أخبار - كُردستانشريط آخر الأخبار

مجدل دللي: اتفاق مسد وحزب الإرادة الشعبية جاء في الوقت الضائع

Yekiti Media

قال عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردستاني- سوريا مجدل دللي أنه عند انطلاق شرارة الثورة في درعا عام ٢٠١١ وانتشار رقعة المظاهرات في جميع المحافظات، بدأت الأمور تخرج عن السيطرة الأمنية، رغم شدّة قبضتها على السوريين، وأخذت الدول الإقليمية تباعاً بالتدخل في الشأن السوري ولو بشكلٍ خجولٍ في بدايات الازمة من بوابة دعم المظاهرات أو من بوابة دعم النظام.

دللي أشار إلى أنّ تركيا تفرّدت بموقفٍ صريح من الثورة السورية، وأعلنت صراحةً على لسان وزير خارجيتها آنذاك داوود اوغلو أنْ مايجري في سوريا هو شأن داخلي تركي وبالتالي كان لوجودها الدبلوماسي أولاً ومن ثم العسكري فيما بعد قوياً ولم يمضِ وقت طويل حتى كان لتركيا موطئ قدمٍ في الشمال السوري.

 مضيفاً بأن رقعة سيطرتها تتّسع عسكرياً و دبلوماسياً وبالتالي سيكون لها كلمة الفصل مع اللاعبين الرئيسيين في الساحة السورية مثل روسيا وأمريكا، ومايميّز علاقتها أنها متناغمة مع الطرفين الروسي والأمريكي وكلاهما يخطبان ودّ تركيا.

 ويعتقد دللي بأنّ وثيقة التفاهم الموقّعة بين مسد وحزب الارادة الشعبية وبرعايةٍ روسيةٍ لن تمرّ بسهولةٍ دون أن تلقي بظلالها على العلاقة بين البلدين، حيث تركيا التي تحارب حزب العمال الكُردستاني ( المصنّف إرهابياً حسب التوصيف التركي ) منذ أربعين عاماً بالتأكيد لن تسمح له بسهولةٍ بالولوج إلى الساحة الدولية دبلوماسياً من بوابة موسكو التي ترى بدورها أن بقاءها و سيطرتها على شرق الفرات لن يكون سهلاً بدون تحسين العلاقة مع أكثر قوة عسكرية على الأرض والمسيطرة بقوةٍ على شرق الفرات.

 وأكد عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردستاني- سوريا بأن تعارض المصالح بين دولتين بات وجودهما في سوريا ضرورة حتمية لهما ، ولكن ما يميْز هذا التفاهم الذي تمّ توقيعه في موسكو برعايةٍ روسيةٍ جاء في الوقت الذي يتمّ وصفه سياسياً بالوقت الضائع أمريكياً بسبب اشتداد الحملة الانتخابية بين مرشحي الحزبين الرئيسيين الجمهوري ترامب والديمقراطي بايدن، لذا “من وجهة نظري لا أستبعد هذا التفاهم في هذا الوقت بمعزلٍ عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ودعمٍ من نوعٍ ما من قبل روسيا لحليفها ترامب المتّهم أصلاً أنّ لروسيا دوراً في فوزه على الديمقراطية هيلاري كلينتون في عام ٢٠١٦”.

مشيراً إلى أنه  بالرغم من ذلك فإنّ هذا التفاهم جاء مفاجئاً للكثير من الأطراف إلا أنه يبقى هناك جملة من التساؤلات حول هذا الاختراق الروسي لمنطقة شرق الفرات والتي باتت معروفة أنها تحت السيطرة الأمريكية ومنطقة نفوذٍ حيوي لها، حيث يُعتبر وجودها  السدّ المنيع أمام التواجد الإيراني في شرق الفرات والبوابة الشرقية لسوريا تُغلق في وجه الوجود الإيراني بوجود القوات الأمريكية وقواعدها في هذه المنطقة ،

مؤكداً على أن ما يهم الكُرد هو استمرار الحوار الكُردي – الكُردي وتسريع وتيرة هذا الحوار للوصول به إلى برّ الأمان وتفويت الفرصة على كلّ مَنْ يعادي الكُرد ويتربّص بهم، ويرى في وحدة كلمتهم واتفاقهم تعارضاً لمشروعهم الذي يريد أن يعيد سوريا إلى مرحلة الاستبداد وبالتالي التنكْر للحقوق الدستورية الكُردية المشروعة.

كما قال دللي أنه لا يخفى على كلّ متتبّعٍ أنّ p y d وواجهتها العسكرية قسد فيما بعد لم تتمكْن من إيجاد مكانٍ لها دبلوماسياً أو أيّ اعترافٍ بها بين المعارضة السورية وكذلك على الساحة الدولية رغم انتصارها العسكري على الأرض بدعمٍ أمريكي على داعش ووضع نهايةٍ لوجود هذا التنظيم الإرهابي في شرق الفرات، و بالتالي فانّ نجاح الحوار الكُردي الداخلي يفتح الباب واسعاً أمام مشاركة قسد سياسياً في الشأن السوري من خلال مشاركته في اللجنة الدستورية وهيئة التفاوض من خلال اتفاقها مع المجلس الوطني الكُردي و ربما يأتي هذا التفاهم بين قسد وحزب الإرادة الشعبية بدايةً لوجود قسد في إحدى منصات المعارضة ولكن لن يُكتب له النجاح بدون نجاح الحوار الكُردي الداخلي والاتفاق مع المجلس الوطني الكُردي أولاً ومكوّنات الجزيرة من العرب والسريان الآشوريين ثانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى