ماهو مفهومنا للتربية السليمة؟
خورشيد ملا أحمد
ما يعيق الحقيقة المعرفية للشخصية الكُردية نحو إيجاد حلٍّ مناسبٍ لكلّ المشاكل التي تواجهه و تواجه المجتمع بشكل عام . هو الوعي .
والى جانب هذه الحقيقة التي تعيق الوعي بأن يأخذ دوره بشكل جدي وفعّال داخل الحياة اليومية مع الفرد و المجتمع . هي تلك التربية .
التربية تعتبر العنصر المهم في تكوين الشخصية والمجتمع .
وهي الوسيلة الاستراتيجية التي تفتح الطريق أمام الوعي ليأخذ مكانته بشكلّ فعّال . وداخل كلّ الأطر الحياتية المتعلّقة في كلّ المجالات .
و لو نظرنا إلى واقعنا اليوم . تأكّد لنا بأنّ الشمولية التي فرضت ذاتها على الأيديولوجية الدينية .وبالتالي هذه الأيديولوجية و الشمولية التي فرضت ذاتها على التربية الاجتماعية وعلى الفرد .قد أنتجت واقعاً مأساوياً سلبياً جداً مع مرور الزمن و وصولاً إلى تاريخ اليوم . وخاصةً على عقلية المجتمع في كلّ الأطر السياسية والاقتصادية و الاجتماعية . مما أدّى إلى خلق نظامٍ فوضوي يسير عليه الفرد والمجتمع . وهذا النظام قد شكّل التربية له على أن يسير عليه .
ولهذا لابدّ من معرفةٍ صحيحةٍ للتربية الحقيقية .التي نحن كمجتمعٍ كُردي و كفردٍ كُردي او كقوى واتجاهات كُردية ( سياسية و اقتصادية و اجتماعية ) التي تدير المجتمع بشكلٍ خاطئ و منحطٍّ في سبل التربية .التي تكون بالنظر لتخلّفنا العقلي والفكري .بأنها تربية سليمة.
اذاً ما هي التربية؟
التربية لها دور مهم في حياة المجتمعات و الشعوب . فهي عماد التطور والبنيان و الازدهار . وهي الوسيلة الأساسية من وسائل البقاء و الاستمرار .و كما أنها ضرورة اجتماعية وشخصية تهدف لتلبية احتياجات المجتمع و الإنسان تستوجب الاهتمام بها .فهي تُعتبر من ضروريات الإنسان في تكوين ذاته و شخصيته و تصقيل قدراته و ثقافته ليكون على تفاعلٍ وتناسقٍ مع المجتمع المحيط به، ليسهم فيه بفعاليةٍ.
ومن هنا شغلت التربية وأخذت مجالاً واسعاً من قبل الباحثين و الدارسين . من حيث الدراسة والتحليل و معرفة البعد الجوهري لها.
وأكُدت هذه الدراسة على أنّ نتائج التربية التي تعطي جمالية و كمالية الإنسان والمجتمع هي التي تزيّن الأخلاق. والتي تحدّد للمجتمع والإنسان ك خاصية يمتلكها ما بين الفضيلة و الرزيلة
وأيضاً ما بين الجيد والسيء و مابين الصح و الخطأ .ما بين الخير والشر.
التربية هي إنشاء المجتمع و الإنسان على التفكير السليم و حبه للوطن و الاعتزاز بقوميته و الإدراك بواجباته مع احترام خصائص الآخرين على أن لا يسيء إلى الآخرين.
التربية. هي إيجاد الذات لذاته ويصل به إلى مرحلةٍ من النضوج الفكري والأسلوب الذهني الذي يعيش فيه وبالتالي : أن يساعد المجتمع على كيفية بلوغه وإيصاله إلى مرحلة متقدمة من الحياة و التطور.
التربية . هي تلك الحياة والعملية التي تكيّف بين الفرد و بيئته .
كلّ هذه التعاريف يجب أن تكون ضمن عملية مستمرة بشكل دائم . لأجل إيجاد عملية تنظيمية لها باستطاعة المجتمع أن ينظّم ذاته داخل هذه التربية.
كلّ هذه الوظائف بحاجةٍ إلى النمط و السلوك و القدرات .
اهم جوانب التربية . عامل التوازن داخل المجتمع والبيئة . وذلك من خلال تثقيف الفرد .بالدرجة الأولى في مسألة التعامل .
على صعيد أخر في مسألة التربية .
والتي تكون تربية استراتيجية .
هي التربية الوطنية . التي أصبحت شاغلاً هاماً لكافة شعوب العالم
اهم عوامل هذه التربية و الأهداف المرجوة لها على أن يسير عليها . أن يوضع خطط و كوادر بشرية و ميزانية لتحقيق هذه الأهداف.
عامل مهم آخر . التنمية الاقتصادية . وذلك عن طريق تكوين أفراد مؤهلين و استثمار القوى البشرية و إعدادها و تأهيلها للعمل في الاقتصاد.
وهذا العامل مرتبط بالعوامل التنموية الاجتماعية، حيث يتربّى الفرد على تحمّل مسؤولياته الاجتماعية و معرفة حقوقه و واجباته .
هذه العوامل التربوية التي ذكرتها تهيئ لبناء مجتمعٍ عصري وبالتالي يفتح الباب للتحوّل إلى بناء دولة عصرية تتماشى مع الحضارة . و تواكب التقدم العلمي و التكنولوجي.
في هذه الحالة فقط يستطيع الفرد أن يتخلّص من كلّ رواسب التربية القديمة التي كانت وما زالت تعيق الإنسان في حياته في عيشه على كيفية أن يعيش الفرد حياة كريمة و برفاهية و عدالة اجتماعية بين الأفراد.
هذه القواعد في مجال التربية . تجعل الفرد والمجتمع يرسون على الديمقراطية الصحيحة . التي تدلّ على الحقوق المدنية والسياسية ، و تحرير الأفكار من الجهل .وبذلك يؤمن الأفراد بالرأي والرأي الآخر والاحترام المتبادل . وايضاً دور المشاركة الفعالة في تطوير المجتمع .والتي تحقّق التماسك الاجتماعي.
وهذا التماسك يأتي من خلال توحيد القوى و الاتجاهات في المجتمع التي بدورها تخلق وحدة وطنية و قومية و وحدة فكرية .ا في النهاية تؤدّي إلى ترابط المجتمع و تماسك الأفراد.
اذاً في النتيجة النهائية ومن خلال هذه الدراسة . مفهوم التربية لدى الإنسان الشرقي و المجتمع الشرقي وفي مقدمتهم المجتمع الكُردي .مفهوم خاطئ، فقد تربّوا على بيئة تربوية دينية قائمة على المفهوم و العقلية الدينية . متضمناً الشمولية أساساً لها .وهذه الشمولية التي تخلق الفوضى و عدم الاستقرار النفسي والفكري لتكون عاملاً أساسياً لها في عملية التربية داخل المجتمعات .