مرشد الخزنوي وهو العارف بأدقّ تفاصيل الأحداث من البدايات على تجاهله دورنا ودور حزبنا في تلك المرحلة العصبية ، خاصةً وأنّ الكثيرين من الأقلام الشريفة أنصفتنا في تلك الفترة، ولايسعني إلا تذكيراً بمقطع من مقال الكاتب صالح بوزان في وصف مظاهرة 23/5/(الكاتب – صالح بوزان : تحت عنوان : ( مظاهرة قامشلو والدرس الكُردي)
( ربما لا أكون مغالياً إذا قلت إنّ تاريخ سوريا الحديث سيسجّل للأكراد هذه المظاهرة السلمية، في بلدٍ لم يعرف ذلك خلال تاريخ حكم حزب البعث كله، كما سجّل لهم أنهم الأوائل الذين مزّقوا حاجز الخوف الذي كان رابضاً بكلّ ثقله على الشارع السياسي السوري من خلال انتفاضة 12 آذار2004 الدموية.
كما أنّ وصف الكاتب إبراهيم اليوسف لخيمة العزاء يلخّص عمق الحدث وتضامن الشعب مع شهيد الكلمة الشيخ معشوق(خيمة الشيخ الشهيد…خيمة الوطن).
٠
( كلّ مَن دخلها قال مؤكّداً أنها أكبر من أيّ مجلس عزاء سابق عليه، عرفته الذاكرة الجزريّة، بل السورية ، أجل. أكاد أقول وعلى طريقتي : كلّ امرئ هو عزيز على ذويه! ، وهو ما قاله الشيخ الشهيد في ذكرى سنوية الشهيد فرهاد ، ولكن لم يتصاد الإحساس بالفجيعة في الجزيرة المنكوبة بأكثر مما تمّ في مجلس عزاء الشيخ أكاد أجزم أنني لم أشهد من قبل لاعزاء رجل دين، ولاعلم ، ولاسياسة، ولا أدب، ولا دنيا، كهذا المجلس الاستثنائي ، رغم ما كان يدبّر في العلن من قبل العيون التي ترصد وتسجّل ماتراه، وما تسمعه، والتي تخاف أيّ التفاف وطنيّ حقيقيّ ، لذلك ، فهي ستخطّط لبثّ الفرقة بين هؤلاء أجمعين) !.
وجدير ذكره بأنّ رفيقنا المرحوم عبدالصمد داوود قد ألّف كتاباً عن حياة الشهيد ودوره القومي وفكره التنويري لايغني أي باحث من قراءته حين يكتب عن الشيخ الشهيد
وفي الختام لابدّ من شكر الكاتب حسين أحمد على جهده المميز في توثيق أدبيات تلك المرحلة بكلّ موضوعية وأمانة تحت عنوان (بانوراما من الشهادات يتقلّدها شهيد الرأي والموقف(محمد معشوق الخزنوي) لكي لايذهب قصف الرعد أدراج الرياح ولكي يبقى صداه يدوي في قلب كلّ حريص ومؤمن!!.
وبهذا الجهد الكبير سهل على كلّ باحثٍ عن الحقيقة في تلك المرحلة. ومحفوظة في الكوكل.
-في الجزء التاسع سنتحدّث عن دور الحركة الكُردية في الثورة ومقارنتها بهذيان بدرالدين عنها.