
مداخلة الإعلامي الكُردي فهد صبري أمام جلسة الحوار الوطني الخاصة بمحافظة الحسكة في دمشق
اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري.
قبل كل شيء شكرا للدعوة الكريمة ولكن لدي بعض النقاط التي أريد أسجلها بكل شفافية وهي كالتالي:
تم توجه الدعوة لي كفرد، ولكن أنا أبن قومية تعرضت لمدة سبعون عاما لجميع أساليب وممارسات التمييز العنصري والتي لا يسع الوقت لذكرها تفصيلا، بدأ من مشروع تجريد الكرد من جنسيتهم، إلى الحزام العربي ومنع تداول اللغة والثقافة الكردية ومحاربة الكرد بشكل ممنهج وبإستخدام كل وسائل وإمكانيات الدولة وبكامل مؤسساتها.
نحن الكرد في سوريا، كأفرد وكنخب، لدينا حركة كردية بكامل أحزابها والتي لها تاريخ يزيد عن السبعون عاما، هذه الحركة دائما كانت وماتزال تمثل الشعب الكردي في سوريا. لهذه الحركة تاريخ مشرف في محاربة النظام البائد والذي كما تعلمون مر في سجونه الآلاف من المواطنين الكرد الذين كانوا يطالبون إلى جانب سوريا دولة ديمقراطية، بحل عادل للقضية الكردية. هذه القضية تراكمت لسنوات وبحاجة لحلول جريئة من الحكومة الجديدة.
أنا مواطن سوري، كردي، ولكن على الهوية السورية أنا عربي سوري وأظن صار واجبا وطنيا وأخلاقيا أن تستعيد سوريا هويتها الوطنية الجامعة وأن استعيد أنا ككردي هويتي المسلوبة.
في تاريخ الإسلام لم نجد أي خلافة إسلامية ذات صبغة قومية وإلا كيف توسع الإسلام متخطيا شعوب وثقافات كثيرة والقرآن الكريم إثبات على ذلك ومن يريد أن يقفز على آيات الله والتي تذكر بوضوح بالتعددية ولم يفرض القرآن الكريم صبغة قومية معينة على جميع الشعوب والقوميات، بل أكرمنا الله بلغاتنا وشعوبنا التي أغنث الأمة الإسلامية. ما هو وجود، مخالف لشرع الله وآياته، مخالف لإرادة الله خالق هذا الكون، وايضا مخالف لكل الشرائع والمواثيق الدولية.
مبدأ التعايش السلمي، يبدأ بهوية وطنية جامعة دون صبغة قومية بعثية. أي: الجمهورية السورية
علم الإستقلال هو فخر للكرد، فالكردي إبراهيم هنانو قاد ثورة السوريين للتحرر من الاحتلال الفرنسي وبهذا العالم الذي نرفعه هنا وكانت حينها سوريا: الدولة السورية إلى أن وصلت التيارات القومية الشوفينية إلى السلطة في دمشق ونسفت الهوية الوطنية الجامعة وفرضت هوية قومية محددة على جميع السوريين. طالما نحن نرفع علم الاستقلال، لماذا لا نفتخر باسم جمهورية الإشتقلال التي لمت شمل جميع السوريين؟
دولة المواطنة، هي نقيض الدولة التي تحمل صبغة قومية في بلد متعدد القوميات.
أظن أن الإلتفاف على كل هذه القضايا ومن ضمنها قضية الكرد، هو تأجيل لصراعات أخرى قد تكون أكثر شدة في المستقبل وهذا لن يخدم مصالح الشعب السوري بكل مكوناته، إستمرار أي صراع لن يجلب الإستقرار لبلدنا سوريا، بل يجعل جميع الفرص مواتية لأي تدخل دولي في شأن سوريا وسيبقى المواطنون الكرد غرباء في بلدهم كما في السابق.
يجب إعلان القطيعة التامة مع أفكار نظام حزب البعث وليس فقط حل هذا الحزب، بكل أسف ما تزال أفكاره البغيضة سارية في بلدنا.
أود أن أقولها بصراحة، أي مؤتمر وطني، لا يحضر فيه ممثلو الكرد من الأحزاب السياسية الكردية، سيبقى مؤتمر أحاديا، يهمش ثان أكبر قومية في البلاد وهم الكرد. نحن كأفراد نمثل أنفسنا فقط وفي هذه القاعة لا نمثل الكرد. رسالتي هذه للتاريخ ولكي لا أصبح شاهد زور في محفل سوري، وطني مهم بعد التحرير من النظام الأسدي المجرم.
سوريا حرة، للأبد.
سوريا لكل السوريين وللأبد.
تقبلوا فائق التحيات.