آراء

كي لا تتكرر تجربة المناصفة الحزبية في كوردستان الغربية – سوريا

قهرمان مرعان آغا
إذا حددنا نقطة إرتكاز للاتجاهات الأربعة مكانياً لوطن مجزء اسمه كوردستان، يتوسط اقليم كوردستان العراق الفيدرالي ( جنوباً ) اقاليم كوردستان الأخرى شرقاً الجزء الكوردستاني الملحق ب-ايران وشمالاً الجزء الكوردستاني الملحق ب-تركيا وغرباً الجزء الكوردستاني الملحق ب-سوريا ، حيث يعتبر بمثابة النواة الصلبة التي يدور حولها النترونات في المدارات الأخرى قرباً او بعداً، تجازباً او تنافراً في المجال المغناطيسي لكوردستان الكبرى وحسب تطور الحالة السياسية والميدانية لكل جزء ، لإعتبارات كثيرة ، أولاها هي ديمومة الثورة في ذاك الجزء من كوردستان واستمرار الكفاح المسلح بالتقاليد القومية الاصيلة منذ عام [١٩١٩ ولغاية ١٩٩١ ….؟ ] اي منذ ثورة الشيخ محمود الحفيد ،، البرزنجي ،، ملك كوردستان ،، وامتداداً ب- ثورة أيلول ” السروك ملا مصطفى البارزاني ” وانتهاءاً ب-انتفاضة شعب كوردستان ، والانتصار الكبير بتحرير المدن والقصبات . وعملية ،، توفير الراحة ،،
حيث نجح قيادة الإقليم في الإدارة و استباب الأمن ، مقارنة مع باقي مناطق العراق العربي ، وكذلك في مجال التعليم والخدمات وكذلك الجانب التشريعي ،، البرلمان ،، في إصدار القوانين والتشريعات لمواكبة تطور الديمقراطية ومرحلة الاستثمار والنهوض العمراني مع بقاء الفساد الحزبي بسبب المناصفة والاستئثار ، والمحسوبية والمنسوبية .
لا شك أن قيادة الإقليم نجح في سير العلاقات العامة مع جماهير كوردستان عامة في جوانب لا بأس بها ،، وكذلك العلاقات الدولية والإقليمية والداخلية مع العراق العربي .
ولكن ما أثر على تطور المؤسسات في الإقليم هو التقاسم السلبي بين الحزبين ( الاتحاد والبارتي) المعروفين في الإعلام الحزبي (بالرئيسيين ) وحبذا المناصفة أن تتطور الى (المثالثة ) مع حركة گوران او( المرابعة ) مع أطراف الحركة الاسلامية الكوردستانية . وذلك لإشراك جميع الاحزاب في القرار السياسي والاقتصادي وتحمل مسؤلية إدارة المؤسسات بروح وطنية واعتماد المهنية و الإخلاص في مراكز صنع القرار .
كما هو معروف ان عمر المناصفة يمتد من عام ١٩٩٢ وتشكيل البرلمان الكوردستاني وتوثّقت اكثر بعد عام المصالحة ١٩٩٨ .
أما ما يتعلق بالجزء الكوردستاني الملحق بسوريا ، فيمكن تسميته مجازاً ب- ،، النترون السالب ،، في مداره ، بالنسبة لعلاقة حركته السياسية مع الاحزاب الكوردستانية في الأجزاء الأخرى .
وبعد تشكيل المجلس الوطني الكوردي – سوريا ENKS المنبثق عن المؤتمر الوطني الكوردي الأول في ٢٠١١/١٠/٢٦ ، وتشكيل مجالس المدن والمناطق والقرى والأحياء في عموم كوردستان الغربية ، تمهيداً لإدارتها مرحلياً لحين انتصار الثورة السورية ، وفقاً لمبدأ حق تقرير المصير ، على أن تكون الدولة لا مركزية ، تحقق لكوردستان نظام فيدرالي على اساس الوحدة الجغرافية لمناطق كوردستان التاريخية ( الجزيرة ، كوبانى ، عفرين ) .
تم تشكيل مجلس شعب غرب كوردستان من قبل أنصار PKK وهيمنة مسلحي pyd على القرار الإداري والميداني بالتعاون مع النظام الاسدي و تحجيم دور المجلس الوطني لأسباب كثيرة ومعروفة للجميع لصالح وتنامي دور الاحزاب الكوردية السورية التابعة للأحزاب الكوردستانية ، نشطت هولير في لفت الأنظار إليها من خلال تسارع أحداث الثورة السورية واحتمال سقوط النظام المجرم في دمشق خلال عام ٢٠١٢ ، بأنها مع أرادة الشعب السوري في اختيار مصيره ، ومع حقوق الشعب الكوردي في سوريا المستقبل ، وانها لن تتهاون في الدفاع عنه إذا تطلب الأمر ، ونظراً لما يتمتع به رئيس اقليم كوردستان الفيدرالي الرئيس مسعود البارزاني من صدق وإخلاص لقضيته القومية وتفانيه في الدفاع عن الحق والعدل في مواجهة الظلم والطغيان ، وأنه محط ثقة شعب كوردستان الكبرى ، تم إنجاز اتفاقية هولير بين المجلسين الكورديين ،، مناصفة ،، كتحصيل حاصل لما آلت إليه الأوضاع في المناطق الكوردية واستفراد طرف كوردي بالهيمنة ، علماً ان ابناء الشعب الكوردي وقواه الحية على الارض آنذاك كانت تشعر بالغبن بسبب الفارق النسبي الذي كان يمثله المجلس الوطني الكوردي عددياً ، مقارنة مع مناصري مجلس غرب كوردستان وكان البند المتعلق باللجنة التخصصية العسكرية و توحيد القوة الامنية وتشكيل لجنة العدالة ، محل ترحيب وأمل جميع الكورد الغيورين على وطنهم ومصالحه الحيوية . بالرغم من الجهود التي بذلها المجلس الوطني الكوردي ، فلم تلقي الاتفاقية ولا ملاحقها تجاوب من الطرف الآخر ، حيث تراجع دور المجلس نهائياً دون دعم مادي وسياسي ، لعدم تمكن راعي الإتفاق من الوفاء بإلتزاماته تجاه المجلس بسبب تعنت الطرف الآخر ، ورجّحه آخرون بتشكيل الإتحاد السياسي في حينه ، حيث بقي أسير الاجتماعات المملة والقرارات المترددة ، لعدم إلتزام بعض الأطراف ، وعرقلتها، لسير عمل المجلس البطيئ أصلاً ونحن في ثورة شعب طال انتظارها ، كانت ولا تزال بالنسبة لنا نحن ابناء الشعب الكوردي في سوريا، وحركته السياسية . الفرصة التي لن تتكرر .
وبتاريخ ٢٠١٣/٦/٢٧ ، بعد وقوع مجزرة عامودا من قبل مسلحي pyd بحق المتظاهرين الآمنين ، أطلَّ علينا من على احدى التلفزيونات التابعة لحزب الديمقراطي الكوردستاني – العراق أحد الأخوة وهو الآن في أعلى هرم قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، ليبشرنا بأن ( البارتي وبيدا ) على وشك التوقيع على اتفاقية وقال ، نحن الحزبين الرئيسيين ؟! اصبح لنا اكثر من ثلاثة اسابيع نتباحث في هولير وبرعاية ديوان رئاسة الاقليم ، من أجل الوصول الى اتفاقية لإدارة المناطق الكوردية ، لكن لم يأتي رياح بيدا بما تشتهيه سفن البارتي و (الأسباب كثيرة وهي خارجة عن إرادة الطرفين مع الأسف ..؟ )، وكنا قبل ذلك بكثير ، نحذر من خطر التقاسم ، خارج اتفاق المجلسين .
وهكذا تتالت الأيام والسنوات من عمر الثورة السورية و أقليم كوردستان سوريا اصبح كانتونات وفي أسوء ظروفه السكانية والمعيشية والأمنية ، لتأتينا الأنباء بانه تجري اجتماعات في جنيف – سويسرا بين (الكوردستاني – سوريا وبيدا) برعاية رئيس ديوان رئاسة الإقليم ، وأكده تصريح الأخ سكرتير pdk-s الحالي على مواقع النت .
ويبدو ما أفاد به سكرتير البارتي ، في مقابلته مع جريدة BUYER الحدث مؤخراً يأتي في إطار التخلص من المجلس الوطني الكوردي ، لمواصلة الجهود للوصول الى اتفاقية المناصفة الموعودة هذه ، حاله كحال الراكض وراء السراب (وهي من المسائل مستحيلة الحل في القاموس السياسي) و نحن على اعتاب التحضير للمؤتمر الرابع للمجلس الوطني الكوردي ، گإطار جامع للحركة السياسية الكوردية ، واستحقاقات المرحلة بكل تأكيد سيدفع القوى المنضوية للمجلس ، الى مراجعة سليمة لقراراته وتطوير آليات عمله ، وعلاقاته الكوردستانية ، بما فيها العلاقة مع مجلس غرب كوردستان، وكذلك مع قوى الثورة و المعارضة ، مع التأكيد على مبدأ حق تقرير المصير والدولة اللامركزية والنظام الفيدرالي .
وهذا الكلام الذي سردناه بإختصار يعرفه المتابعين من ابناء الشعب الكوردي . لهذا سندرج هنا بعض الاسئلة والأجوبة :
– هل تجربة حكم اقليم كوردستان الفيدرالي بين الحزبين الرئيسيين استمرت .
طبعاً ، لا ، ظهور حركة گوران كمنافس وكذلك تنامي رصيد أحزاب الحركة الاسلامية الكوردستانية في الانتخابات .
– هل المناصفة بين الحزبين في الوزارات والمؤسسات والإدارات أدت الى التطوير والتنمية الحقيقية المستدامة والإدارة الرشيدة لاستخدام الموارد وتحجيم الفساد بكافة صنوفه ووجوهه .
طبعاً ، لا .
– هل بقاء صفة الرئيسي بالحزبين (البارتي ويكيتي نشتماني) ملازمتين ، حصنَّهما من الانشقاق والضعف ، بالرغم من تحالفهما في كثير من المحطات .
– هل المناصفة ، تعني تقاسم الامتيازات ، ام تحمّل المسؤولية ، وهل تعني الشراكة في اتخاذ القرار و إدارة الأمور ، وتحمُّل تبعات ممارسة الحكم ،
– هل بقيت وزارة البيشمركة الابطال والقوى الامنية المختلفة بعيدة عن روح التخندق والولاءات ، وهم يخوضون معارك الشرف مع اعتى عدو عرفه البشرية من همجية وعدوان . (آخر تصريح لوزير البيشمركة يجب أن يكون السلاح وتوزيعه بعيداً عن هيمنة الاحزاب )
مادام كذلك لماذا يراد تكرار تجربة الاقليم ، في كوردستان – سوريا من خلال وجود حزبين تابعين لحزبين كوردستانيين ذو نهجين مختلفين وبالمناصفة ،، فيفتي فيفتي ،، بدلاً من المجلسين ، بوجود النظام المجرم ، والقوى التكفيرية الارهابية ، وهما يتنازعان فرص الانقضاد على الشعب الكوردي .
في الوقت الذي كانت ورقة المجلس الوطني الكوردي ENKS وملفه السياسي بيد ديوان رئاسة الاقليم كورقة رابحة دون مقابل ، يرفعها في وجه النظام السوري و المعارضة العربية السورية و الجوار الاقليمي ، والدولي ، حتى أصبحت أربيل اكثر اهتمام من كثير من عواصم القرار بشأن الملف السوري ، و الكوردي خاصة .
قد يتساءل البعض ، نحن في معركة مصير في مواجهة داعش والشوفينية العربية الحاضنة ولم يحن وقت النقد ،
على العكس تماماً ، إن انتصارنا الحقيقي على أعدائنا ، هي مراجعاتنا النقدية ،الجدية ، بروح المسؤولية القومية الانسانية ، لتجاربنا الفاشلة للنهوض بشعب تعداده يتجاوز أربعون مليون نسمة ، على رقعة جغرافية واحدة اسمها كوردستان
و حتى لا نقلِّد أعدائنا وأعداء الإنسانية غاصبي كوردستان وشعاراتهم الكاذبة ،، كل شيئ من أجل المعركة ،، فنصبح على ما نقول نادمين ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى