لماذا زاوية التاريخ والتراث؟
وليد حاج عبد القادر \ دبي
بداية لابد من التأكيد على مبدأ رئيسي في التأسيس لوعي ثقافي وبخاصية ظروف الشعب الكوردي التي تعد ثقافته كواحدة من ثقافات الشعوب الشفاهية وان حظيت بالتدوين البطيء قياسا الى الكم الهائل مما أنتجته عبر تاريخه القديم، وكأي علم، وعلى أرضية المظلومية والإجحاف الكبير الذي نال هذا الشعب عبر التاريخ، والاستهدافات العديدة على مر العصور التي تعرضت لها، والجهل المتعمد لأية مؤشر تدل على إرث او وجود تأريخي له على أرضه التاريخي، رغم زخم المعطيات والمعلومات الكثيفة التي لاتزال تختزنها الذاكرة الجمعية لهذا الشعب الجبار.
وعليه فقد ارتأينا في هيئة تحرير جريدة يكيتي المركزية، تثبيت زاوية متخصصة لهذا الجانب الذي يعد حيوياً ليس فقط في الجانب التاريخي بقدر المعرفي فيه، وعليه فسيكون هدفنا الرئيس التوثيق للتراث، وتسليط الضوء على كثير من قضايا الإرث الشفاهي لتدوينها وربطها بالحيثيات التاريخية كانتماء عملي على صيرورة واستمرار هذا الشعب ومن جديد على أرضه التاريخية.
منوهين وكتأكيد بأن هذه الزاوية هي منبر مفتوح لمقالات متخصصة، وحتى دراسات، وحالات التقصي والبحث عن الكثير من البقايا ما يؤكد على الدفق المستمر لحياة شعبنا بأنماطه المختلفة وطرائق تطوير، وانتاج وعيه الذي يتكامل وبخصوصيته في صيرورة المجتمع البشري عامة.
وهنا نؤكد لجميع القراء على أننا سنسعى للدراسات الممنهجة والموثقة، وستبقى صفحاتنا مفتوحة لجميع العلوم المساعدة إن في توسيع دائرة تسليط الضوء أكثر، أو استكشاف ما خفي في العمق النظري، ومنوهين مسبقاً على أولوية نشر البحث الموثق والأكاديمي فيما يخص الدراسات الأثرية، أو خط بيان حركات الأقوام – كمثال – ، هذا في المنهج التاريخي، أما التوثيقي، فهو مجال يتوجب الحذر فيه وعملية جمعه يجب أن يحوط بدقة وأمانة متناهية وأن تدون كل النسخ المناطقية التي تقال بها، وننوه هنا بأننا لسنا صحيفة – مجلة متخصصة في هذا الشأن، إلا أن إسهاماتنا جميعاً قد تؤدي إلى المزيد من التخصص حتى ترتقي فينا الجهود وصولاً إلى منبر خاص أو ملحق متخصص لها.. ننتظر مساهماتكم.
منشور في جريدة يكيتي العدد “270”