آراء

مقوّمات الحوار الكردي الكردي !

لايخفى علينا بداية ضرورة الحوار الكردي الكردي ولكن وكما هو معلوم حقا فإن أي حوار بدون مقومات وضوابط معينة لن يفي بالغرض المرجو منه , فعند إجراء مراجعة لما يحدث حولنا من مجريات مفصليّة وخصوصا في وقتنا الراهن يمكن لنا عندها أن نتلمس أهمية هذه المفردة والتي تعتبر بمعانيها مفتاح حل لواقع لطالما يزداد المتذمرون منه يوما بعد يوم مقارنة مع المتأملين به أو المتأملين بالأحرى بأن الظروف هي التي ستتحكم بنا بالتالي يتحسن واقعنا هذا متناسين بالتالي خطورة التواكل ولعبة المصالح الدولية والتي تبحث بدورها عن لاعبين فعليين فيها .
ما أراه وبناء على ماسبق هو أن أهم ما يجب أن يتوفر لتحقيق هذه الوسيلة لتحقيق التقارب الكردي الكردي الهادف هو إجراء دراسة معمقة للتاريخ وتشخيص القوى المحيطة بنا من خلال مراكز دراسات إستراتيجية حقيقية وذلك بتوفير الأرضية المناسبة للكفاءات وتشجيعهم لابل عدم محاربتهم عند إقدامهم على هكذا خطوة وذلك للحصول على نتائج مرضية موثقة ومهنية لتعرض بالتالي على كافة القوى المجتمعية الكردية لتحكم بنفسها وخاصة طبقة الساسة أو الطليعة الثورية لمجتمعنا ليقيموها سياسيا واختيار المعطيات المطلوبة منها سياسيا في تعاطيهم مع هكذا ظروف حساسة للغاية ومرحلية .
يضاف على ذلك اعتماد الكفاءة بكل معانيها في إرساء أسس الطرف المحاور من خلال الشخصيات وجدول اعمال وأولويات نقاط الحوار رغم يقيني بأن ذلك لن ينفع في ظل أن يكون أحد الأطراف المتحاورة غير كفء ولايستند في حواره على أدنى مستويات الوطنية أولا والمهنية ثانيا .
إن ضمان وجود راعي وأب حقيقي لهذا الحوار وكما كان في سابقاته في هولير 1 و 2 ودهوك وبشخصية قومية تاريخها يشهد لها, أما أن يستغل أي طرف وكما حدث آنفا لطيبة هذا الراعي وتحقيق أكبر المكاسب كنوع من كسب الوقت والمنفعة فعند ذلك يفضل أن يشرك مع هذا الراعي المحلي أطراف دولية أوإقليمية متنفذة وصديقة لحقوق شعبنا وتراقب بدورها أي اتفاق قادم ومراحل تنفيذه لتحقيق الأفضل لابل يمكن بالتالي استغلال هذه الخطوة لكسب دعم خارجي أكبر لقضايانا العادلة من خلال تدويل هذه القضية وبالتالي فتح أعين القوى الدولية أكثر على مناطقنا وترويج منطقتنا وتوجهاتها المستقبلية كمواد خام لمشاريع مستقبلية سياسية واقتصادية وعلمية لتتنافس عليها هذه القوى لتحقيق منفعة مزدوجة وفي زمن قياسي , وبالتالي نكون قد حققنا إنجازا مثاليا متغلبين على معضلة ازدواجية التبعية أو مشكلة المحاور إن جاز التعبير كما يتردد في أذهاننا كثيرا رغم يقين غالبية شعبنا بالمحور الرئيسي والذي له الكفة الراجحة إن أراد بشكل أكبر من أي محور آني.
ولتحقيق المهنية في عرض نتائج أي اتفاق يجب تهيئة الأجواء لتنفيذه فيجب علينا وكضرورة أن يكون أي حوار مزمع وفقا لعدة جولات بينها جولات للتشاور مع قواعدها والأهم في هذا الإطار هو توثيق نتائج كل جولة بصياغات قانونية مدروسة غير قابلة للتأويل ومؤرشفة أصولا لدى تلك الجهات الراعية المحلية والدولية وكلا الطرفين لتجنب أي منافذ للتهرب من تطبيق أي من بنوده تحت أية ذريعة كانت وإضافة بند ختامي لأي اتفاق يساهم في صياغته تلك الأطراف الراعية وتعطيها صلاحية أن تكون طرفا إلى حد ما عند محاولات الإخلال بمراحل التنفيذ وإعطائها صلاحيات تنفيذية للاتفاق ذاته بعد مراعاة خصوصيات معينة .
أما شعبنا صاحب الحوار وما يتم الحوار عليه والذي يفترض أن يكون الحكم الأبرز على من يمثلونه في أي اتفاق فلديه وكما السابق رغبة جامحة في إنجاز أي اتفاق تاريخي يوحده أكثر ويقطع الطريق على البعض من المتملقين باسمه والذين لطالما وضعت معظم أعمالهم السابقة في خدمة أعداء هذا الشعب محاولين إقناع جزء منه بتأويلات وأسس غير موثقة وغير حقيقية وذلك من خلال اعتماد الإعلان عن نتائج الاتفاق من قبل الأطراف الراعية بوجود الطرفين مستمعين وليس العكس وبعد الإعلان يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورها الجوهري محاولة في المرحلة الأولى بعرض النتائج للشعب على لسان الطرفين المتفقين ولسان الأطراف الراعية لتحقيق التطابق في تأويلات الاتفاق أمام الشعب وشرح مراحل التنفيذ وآلياته الواضحة وجداولها الزمنية المحددة .
بدون شك وبعد أن تقوم وسائل الإعلام بنقل الاتفاق بكل حيثياته وآلياته الزمنية والتنفيذية لشعبنا وكما تم تثبيته كبند أخير في الاتفاق فمن الضروري جدا وقتها تواجد ممثلين عن الجهات الراعية مصاحبين مراحل التنفيذ خطوة بخطوة بل ومساهمين بفعالية في تشجيع تلك الأطراف على الوصول إلى شراكة حقيقية بكل جوانبها والبدء في العسكرية منها وتنفيذها أولا وهو ماكانت نقطة الضعف في الاتفاقات السابقة لضمان عدم اللاعودة ومن ثم جوانبها الأخرى المتفق عليها لقطع الطريق على تحقيق أية مصالح ضيقة على حساب قضية شعب لطالما قدم الغالي والرخيص في سبيل تحقيق غاياته الوطنية .
وأخيرا ورغم القناعة بأن ذلك كله ما هو إلا خارطة طريق فعلية ووسيلة مقنعة لإفراح شعبنا وأصدقائه وأرواح المضحين في سبيله إلا أنها تتطلب وللتاريخ وقفة مراجعة للذات وتحسبا للتاريخ وما سيسجله بين خباياه الهادئة والكف عن تلاعب البعض بمصير شعب مزقته المصالح الدولية لغياب اللاعبين الكرد فيها وقتها فلنصنع نحن كشعب لاعبين فعليين لنا في هذه المرة ! وإلى متى ياترى سنستغل نحن ككورد هذه الفرصة التي تكررت بعد قرن من الزمن مداه كثرة تضحيات أبنائنا ؟ ألم يحن دور الشعب عجبا ليقول كلمته ونرى النور ! .
نزار موسى – فيينا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى