مقتطفات من مداخلة الأستاذ فؤاد عليكو في مؤتمر الرياض
مقتطف من المداخلتين اللّتين تقدم بهما الأستاذ فؤاد عليكو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في مؤتمر الرياض:
المداخلة الأولى:
أيها السادة نحن اليوم أمام وطن مقسّم وموزع بين أربع مجموعات ولكل مجموعة قانونها الخاص بها ومتناحرة فيما بينها ،ويدفع الشعب المسكين ضريبة هذا الصراع من قتل وتهجير وتدمير للممتلكات بشكل لا يمكن تصوره، وقد تعدّى الصراع الحدود الجغرافية لسوريا ، كما تم تدمير النسيج المجتمعي السوري، لدرجة أصبح القتل على الهوية العرقية أو الدينية أو الطائفية من الأمور المألوفة، لذلك لم يعد ممكناً العودة بسورية إلى الوضع السابق قبل 2011م، ولا يمكننا من توحيد سوريا إلا وفق النظام اللامركزي( الاتحادي)، ولا يعتبر هذا النظام مقدمة للانفصال كما يحاول البعض تصويره بل أثبتت التجربة أن هذا النظام هو الأفضل بين الانظمة المعمول بها دولياً ،وعليه يجب علينا الأخذ به حتى نعيد لسورية وحدتها المقسمة عمليا اليوم.
المداخلة الثانية والتي جاءت بعد توزيع مسودة البيّان الختامي :
الصراع اليوم هو صراع طائفي وقومي بامتياز بعد أن كانت ثورة الحرية والكرامة، و واضح من مسودة البيان أنكم تكرّرون التجارب الفاشلة، وهناك طمس للقضايا الجوهرية العالقة وخاصة القضية الكردية وقضايا الأقليات وبهذا الصدد أشكر الأخ عبد العزيز شلال الذي لا أعرفه والوحيد الذي تطرّق للإشارة إلى هذه القضايا ،وأنتقد زملائي في الائتلاف لعدم التّطرق لها رغم أن بيننا وثيقة موقعة وفيها الكثير من الوضوح.
إن وجود التنوع والثقافي هو ثراء لسوريا كدولة وحضارة وبدلاً من أن نفتخر بالتّراث الحضاري للآشوريين علينا أن نحافظ على أحفاد هذا التراث وهم بيننا اليوم، لكن إذا لم تحافظوا عليهم اليوم فأنا واثق لن تجدوا آشورياً واحداً في سورية بعد عشر سنوات، وهكذا يمكن القياس على بعض القوميات الأخرى لذلك حتى نبعث الطمأنينة لدى جميع مكونات المجتمع السوري فنحن بحاجة إلى مبادئ فوق دستورية تؤكد على حقوق هذه المكونات وليس الهروب منها وتحت مسميات الشعب السوري هو الذي يختار شكل الدولة المستقبلة وهذا يعني ترحيل القضايا وليس معالجتها.
هناك مثل يقول ( لا يمكن أن تغيّر نمط حياتك ما لم تغيّر نمط تفكيرك)، ويبدو أننا نسير على النمط السابق من التفكير ويفهم البعض أن التغيير هو الجلوس على كرسي بشار الأسد وممارسة نفس النّمط السّياسي السّابق، وماذا لو خرجنا بمظاهرات ضد هذه السياسة بعد رحيل بشار الاسد؟ هل ستأخذوننا إلى نفس السجون التي كنتم فيها بالأمس، وأختتم حديثي بواقعة جرت بيني وبين زميلي المرحوم يحيى خدام في مجلس الشعب 1990م، إذ بعد نقاش استغرق حوالي ساعة وأنا اشرح له عن الكرد ومعاناتهم وعن القضية الكردية، فكان جوابه بعد كل هذا الحديث( رجاءً أستاذ فؤاد لا تفتح علينا هذه الأبواب كلنا عرب) ويبدو إن هذا هو الجواب المريح حتى الآن لأن البيان لم يتضمن شيئا يمس جوهر هذه القضايا وإنما الحديث فقط يدور في العموميات وشكراً.